إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مبحث علة اخراج الإمام الحسين عليه السلام نسائه الى كربلاء/2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مبحث علة اخراج الإمام الحسين عليه السلام نسائه الى كربلاء/2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نكمل معكم اعزائي مبحث علة اخراج الإمام الحسين عليه السلام نسائه الى كربلاء
    العصر الرابع الذي عاشته المرأة هو العصر الأموي

    وأما العصر الأموي فقد عانت المرأة أيما معاناة في هذا العصر من مشاهدة التنكيل والقتل والتشريد والصلب على الجذوع لكل من ينتمي أو يوالي علي إبن أبي طالب عليه السلام أو يشكون في انتمائه له، وظهور المذاهب كالجبرية التي مارست دور المخدر في شل الحركة الثورية عند الناس وجعلهم يرضخون لحكم الظالم ويمكن وصف هذه المرحلة بالفوضى الدينية والسياسية والاجتماعية وكثر نشر الروايات الموضوعة التي لايتمكن الرجل من تمييز الصحيح من الموضوع أو بالمتغيرة التي سلبوا منها فضائل الإمام علي عليه السلام ونسبها الى معاوية فضاع العلم ، غير الترصد بكل من يشكون بولايته لأمير المؤمنين علي عليه السلام فإنهم إن تمكنوا من ألقاء القبض عليه قتلوه بعد التمثيل به ، وإن هرب من بين أيديهم أخذوا نسائه رهائن حتى يُسلم نفسه ، فبسبب هذه الظروف رجعت المرأة الى الجاهلية الكاملة وصارت متخلفة وحبيسة بين جدران البيوت والتخلف والوهم وهذا ماخلفه معاوية وطوره أبنه يزيد عندما نصبه ولياً للعهد ومن ثم بعد أستلامه الخلافة والحكم وأخذ يطور هذه المخلفات الرذيلة
    وكان يعرف إنه لايتمكن أكمال هذا المشروع الجاهلي إلا بقتل الحسين عليه السلام وطلب من أعوانه أن تؤخذ البيعة منه عليه السلام وإلا تؤسر نساؤه رهينة حتى يسلم نفسه إذا رفض البيعة فخرج عليه السلام بنسائه وحريمه ليلاً خائف يترقب ،

    ولما وصل عليه السلام الى مكة وعلم اللعين بمكانه قال أقتلوه ولو كان معلقاً بأستار الكعبة فحل أحرامه عليه السلام وتوجه نحو كربلا بنسائه هذه المرة لعدة أهداف ، معلناً عن قيامه قائلاً" إني لم أخرج أشراً ولابطراً ولامفسداً ولاظالماً... "( وهذا بيان منه عليه السلام ويذكر لنا صفات هذا الحاكم الذي يطلبون مني ان أبايعه) وإن مثل هكذا رجل يحمل هذه الصفات لابد من القيام بوجه وأيقافه عند حده كي لاينشر معتقادته ويورث الناس صفاته ويكونوا مستقبلا كالحيوانات المفترسة التي تلتهم بعضها البعض عندما تحظى بفريسة ،

    ويبين عليه السلام إن هذا تكليف عيني قد وقع عليه بعدما وصل جلاوزة اللعين بأخذ البيعة له من الحسين عليه السلام فصارت المواجهة مباشرة وبكل وقاحة وفي وسط داره عليه السلام ،وفي منتصف الليالي آنذاك إن صح التعبير وبعيد عن انظار ومسامع الناس فإنهم يعلمون هذا الشيء خطأ وقصدهم الغدر، فقام عليه السلام من ثم بين سبب خروجه (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدي أمر بالمعروف وانهى عن المنكر ..) فسار عليه السلام ليلا بنسائه ، وبهذه التكملة لكلامه بين أنه لم يخرج مع نسائه للنزهة وطلب الراحة والاستجمام بل من أجل مبدأ وعقيدة وأبلاغ رسالة ملقاة على عاتقه وإنهن عليهن دور لابد لهن ان يبلغنه في هذا الخروج وهذا القيام ولهذا التبليغ وقت معين،
    فكانت النساء اللواتي خرجن مع الإمام الحسين عليه السلام
    ينقسمن الى مجموعتين

    المجموعة الأولى : حرائر آل البيت عليهم السلام ونساء بيت الوحي وهن اللواتي هاجرن معه من مكة إلى كربلاء ، وهي المجموعة التي تعرضت لأقسى التحديات والخطوب .
    والمجموعة الثانية: نساء مؤمنات زوجات الصحابة والأنصار ، وكان حضورهن عرضياً لم يخضع لتنسيق مسبق أو برمجة مسبقة .

    وهنا علة أخراج الإمام الحسين عليه السلام نسائه معه
    ملاحظة :
    ذكر في قصة السبي لنساء آل الرسول أنه بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام حُملت نسائه الى الكوفة برزت كل قبيلة وعشيرة وأخذت او حررت نسائهم من الأسر والسبي أي زوجات الأنصار والصحابة (( بس ظلن الماعدهن عشيرة )) هذا البيت الذي ننعى به السيدة زينب عليها السلام
    أي إن المجموعة الثانية من النساء قد فارقن نساء الحسين عليه السلام وبقين سلام الله عليهن وحده مأسورات لأحد يأتي من قبيلتهن ليحررهن لأنهم أضاحي مجزرة مرمين على رمضاء كربلاء
    ولذلك حكمة إلهية ليبين أحقية نساء آل البيت عليهم السلام في تبليغ اهداف قيام الإمام الحسين عليه السلام
    وبما إنه نعتقد بإن الإمام الحسين عليه السلام عالم بالغيب ومن لم يعتقد بذلك فإن الأحاديث والروايات التي ذكرها الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله حول واقعة كربلاء واحداثها يتبين له أن جده المصطفى صلوات الله عليهم قد اخبره بما سيجري عليه وعلى نسائه ،فإنه عليه السلام كان عالم بإنه ستقع مجزرة عليه بذبح أبناءه وأخوته ورجاله وجميع أنصاره حتى رضيعه وكيفية مقتله يعرفها وان قيامه سينتهي بمعركة لم تستمر إلا لبضع ساعات وتسبى نسائه وكل شيء ينتهي ، فلابد من وجود شخص يبلغ الناس أهداف هذا القيام وأهميته ومن أجل ماذا قام عليه السلام وان يبطل كل أقاويل الكذب والأفتراء عليه بأنه خارج عن طاعة الدولة والقوانين .
    لذلك أخرج معه عليه السلام مجموعة من النساء العالمات الخطيبات البليغات اللواتي يجدن الكلام الفصيح والبليغ الذي يفهمه جميع الناس والبشرية على مر العصور والزمنة ،
    وهذا التكتيك الذكي من قِبل الإمام الحسين عليه السلام والسلاح الذكي الذي دمر به عروش الكذب والزيغ والاهواء
    فأخرج معه السيدة زينب عليها السلام الشبيهة بأمها الزهراء وابيها علي عليهما السلام حيث ان أهل الكوفة لما سمعوها نسبوا صوتها وكلامها الى أبيها علي إبن ابي طالب ، وتمكنت ببلاغتها ان تسكت الجميع بعدما امرتهم بأن يسكتوا فسكتوا ،
    فَبَّلغن ماقاساه الإمام الحسين وماجرى عليه في سبيل إقامة الدين والشرائع ، ووصل سلاح الإمام الحسين عليه السلام الخفي إلى قلب عاصمة يزيد الشام ودمر عرشه ببلاغة السيدة زينب والسيدة سكينة ورقية ورباب وغيرهن ،وبين حقيقة الدين الذي يعتقد به وأنتهت واقعة الطف بأنتصار الحسين والإسلام وهزيمة يزيد والكفر
    حتى ارجعهن الى ديارهن بأسرع وقت وأعترافه بخسارته للعرش والحكم بسبب قتله الحسين وسبي نسائه ،
    فإذن أخرج الإمام الحسين عليه السلام معه
    نساء فكن

    1- مبلغات وخطيبات

    2- كن السلاح القاضي والقاتل لأحكام الجاهلية التي كانت تحتضن الشام والمناطق المحيطة بها.

    3- كن وسائل الإعلام لنقل الأحداث والوقائع التي قاساها الإمام عليه السلام في سبيل تحرير الإسلام من أغلال يزيد ومعتقده ، وكيفية تعليمه لنا أن الحرية والكرامة إذا كانت لاتنال إلابالدفاع عنها وإن كان ذلك الدفاع يؤدي الى الموت والشهادة وعدم الإستسلام للعبودية والأسر والرق .
    وآستمر تبليغهن وتوضيحهن ونشر واقعة الطف وتلك الأهداف النبيلة حتى مابعد كربلاء وطيلة مسيرهن في فترة الأسر وبعد رجوعهن للمدينة وبالخصوص يرجع الدور الأكبر للسيدة زينب عليها السلام
    حتى أمر اللعين بأعتقال السيدة زينب الى مقر حكومته ، لأن الإمام زين العابدين عليه السلام لم يتمكن من نشر ماجرى عليهم في كربلاء بسبب حبسه من قبل اللعين يزيد وجعله تحت الإقامة الجبرية في داره ومنع عن المنبر منذ أن أمر المؤذن أن يؤذن في مسجده لعنة الله عليه وقطع عليه خطبته

    وبمعنى آخر بين عليه السلام إن المرأة لها الدور الكبير في إبقاء الدين والحفاظ على أحكامه ، وحالها حال الرجل من ناحية التبليغ للأحكام الدينية ، ونقل الوقائع التاريخية ، وإنها كائن حي مثقف واعي لافرق بينها وبين الرجل الا بالتقوى وكل ذلك بالحفاظ على الحجاب والموازيين الشرعية .

    أتمنى من جميع الذين يقرؤوا مبحثي هذا أن يعطوني رأيهم ويفيدوني
    لأن هذا المبحث كتبته بقلمي بعد مطالعة قصة كربلاء وأحوال المرأة مع الأستعانة فقط بالنصوص الشرعية.


    التعديل الأخير تم بواسطة الموالية للزهراء عليها السلام ; الساعة 29-12-2013, 12:50 AM. سبب آخر:















يعمل...
X