بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
عندما خلق الله الانسان ابدع في تصويره لخلقه في كافة المجالات ، فجعله يميل الى تكوين روابط بين الناس وبين اهله فقد كرمه سبحانه وتعالى عن باقي المخلوقات في الميل الى تأسيس هذه الروابط الاسرية التي تجعل منه انساناً بمعنى الكلمة .... وقد نسمع من بعض الناس يقولون ان الابتعاد عن الناس راحةً لهم فهل هذا صحيح ان الابتعاد عنهم هو شعور بالامان والشعور بالراحة الحقيقية التي يتمناها كل شخص .... فنحن نقول ان الابتعاد عن الناس يأتي لعدة اسباب فالسبب الاول هو المحيط الذي يعيش به الشخص فاذا كان في محيطه الكثير من المشاكل التي تودي الى تفتيف الاسرة او المجتمع فهو يميل الى الابتعاد عنة لفترة قصيرة حتى يتسنى الوقت للعودة الى ما كانت عليه والثاني هو الجو الاسري الذي يعيشه الانسان حيث تكثر به المشاكل العائلية بين افراد الاسرة الواحدة وهذه الاجواء لا يمكن الابتعاد عنها لان الابتعاد ليس حلا لها فيجب على الانسان من الاسراع الى حل المشاكل المتعلقة به حتى لا تكون العواقب وخيمة فيما بعد والسبب الثالث هو ضعف الحالة المادية التي يمر بها الكثير من ابناء البلد فالمادة تعتبر من مقومات السعادة بين افراد الاسرة الواحدة فعندما يكون الانسان في اضعف حالاته المادية يفكر الى الابتعاد الى شيئ اخر او الى اللجوء الى الهرب للتخلص مما يحيط به من مشاكل مادية او غيره ... وفي كل هذا هل يكون الابتعاد عن الناس راحة بمعنى الكلمة التي يتمناها الانسان فاذا حاول الابتعاد الى ما ينسيه مشاكلة العامة والخاصة فسرعان ما يعود الى الجو الاسري الانِ الباري سبحانه وتعالى فطرة على ذلك فلا يستطيع البقاء الى اطول مدة ممكنه فان الشعور الى الاسرة او الى المحيط العائلي يجذبة ويبقى يحن الى ذلك الى ان ينفجر شوقاً الى احضان المجتمع ... واخيراً فالابتعاد عن الناس ليس حلا جوهرياً يعمد اليه من يريد التخلص من مشاكله ويحصل على راحة البال التي يطمح اليها فتلك فطرة الله سبحانه وتعالى ولا يستطيع احداً مقاومة تلك الفطرة التي فطر الناس عليها
والحمد لله رب العالمين
(بقلمي)
تعليق