إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة الهدهد وملكة سبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة الهدهد وملكة سبا

    قصّة الهُدهد وملكة سبأ
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    انظروا أيها الإخوة لايوجد علم كعلم محمد وآل محمد، وهذه نبذة تبين مرتبة العلم الذي كان عند النبي سليمان(عليه السلام) والعلم الذي عند محمد وآل محمد(صلوات الله عليه وآله) حياة سليمان(عليه السلام)المدهشة وما جرى له مع الهدهد وملكة سبأ.
    فيقول أوّلا: ((..وتفقّد الطير )).
    وهذا التعبير يكشف هذه الحقيقة، وهي أنّه كان يراقب وضع البلاد بدقّة، وكان يتحرى أوضاع حكومته لئلا يخفى عليه غياب شيء، حتى لو كان طائراً واحداً.
    وما لا شك فيه أنّ المراد من الطير هنا هو الهُدهد، لأنّ القرآن يضيف استمراراً للكلام ((وقال ما لي لا أرى الهُدهد أم كان من الغائبين)).
    وهناك كلام بين المفسّرين في كيفية التفات سليمان إلى عدم حضور الهدهد.
    فقال بعضهم: كان سليمان(عليه السلام) عندما يتحرك تظلل الطير بأنواعها فوق رأسه فتكون مثل الخيمة، وقد عرف غياب الهدهد من وجود ثغرة في هذا الظل!.
    وقال بعضهم: كان الهدهد مأموراً من قبل سليمان بالتقصيّ عن الماء كلما دعت الحاجة إليه، وعندما دعت الحاجة إلى الماء في هذه المرّة لم يجد الهدهد فعرف غيابه.
    وعلى كل حال، فهذا التعبير((ما لي لا أرى الهُدهد )) ثمّ قوله: ((أم كان من الغائبين ))لعله إشارة إلى أن غياب الهدهد هل كان لعذر مقبول أولغير عذر؟
    ومن أجل أن لا يكون حكم سليمان غيابياً، وأن لا يؤثر غياب الهُدهد على بقية الطيور، فضلا عن الأشخاص الذين يحملون بعض المسؤوليات، أضاف «سليمان» قائلاً((لأُعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين)).
    والمراد من «السلطان» هنا هو الدليل الذي يتسلط به الإنسان من أجل إثبات قصده، وتأكيد هذا اللفظ بـ «مبين» هو أنّه لابد لهذا الفرد المتخلف من إقامة دليل واضح وعذر مقبول لتخلفه!
    وفي الحقيقة فإنّ سليمان قبل أن يقضي غيابياً ذكر تهديده اللازم في صورة ثبوت التخلّف، وحتى هذا التهديد جعله في مرحلتين تناسبان الذنب؛ مرحلة العقاب بما دون الإعدام، ومرحلة العقاب بالإعدام.
    وقد برهن «سليمان» ضمناً أنّه ـ حتى بالنسبة للطائر الضعيف ـ يستند في حكمه إلى المنطق والدليل، ولا يعوّل على القوّة والقدرة أبداً.
    ولكن غيبة الهدهد لم تطل ((فمكث غير بعيد )) عاد الهدهد وتوجه نحو سليمان:
    ((فقال أحطت بما لم تُحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين )).

    وكأن الهدهد قد رأى آثار الغضب في وجه سليمان، ومن أجل أن يزيل ذلك التهجم، أخبره أوّلاً بخبر مقتضب مهم الى درجة أن سليمان نفسه كان غير مطّلع عليه، برغم ما عنده من علم، ولما سكن الغضب عن وجه سليمان، فصّلَ الهدهد له الخبر، وسيأتي بيانه في الآيات المقبلة.
    وممّا ينبغي الإلتفات إليه أنّ جنود سليمان ـ حتى الطيور الممتثلة لأوامره ـ كانت عدالة سليمان قد أعطتهم الحرية والأمن والدعة بحيث يكلمه الهدهد دون خوف وبصراحة لا ستار عليها فيقول:
    ((أحطت بما لم تحط به )).

    فتعامل الهدهد «وعلاقته» مع سليمان لم يكن كتعامل الملأ المتملقين للجبابرة الطغاة..
    أجل، إنّ الهُدهد قال بصراحة: غيابي لم يكن اعتباطاً وعبثاً... بل جئتك بخبر يقين «مهم» لم تحط به!
    وهذا التعبير درس كبير للجميع، إذ يمكن أن يكون موجود صغير كالهدهد
    يعرف موضوعاً لا يعرفه أعلم من في عصره، لئلا يكون الإنسان مغروراً بعلمه... حتى لو كان ذلك سليمان مع ما عنده من علم النبوّة الواسع.
    وعلى كل حال، فإنّ الهدهد أخذ يفصّل لسليمان ما حدث فقال:
    ((إنّى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم )).

    لقد بيّن الهُدهد لسليمان بهذه الجمل الثلاث جميع مواصفات هذا البلد تقريباً، وأسلوب حكومته!
    فقال أوّلاً: إنّه بلد عامر والآخر إنّني وجدت امرأة في قصر مجلل تملكهم، والثّالث: لها عرش عظيم، ولعله أعظم من عرش سليمان، لأنّ الهدهد كان رأى عرش سليمان حتماً، ومع ذلك وصفه بأنّه عرش عظيم.
    وقد أفهم الهدهد بكلامه هذا سليمان أنّه لا ينبغي أن تتصور أن جميع العالم تحت «نفوذ أمرك وحكومتك»! وأن عرشك هو وحده العرش العظيم...
    ولما سمع سليمان(عليه السلام) كلام الهدهد غرق في تفكيره..
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الخفاجي ; الساعة 02-01-2014, 08:18 PM. سبب آخر:
يعمل...
X