إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الازدواجية العبادية ودور الصراع فيها ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الازدواجية العبادية ودور الصراع فيها ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    الازدواجية في العبادة ودور الصراع فيها ؟

    ان الانسان مطلوب منه ان يؤدي واجبته والتكاليف التي على عاتقه بالتمام والكمال فلا يستثني واجب او تكليف بل يأتي بها جميعها ، كما عليه ان ينتهي ويمتنع ويترك الامور المحرمة والمنهى عنها جميعها والا فهو ليس على صواب وبعيد عن هذه الجادة اي جادة الحق والصواب ...وهنا تقريبا الكل متفق .
    لكن لو ان شخص قد اجمع بينهما اتى بقسم من الواجبات وقسم من المحرمات والممنوعات ؟؟ !! فكيف التعامل معه ؟؟؟؟
    فمثلا لو شخص ازدواجي يصلي ويصوم وو... ولكن في نفس الوقت يسمع الغناء ويأخذ الغيبة و.. ، قد تجد شخص يدعوه لترك العبادة بحجة وداعي انه ما فائدة العبادة التي لا تغير من نهج الانسان ....اتركها ..فأنت تجني فقط التعب فلا صلاة ان لم تنه عن الفحشاء والمنكر انت تضحك على نفسك بصلاتك وعبادتك هذه ؟؟

    في الحقيقة ان هذه الدعوى باطلة اي دعوى ترك العبادة ، -على الرغم من ان هذه العبادة جوفاء خالية من حقيقة وروح العبادة -، لأسباب كثيرة
    اولها:
    ان الواجبات والمحرمات مفصولة من ناحية الحساب اي ان الانسان سيحاسب على كل واجب بمفرد هذا الواجب -مثال للتقريب – شخص لا يصوم ولكنه يستطيع ان يؤثر على شخص بل حتى له القدرة على ان يأمره بالصيام وذاك الشخص لا يصوم فواجبه _من ناحية الامر بالمعروف_ ان يأمره بالصوم فان لم يفعل سيحاسب على القضيتين اي ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط عن من يعمل بالخلاف والنتيجة بمثال ان الاحكام كالامتحان ان اديت واجب او امتنعت عن حرام كأنما اجبت سؤال وستأخذ نتيجته فلا يغنيك عن غيره
    وثانيا ان الانسان يعيش حالة من الصراع وبطبيعته فلقد شاءت ارادة الله سبحانه وتعالى ان يوجد في نفوس البشر عاملان اساسيان هما (عامل الخير وعامل الشر) وجعل الصراع والتنافس قائماً بينهما منذ خلق الله الانسان واوجده على هذه الارض وحتى قيام الساعة..
    والصراع هو حالة يمر بها الفرد حين لا يستطيع إرضاء دافعين معا أو عدة دوافع ، ويكون كل منها قائما لديه او هو: العمل المتزامن أو المتواقت للدوافع أو الرغبات المتعارضة ، أو المتبادلة ، وينتج عن وجود حاجتين لا يمكن إشباعهما في وقت واحد فتجد وبحسب طبيعة الانسان سيعيش في حالة الصراع فان العبادة والطاعة والمعصية والذنوب متناقضان ومتضادان فما وجود الشر بجانب الخير الا صورة من صور المتناقضات والانداد والاضداد وبحسب المنطق انهما لا يجتمعان لذلك اما سوف ينحرف تجاه الذنوب او يسمو تجاه الخير
    فمن واجب الانسان الذي يود الاصلاح ان يقوي طرف الخير لديه لا يضعفه ويقتله فهي حرب لابد من منتصر فان الانسان الذي يعيش الازدواجية في العبادة لا يخلو من مرض او موت طرف في حال الازدواجية لذلك لابد من دعم طرف الخير والاصلاح وتقويته بل ان الانسان المتصارع قد يشعر بهذا فيستشير احد على ان يترك العبادة لأنه انسان غير صالح فمن واجب المستشار ان يرشده الى البقاء والاستمرار بالإتيان بالعبادات وان كانت شكلية فأنها سوف تنموا وتصبح جزء منه وبالتالي يأتي اليوم الذي ينتهي عن اضدادها وتستقر هي في نفسه ومع استقرارها ونموها سوف لا يكون مكان للقبائح والمعاصي
    فان الازدواجي ان شعر بأهمية العبادة وفضلها ونتائجها سوف يميل تجاهها وان شعر بقبح المعاصي وشرها ورذالتها وناتجها ومصيرها واثرها على النفس لا شك سوف يبتعد عنها وهذا يأتي نتيجة جهد وعمل لإيضاح وكشف حقيقة العبادة وحقيقة المعصية فالإنسان يميل نحو ما يعرف ويكون مطمئن له لذلك فان الانسان الازدواجي المستمر في ازدواجيته لا يعرف حقيقة العبادة وماذا تعني ؟ ولا يعرف حقيقة المعصية واثارها ومصيرها وخطرها او يعرف شيء يسير وبهذا اليسير قد يعيش الصراع فتراه متضارب بين الطاعة والمعصية فتارة يطيع وتارة يعصي ومع ذلك هو يشعر بقبح الذنب الا ان هذا الشعور بسيط وخفيف وقليل ويشعر بحسن الطاعة الا انه شعور قليل وصغير والسبب كما اسلفنا لأنه لم يصل الى حقيقة العبادة ولم يصل الى حقيقة المعصية . فكيف سينتصر وكيف نفيد هذا الانسان المتصارع لا شك اصبح واضحا الان الدعوى لترك الطاعة _الا ان تكون انت لا تقصد الترك بل لاجل التحسيس فله كلام اخر_ دعوى باطلة بل انت سوف تنتصر للطرف الاخر من الصراع من حيث تشعر او لا تشعر
    بل و "النتيجة" ان تقوي طرف الصراع الصالح وتضعف وتسقط طرف الصراع الطالح ولا يكون ذلك الا بالعلم والمعرفة والبيان الذي هو بنفس الخطوة سيحسم المعركة وقد اتضح مما سلف فلا حاجة للتكرار .
    والحمد لله رب العالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة الى اهل البيت وشيعتهم
    لا خير في لذة من بعدها النار
يعمل...
X