بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
الجسر والعبادة
بقلم : خالد غانم الطائي مما هو واضح وبيّن ان المرء في حال سيره على جسر ( مشياً او بمركبة) فهو يضمر في نفسه غاية وهي العبور الى الطرف الاخر من الجسر لتحقيق هدف عقلائي راجح ولا يقصد من حركته مجرد السير عليه وهذا الحال لا يختلف عليه اثنان..
كذلك الانسان المكلف شرعاً فانه في تاديته للعبادات كالصلاة والصيام وتلاوة القران الكريم وغيرها وحرصه على تطبيقها فالمقصود الحقيقي ليس اداء العبادات (قشرياً دون الوصول الى اللُب) وانما الوصول من خلال تاديتها الى مكارم الاخلاق كالاخلاص والصدق والتواضع فهي جسر للوصول اليها حتى يكون المرء متحلياً بالصفات الحميدة والاخلاق الطيبة والسمات الكريمة وقد قال النبي الامجد (صلى الله عليه وآله وسلم): (انما بُعثت لاتمم مكارم الاخلاق) ولم يقل( انما بعثت لتصلوا وتصوموا ...)، أما الاية الكريمة( وما خلقت الجن والانس لا ليعبدون) فمقتضى العبادة هي حمل الاسماء الحسنى لله عزوجل أي ان يتأدب المرء بأدب رفيع والذي يريده ُ الشرع المقدس من المكلف هو الانصياع للتأديب الالهي فقد قال النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ( ادبني ربي فأحسن تأديبي) وقد امرنا الله سبحانه ان نقتدي بالنبي الخاتم الذي وصفه بقوله عزّ من قائل : ( وانك لعلى خلق عظيم)، اذ قال تبارك اسمه ( لقد كان لكم في رسول الله اسوةٌ حسنة لمن كان يرجو لقاء الله واليوم الاخر ..).
وكذلك فإن غاية الصلاة وعلامة قبولها عند الله سبحانه كما وصفتها الآية الشريفة ( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) اذن اداء العبادات والطاعات وسيلة والغاية هي الوصول الى مكارم الاخلاق.
تعليق