بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد خير خلقة وعلى آله الطيبين الطاهرين
من ضروريات الإسلام ، إنقطاع سلسلة الأنبياء (عليهم السلام) وختمها بنبي الإسلام ، ولم ولن يبعث أي نبي بعده . وحتى غير المسلمين يعلمون بأن هذه الحقيقة من جملة المعتقدات الإسلامية ، التي يلزم على كل مسلم الإعتقاد بها ، ولذلك فهي كسائر ضروريات الدين لا تحتاج لإستدلال ، ولكن مع ذلك يمكن إستفادتها من القرآن الكريم والروايات المتواترة . يقول القرآن الكريم (مَّا كان محمد ابا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النَّبيّين وكان الله بكل شيءٍ عليما)1 . حيث عبّرت بصراحة عن النبي (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتم الأنبياء جميعا . وقد وجّه بعض أعداء الإسلام إعتراضين على دلالة هذه الآية على ختم النبوة بالنبي (صلى الله عليه وآله) أحدهما : إن لفظة الخاتم ، وردت بمعنى آخر غير الإنتهاء ، وهو خاتم اليد أي الحلقة التي في الإصبع للزينة ، وإن المراد من الخاتم في هذه الآية لعله هذا المعنى . ثانيهما : على تقدير أن معنى الخاتم هو المعنى المعروف ، ولكن معناها أن سلسلة (الأنبياء) تختم بالنبي (صلى الله عليه وآله) ولا تدل على خاتمية سلسلة (الرُّسُل) به . والجواب عن الإعتراض الأوّل : إن معنى الخاتم (ما يختم به الشيء) وخاتم الإصبع إنّما سُمّي بذلك لهذا المعنى ، لتختم وتوقع به الرسائل وأمثالها . والجواب عن الإعتراض الثاني : إن كل نبي يملك مقام الرسالة فله مقام النبوة أيضا ، وبإنتهاء سلسلة الأنبياء تنتهي سلسلة الرسل أيضا ، فإن مفهوم (النبي) وإن لم يكن أعم من مفهوم الرسول ، ولكن النبي من حيث المورد أعم من الرسول 2 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الأحزاب /40 .
2 . إن لفظة (الرسول) بمعنى (حامل الرّسالة) ولفظة النبي مشتقة من مادة (نبأ) بمعنى (صاحب الخبر المهم) وإذا كانت مشتقة من مادة (نبو) فهو بمعنى (صاحب المقام الرفيع والشريف) .
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد خير خلقة وعلى آله الطيبين الطاهرين
من ضروريات الإسلام ، إنقطاع سلسلة الأنبياء (عليهم السلام) وختمها بنبي الإسلام ، ولم ولن يبعث أي نبي بعده . وحتى غير المسلمين يعلمون بأن هذه الحقيقة من جملة المعتقدات الإسلامية ، التي يلزم على كل مسلم الإعتقاد بها ، ولذلك فهي كسائر ضروريات الدين لا تحتاج لإستدلال ، ولكن مع ذلك يمكن إستفادتها من القرآن الكريم والروايات المتواترة . يقول القرآن الكريم (مَّا كان محمد ابا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النَّبيّين وكان الله بكل شيءٍ عليما)1 . حيث عبّرت بصراحة عن النبي (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتم الأنبياء جميعا . وقد وجّه بعض أعداء الإسلام إعتراضين على دلالة هذه الآية على ختم النبوة بالنبي (صلى الله عليه وآله) أحدهما : إن لفظة الخاتم ، وردت بمعنى آخر غير الإنتهاء ، وهو خاتم اليد أي الحلقة التي في الإصبع للزينة ، وإن المراد من الخاتم في هذه الآية لعله هذا المعنى . ثانيهما : على تقدير أن معنى الخاتم هو المعنى المعروف ، ولكن معناها أن سلسلة (الأنبياء) تختم بالنبي (صلى الله عليه وآله) ولا تدل على خاتمية سلسلة (الرُّسُل) به . والجواب عن الإعتراض الأوّل : إن معنى الخاتم (ما يختم به الشيء) وخاتم الإصبع إنّما سُمّي بذلك لهذا المعنى ، لتختم وتوقع به الرسائل وأمثالها . والجواب عن الإعتراض الثاني : إن كل نبي يملك مقام الرسالة فله مقام النبوة أيضا ، وبإنتهاء سلسلة الأنبياء تنتهي سلسلة الرسل أيضا ، فإن مفهوم (النبي) وإن لم يكن أعم من مفهوم الرسول ، ولكن النبي من حيث المورد أعم من الرسول 2 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الأحزاب /40 .
2 . إن لفظة (الرسول) بمعنى (حامل الرّسالة) ولفظة النبي مشتقة من مادة (نبأ) بمعنى (صاحب الخبر المهم) وإذا كانت مشتقة من مادة (نبو) فهو بمعنى (صاحب المقام الرفيع والشريف) .
تعليق