إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح منطق المظفر-الدرس الرابع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح منطق المظفر-الدرس الرابع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تقدم سابقا ان الدليل الثاني الذي ساقه المصنف لاثبات الحاجة الى علم المنطق يتوقف على ثلاث مقدمات وقلنا ان كلام المصنف في المواضيع اللاحقة هو شرح لهذه المقدمات وحان الان شرح المقدمة الاولى:وهي انقسام العلم الى التصور والى التصديق:

    قلنا ان العلم هو الصور الذهنية وقد لاحظ العلماء ان هذه الصور على قسمين:

    1-القسم الاول :صور ذهنية يرافقها حالة نفسانية هي حالة الايمان والاعتقاد مثلا يأتي شخص ويخبرك ان السماء في الخارج تمطر فانت تتصور السماء وهي تمطر ويحصل لك حالة الاعتقاد والايمان بوقوع هذا الامر (وهو سقوط المطر)فهي اذن صورة ذهنية يرافقها ويصاحبها حالة نفسانية هي حالة الاعتقاد.
    2-القسم الثاني:بينما لو قيل لك العدد ثلاثة فانت ستتصور العدد ثلاثة وهذه الصورة الذهنية لا يصاحبها تلك الحالة النفسانية أي لا يرافق تصور الثلاثة حالة الاعتقاد.
    فاذن الصور الذهنية على قسمين صور يصاحبها اعتقاد نسميها تصديق وصور لا يصاحبها اعتقاد نسميها تصور.
    تنبيه:لفظ التصور يطلق ويراد به المعنى المتقدم وهو الصورة التي لا تستتبع حكما او قل لا يصاحبها حالة الاعتقاد وكذلك يطلق لفظ التصور ويراد منه معنى اعم وهو مطلق العلم والادراك فهو يشمل التصور السابق والتصديق ولتمييز المعنى الاول للتصور عن الثاني يقيد الاول بالتصور الساذج ويقيد الثاني بالتصور المطلق.
    بماذا يتعلق التصور والتصديق:
    الشئ المعلوم اما ان يكون مفردا او يكون مركبا والمركب اما تام او ناقص والمركب التام اما خبر او انشاء .توضيحه:

    ان العلم اما ان يتعلق بالامور المفردة كتصورك لصديقك زيد او لتصورك العدد خمسة فهذه الامور هي مفردات.
    او يتعلق بالمركبات وقد قسموا المركب الى مركب تام وهو ما يصح السكوت عليه او قل هو الجملة المفيدة كقولنا زيد قائم والى مركب ناقص وهو ما لا يصح السكوت عليه كقولنا غلام زيد وان قام زيد وتسكت فان السامع يبقى منتظرا لتكمل كلامك .
    ثم ان المركب التام ينقسم الى خبر والى انشاء والفرق بينهما ان الخبر يحكي عن امر وقع وفرغ منه بحيث ان المتكلم لا يستطيع ان يغير من الامر شيئا بخلاف الانشاء فانه يحكي عن امريُطلب تحقيقه أي انه لم يقع بعد .

    مثال الخبر ان يقول لك شخص السماء تمطر فان المتكلم يخبر ويحكي عن امر سبق وان تحقق.

    ومثال الانشاء ان يقول لك شخص اضرب زيدا ؛فان الضرب لم يقع بعد.بل يُطلب تحقيقه.

    ثم ان الخبر قد يكون مشكوك وقد يكون متوهم وقد يكون مظنون وقد يكون متيقن؛توضيح ذلك:

    ان الخبر له طرفان الاول يسمى نسبة الوقوع والثاني يسمى نسبة اللاوقوع مثلا اذا قيل لك زيد قائم فهذا الخبر له طرفان الاول نسبة وقوع الخبر أي تحقق ووقوع قيام زيد في الخارج والثاني عدم وقوع قيام زيد في الخارج والاول هو نسبة الوقوع والثاني هو نسبة اللاوقوع.
    فاذا تساوت نسبة الوقوع واللاوقوع أي لم يترجح احدهما فهذا الخبر مشكوك كما لو اخبر شخص عن وجود حياة في المريخ فطرف الوقوع هو وجود حياة في المريخ وطرف اللاوقوع عدم وجود حياة؛ولم ترجح احدهما على الاخر.

    واذا ترجح احد الطرفين على الاخر فان ترجح طرف الوقوع مع احتمال اللاوقوع فيكون الخبر مظنونا كما لو اخبر شخص بوقوع زلزال في احدى المدن وهذا الشخص كان اكثر كلامه صدق فخبره يورث ظنا بسبب ترجح طرف الوقوع.
    واذا ترجح طرف اللاوقوع مع احتمال الوقوع فيكون (وهما) كما لو اخبرك شخص بالزلزال وكان كثير الكذب.
    اما اذا ترجح طرف الوقوع ولا تحتمل اللاوقوع كما لو اخبرك المعصوم بشئ فانه يكون يقينا.
    فالخبر اذن اما (وهما او شكا او ظنا او يقينا).
    اذا علمت هذا نقول:
    تحصل عندنا ان المعلوم ام امر مفرد او مركب ناقص او مركب تام انشائي او مركب تام خبري وهو اما خبر موهوم او مشكوك او مظنون او متيقن؛فأي شئ منها يندرج تحت التصور واي شئ منها يندرج تحت التصديق؟
    1-المفرد.
    2-الانشاء .
    3-المركب الناقص.
    4-الخبر الموهوم والمشكوك.
    كلها تندرج تحت التصور لانها كلها تصورات لا يصحبها حالة الاعتقاد والايمان.
    1-الخبر المظنون.
    2-الخبر المتيقن.
    يندرجان تحت التصديق لانهما تصورات يصاحبها حكم واعتقاد.
    وبهذا يتضح مبحث اقسام التصديق فلا نكرر.
    والحمد لله رب العالمين.



يعمل...
X