بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
تغليب الاحكام العشائرية على الاحكام الشرعية في النزاعات والخصومات
بقلم: خالد غانم الطائياللهم صل على محمد وال محمد
تغليب الاحكام العشائرية على الاحكام الشرعية في النزاعات والخصومات
عندما اقتضت المشيئة الالهية خلق الانسان وتشريفه بالتكليف الشرعي قرّر له منهاجاً يسير عليه ويتخذه طريقاً للوصول الى مرضاة الله سبحانه لأنه خالقه وأعلم بصلاحه وفساده وما يجول في خاطره، قال تعالى : (ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد) – سورة ق الآية 16- ، وهو سبحانه اعلم بالاسباب والمسببات والنتائج.
لذلك جاء الحكم الشرعي ضامناً لسعادة الانسان في الدارين دار الدنيا ودار الآخرة وهو على خمسة انحاء:
الواجب: وهو ما يتوجب ويتحتم على المكلف فعله ويعاقب على تركه مثل اداء الصلاة .
والمستحب: وهو ما يُستحسن فعله من قبل المكلّف ولا يُعاقب على تركه مثل الاتيان بتسبيح الزهراء(عليها السلام) بعد اكمال الصلاة والفراغ منها.
والحرام: ما يتحتم على المرء تركه ويعاقب على فعله مثل السرقة.
والمكروه: ما يُستحسن تركه من قبل المكلف ولا يُعاقب على فعله مثل الضحك بصوت عال ٍ والاكل في الطريق.
والمُباح: ما تُركت للمكلف حرية الاختيار فيه مثل تناول شراب البرتقال او الرمان، قال تعالى : (وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه)- سورة الانعام الآية 153-.
الا ان محاولات ابليس اللعين لا تنفك ابداً عن صرف همة الانسان المكلّف لتطبيق الشريعة المُقدّسة على نفسه عهداً لإغواء بني آدم ومن احدى وسائله اللعينة التي يقوم بها لتحقيق هدفه هو اتباع هوى النفس من قبل المكلّف حتى يبتعد عن الصراط الالهي ومن هذا المنطلق اخذ الشيطان اللعين يحرّك الهوى في نفس الانسان المكلّف حتى يبحث عن بدائل وهذه البدائل حتماً سيكون ورائها الشطط والانحراف لأن الانسان قاصر في معرفته ولا يستطيع ولا يتمكّن من الاحاطة التامة بالاشياء لانه محدود والمحدود لا يمكنهُ ان يسع اللامحدود، قال تعالى : ( وما اوتيتم من العلم الا قليلاً ) – سورة الاسراء الآية 85- ولابد من الاشارة الى ان القياس (الشرعي) هو الذي اخرج ابليس الرجيم من رضا الله الى سخط الله وبعض الناس متبّعون للمبدأ الذي شرعه ابليس و الاحكام العشائرية التي تقابل الاحكام الشرعية وتكون على الضد منها تخرج بالمكلّف من دائرة رضا الله الى دائرة سخط الله وهذه هي المشكلة الكبرى والعُظمى فينبغي الالتفات الى خطورة هذه المسألة وعدم تغليب الاحكام الشعائرية على الاحكام الشرعية، قال تعالى: ( أأنتم اعلم ام الله) –سورة البقرة الآية 140- وكما اسلفنا فالانسان مُعرّض للخطأ والصواب في حكمه وحتى في المسائل البسيطة والله يُريد ان يُعبد من حيث هو يريد لا من حيث يريد المرء، قال عزّ من قائل : (ان الدين عند الله الاسلام) – سورة آل عمران الآية19- ودين الله معصوم ودستوره معصوم (وهو القرآن الكريم)، قال العلي العظيم : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) – سورة فصلت الآية 42- فكل من يريد التماس الحق فعليه بالقرآن، قال تعالى : ( ومَنْ لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون) – سورة المائدة الآية 44-، وقوله تعالى (ومَنْ لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون)- سورة المائدة الآية 47-.
تعليق