اعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال: والحكمة.
أقول: وجوب الوجود يقتضي وصف الله تعالى بالحكمة، لأن الحكمة قد يعني بها معرفة الأشياء وقد يراد بها صدور الشيء على الوجه الأكمل، ولا عرفان أكمل من عرفناه تعالى فهو حكيم بالمعنى الأول، وأيضا فإن أفعاله تعالى في غاية الأحكام والإتقان ونهاية الكمال فهو حكيم بالمعنى الثاني أيضا.
شرح الشيخ الاستاذ
تطلق الحكمة ويراد بها معنيين وكلاهما ثابت لله تعالى اما ان يكون الحكيم هو العارف بالأشياء او يكون الحكيم الصانع المدقن فلا يوجد شيء اعلم من الله فهو مدقن لخلقة وصنعتها فهو حكيم بالمعنى الثاني
قال: والتجبر.
أقول: وجوب الوجود يقتضي وصفه تعالى بكونه جبارا، لأن وجوب الوجود يقتضي استناد كل شئ إليه فهو يجبر ما بالقوة بالفعل والتكميل كالمادة بالصورة فهو جبار من حيث إنه واجب الوجود.
قال: والقهر.
أقول: وجوب الوجود يقتضي وصفه تعالى بكونه قهارا بمعنى أنه يقهر العدم بالوجود والتحصيل.
شرح الشيخ الاستاذ
قال والتجبر يوجد جبر ويوجد قهر
الفرق بينهم هو ان لجبر هو لزم الشيء ليفعل ما بحسب طبعها او الازم للفعل الموافق لطبع
اما القهر هو الازم بالفعل المخالف للطبع
الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالجبار أي يلزم الاشياء ان تفعل ما بحسب طبعها فاذا كان المخلوق يرفض ان يفعل ما بحسب طبعها فالله سبحانه وتعالى يجبر على فعل ما بحسب طبعها0
تكامل الشيء وخروجه من القوى الى الفعل وهذا موافق الى طبعه فالله سبحانه وتعالى يجبره على هذا الفعل وهو ان تخرج من القوة الى الفعل ومن المادة الى الصورة أي من الاستعداد الى الفعلية
والقهار عند الله سبحانه وتعالى هو ان يقهر العدم بالوجود أي جبر الاشياء بأضدادها والموجود بالتحول وكذا المركبات الغير منسجمة فأنها متكون من ذرات غير منسجمة ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى يحولها الى وجود اخر بالقهر فمن هذا التنافر يوجد موجود اخرى
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين والعنتُ على اعدائهم اجمعين
تعليق