بسم الله الرحمن الرحيم
م/ (( ما كان لهم الخيرة )) / الوجه الآخر قراءة وتقويم
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ،
وَحَفَظَةِ سِرِّاللهِ وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ " ـ مقطع من الزيارة الجامعة الكبيرة ـ
ثم أما بعدُ :
فيقول تعالى{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[القصص: 68]
ليس من أهداف الموضوع تفسير الآية ففيها من الدقائق ما لا يعلمها إلا من أوتي حظاً وافراً،
بل المقصود هو إزاحة توهمين قد يكونا مشتهرين عند الكثير في مقطع من الآية وهو:
" ما كان لهما الخيرة " وها نحن نوجزهما فيما يلي:
الأول: فيتوهم الكثير أن القراءة الإنحصارية الظاهرة من الآية هي أن نفي الاختيار عنهم
واختصاصه بالله عز اسمه وهو فهم صحيح ولا غبار عليه اذ هو المستفاد من الآية أولاً
وهوما نقل في الأثر ثانياً: فقد ورد في تفسير القمي في تفسير الآية:
يختار الله الإمام وليس لهم أن يختاروا، وحاصل هذا الوجه مبني على أن"ما" في مقطع الآية نافية.
لكن السؤال هنا: هل هذه هي القراءة الوحيدة التيلا يمكن حمل الآية على غيرها ؟
الجواب: كلا ، ثمة وجه آخر محتمل أيضاً: وهو إن ما يختاره الله عز وجل فيه الخير لهم
وهذا الفهم مبني على كون "ما" اسماً موصولاً بمعنى" الذي" ويختارالذي كان لهم الخيرة.
قال شيخ الطائفة في التبيان 8/ 17: في تفسيره للآية:
قيل في معناه قولان:
أحدهما - يختار الذي كان لهم فيه الخيرة، فدلَّ بذلك على شرف اختياره لهم.
الثاني - أن تكون(ما) نفياً أي لم يكن لهم الخيرة على الله بل لله الخيرة عليهم،
لأنه مالك حكيم في تدبيرهم، فيكون على هذا الوجه الوقف على قوله "ويختار"
انتهى كلامه رضوان الله عليه.
وهنا سؤال آخر:
دأب الشيعة على الاستدلال بالآية على حصر اختيار الإمامة بالله تعالى ونفي اختيار وتدخل الأمة فيها، فالسؤال هو : ألا يتنافى الفهم الثاني مع ذلك؟
الجواب: بالنفي القطعي بمعنى إن هذا المعنى الثاني" أيضا في معنى الأول لأن حقيقة المعنى فيهما أنه سبحانه يختار وإليه الاختيار ليس لمن دونه الاختيار لأن الاختيار يجب أن يكون على العلم بأحوال المختار ولا يعلم غيره سبحانه جميع أحوال المختار ولأن الاختيار هو أخذ الخير وكيف يأخذ الخير من الأشياء من لا يعلم الخير فيها " قاله الطبرسي في مجمع البيان 7 / 409
ها قد رأيت عزيزي القارئ النبيه القراءة السائدة مع الوجه الآخر واستمعت لتقويمه الذي لا تعارض استدلال الشيعة مدعاه ولا يناقض الفهم الاخر فحواه.
الحسيني
م/ (( ما كان لهم الخيرة )) / الوجه الآخر قراءة وتقويم
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ،
وَحَفَظَةِ سِرِّاللهِ وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ " ـ مقطع من الزيارة الجامعة الكبيرة ـ
ثم أما بعدُ :
فيقول تعالى{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[القصص: 68]
ليس من أهداف الموضوع تفسير الآية ففيها من الدقائق ما لا يعلمها إلا من أوتي حظاً وافراً،
بل المقصود هو إزاحة توهمين قد يكونا مشتهرين عند الكثير في مقطع من الآية وهو:
" ما كان لهما الخيرة " وها نحن نوجزهما فيما يلي:
الأول: فيتوهم الكثير أن القراءة الإنحصارية الظاهرة من الآية هي أن نفي الاختيار عنهم
واختصاصه بالله عز اسمه وهو فهم صحيح ولا غبار عليه اذ هو المستفاد من الآية أولاً
وهوما نقل في الأثر ثانياً: فقد ورد في تفسير القمي في تفسير الآية:
يختار الله الإمام وليس لهم أن يختاروا، وحاصل هذا الوجه مبني على أن"ما" في مقطع الآية نافية.
لكن السؤال هنا: هل هذه هي القراءة الوحيدة التيلا يمكن حمل الآية على غيرها ؟
الجواب: كلا ، ثمة وجه آخر محتمل أيضاً: وهو إن ما يختاره الله عز وجل فيه الخير لهم
وهذا الفهم مبني على كون "ما" اسماً موصولاً بمعنى" الذي" ويختارالذي كان لهم الخيرة.
قال شيخ الطائفة في التبيان 8/ 17: في تفسيره للآية:
قيل في معناه قولان:
أحدهما - يختار الذي كان لهم فيه الخيرة، فدلَّ بذلك على شرف اختياره لهم.
الثاني - أن تكون(ما) نفياً أي لم يكن لهم الخيرة على الله بل لله الخيرة عليهم،
لأنه مالك حكيم في تدبيرهم، فيكون على هذا الوجه الوقف على قوله "ويختار"
انتهى كلامه رضوان الله عليه.
وهنا سؤال آخر:
دأب الشيعة على الاستدلال بالآية على حصر اختيار الإمامة بالله تعالى ونفي اختيار وتدخل الأمة فيها، فالسؤال هو : ألا يتنافى الفهم الثاني مع ذلك؟
الجواب: بالنفي القطعي بمعنى إن هذا المعنى الثاني" أيضا في معنى الأول لأن حقيقة المعنى فيهما أنه سبحانه يختار وإليه الاختيار ليس لمن دونه الاختيار لأن الاختيار يجب أن يكون على العلم بأحوال المختار ولا يعلم غيره سبحانه جميع أحوال المختار ولأن الاختيار هو أخذ الخير وكيف يأخذ الخير من الأشياء من لا يعلم الخير فيها " قاله الطبرسي في مجمع البيان 7 / 409
ها قد رأيت عزيزي القارئ النبيه القراءة السائدة مع الوجه الآخر واستمعت لتقويمه الذي لا تعارض استدلال الشيعة مدعاه ولا يناقض الفهم الاخر فحواه.
الحسيني
تعليق