تويت
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
-
يكمل الشيخ حسن بن فرحان المالكي حديثه عن تضعيف روايات الثورة الحسينية باتهام رواتها بالتشيع و الكذب و على سبيل المثال تضعيفهم لأبي مخنف. يقول الشيخ : أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الغامدي الأزدي من علماء القرن الثاني الهجري (157هجري) وجدّه مخنف صحابي كبير سيد الأزد أبو مخنف مؤرخ كبير صاحب مدرسة و هو ثقة و سني المذهب و لأنه أكثر من سرد تفاصيل ثورة الحسين فقد وصفوه بأنه كذاب رافضي صاحب أخبارهم و قد ذكره اليعقوبي في تاريخه ص274 في علماء الوقت أيام أبي جعفر المنصور و ذكر معه شعبة و الثوري و شريك و جرير بن حازم و أمثالهم و ذكره ابن الفقيه الهمداني في كتابه البلدان ص236 من مفاخر أهل الكوفة على أهل البصرة فقالوا (منا الثقة المؤتمن هشام بن الكلبي و أبو مخنف) و من دلائل ثقته اهتمام الكبار بالرواية عنه و الإكثار كالمدائني و ابن سعد صاحب الطبقات و البلاذري و الطبري و غيرهم من الكبار الذين تجنب أكثرهم الرواية عن سيف بن عمر ذلك الكذاب المشهورلكن غلاة السلفية ظهر فيهم من يدعي العلم بالحديث و الجرح و التعديل و وثقوا سيف بن عمر الكذاب المتهم بالزندقة و كذبوا هذا الكبير أبا مخنف و هدفهم من هذا قطع كل أوصال أخبار أهل البيت و سيرهم. فالغلاة عكسوا القضية فوثقوا الزنديق و كذبوا الثقة عيبه فقط أنه أكثر من رواية تفاصيل ثورة الحسين فساءهم ذلك لأنهم مع كتمان هذه الأخبار حتى لا تصحو الضمائر و تبقى خلف طغاتهم و عقائدهم. الخلاصة أن أبا مخنف ثقة و ليس شيعياً و لم يصنفه الشيعة في رجالهم. انتهى هنا كلام الشيخ فرحان أقول و مما رواه أبو مخنف أن أول من زار قبر الحسين (ع) بعد دفن الأجساد الطاهرة كان عبيد الله بن الحر الجعفي و هناك أنشد أشعاراً تشعر عن ندمه على عدم نصرة الحسين(ع) : يقول أمير غادر أي غادر ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة و نفسي على خذلانه و اعتزاله و بيعة هذا الناكث العهد لائمة فيا ندمي أن لا أكون نصرته ألا كل نفس لا تسدد نادمة و إني على أن لم أكن من حماته لذو حسرة ما أن تفارق لازمة سقى الله أرواح الذين تآزروا على نصره سقيا من الغيث دائمة وقفت على أطلالهم و محالهم فكاد الحشا ينقضّ و العين ساجمة لعمري لقد كانوا سراعاً إلى الوغى مصاليت في الهيجا حماة خضارمة تأسّوا على نصر ابن بنت نبيهم بأسيافهم آساد غيل ضراغمة أتقتلهم ظلماً و ترجو ودادنا فدع خطة ليست لنا بملائمة لعمري لقد أرغمتمونا بقتلهم فكم ناقم منا عليكم و ناقمة أهُمُّ مراراً أن أسير بجحفل إلى فئة زاغت عن الحق ظالمة فكفوا و إلا زرتكم في كتائب أشد عليكم من زحوف الديالمه