بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وعجل الله فرج إمام زماننا ومهدينا وجعلنا وإياكم من الراضين بفعله والمسلمين لإحكامه .السلام على السيدة الجليلة الجميلة,المعصومة المظلومة ,الكريمة النبيلة ,المكروبة العليلة,ذات الأحزان الطويلة في المدة القليلة ,الرضية الحليمة,العفيفة السليمة ,المجهولة قدراً,والمخفية قبراً,المدفونة سراً,والمغصوبة جهراً ,سيدة النساء ,الإنسية الحوراء , أم الأئمة النقباء النجباء ,بنت خير الأنبياء ,الطاهرة المطهرة ,البتول العذراء ,فاطمة التقية الزهراء عليها السلام ورحمة الله وبركاته.
ونحن نعيش هذه الأيام الأيام الفاطمية أيام أستشهاد سيدة النساء وإستشهاد ولدها المحسن-عليهماالسلام-علينا أن نأخذ منها الدروس والعبر ونتعلم منها ومن تضحياتها التي قدمتها من أجل حفظ الدين والمذهب ومن أجل أن تبقى راية الإسلام عالية وكلمة الإسلام هي العلي فقد عانت ما عانت من قومها الذين غصبوها حقها وتجرأوا عليها وأحرقوا دارها وأسقطوا جنينهاوكسروا ظلعهافالويل لهم لقد تجرأوا على حرمة رسول الله فلم يكن له ذرية غيرها وكان يحبها كثيراً فكانت إذا دخلت عليه قام لها إجلالا واحتراماً فكان يقبل جبينها ويقول لها( فداها ابوها) وكان يلقبها بإم ابيها هذه السيدة التي عاشت سنوات قليلة ماذا أعطتنا هي أعطتنا كل شيء ولكن نحن لم نأخذ منها ولم نتعلم منها إلا القليل هل تعلمنا نحن منها عفتها وكيف انها تحجبت من أعمى أوهل تعلمنا من صبرها وكيف أنها صبرت على أذية قومها لأبيها ولها أو هل تعلمنا من زهدها وكيف أنها كانت لاتملك شيئاً من حطام الدنيا سوى القليل وانها لم تكن ثقل زوجها بالطلبات وهل تعلمنا من عبادتها فقد عبدت الله عبادة فكانت تقف طوال الليل تصلي حتى تورمت قدمها وهكذا الكثير الكثير ولكن نحن لم نلتفت الى هذا بل شغلتنا الدنيا وما فيها عن هذه الأم الحنون الرءوف وعن حياتها وماتحويها فهيا بنا نسرع لنتعلم منها قبل أن ينادي بنا منادي الرحيل ونقول لها يامنا خذي بأيدينا وأوصلينا اليك فنحن محتاجين لك وقد روي عن الأمام الحسن -عليه السلام-أنه قال :رأيت اُمي فاطمة-عليها السلام-قامت في محرابها ليلة جمعتها ,فلم تزل راكعة ساجدة حتى إتضح عمود الصبح ,وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ,ولاتدعولنفسها بشيء ,فقلت
تعليق