بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
الغضب
تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم.
وهو حالة نفسيه تبعث على هياج الإنسان وثورته قولاً أو عملاً. وهو مفتاح ألشرور ورأس ألآثام وداعية الازمات والإخطار. وقد تكاثرت الآثار في ذمه والتحذير منه:
وقال الصادق عليه ألسلام «سمعت أبي بقول أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله رجل بدويّ ، فقال إني أسكن ألبادية فعلمني جوامع الكلام. فقال آمرك أن لا تغضب. فأعاد الأعرابي عليه المسألة ثلاث ممرات حتى رجع الى ننفسه فقال لا أسأل عن شيء بعد هذا ما أمرني رسول اللّه إلا بالخير....»
بواعث الغضب:
لا يحدث الغضب عفواً واغتباطا وإنما ينشأ عن أسباب وبواعث تجعل الانسان مرهف الاحساس، سريع التأثر.
ولو تأملنا تلك البواعث،
وجدناها مجملة على الوجه التالي:
(1) قد يكون منشأ الغضب انحرافا صحي كاعتلال الصحة ألعامة أو ضعف الجهاز ألعصبي مما يسبب سرعة التهيج.
(2) وقد يكون المنشأ نفسياً، منبعثاً عن الاجهاد العقلي، أو المغالاة في الانانية، أو الشعور بالإهانة، والاستنقاص ونحوها من الحالات النفسية، التي سرعان ما تستفز الانسان، وتستثير غضبه.
(3) وقد يكون المنشأ أخلاقياً، كتعود الشراسة، وسرعة التهيج، مما يوجب رسوخ عادة الغضب في صاحبه.
أضرار الغضب:
(1) - إذا كان منشأ الغضب اعتلالاً صحياً، أو هبوطاً عصبياً كالمرضى والشيوخ ونحاف البنية، فعلاجهم - والحالة هذه - بالوسائل الطبية، وتقوية صحتهم العامة، وتوفير دواعي الراحة النفسية والجسمية لهم، كتنظيم الغذاء، والتزام النظافة، وممارسة الرياضة الملائمة،
واستنشاق الهواء الطلق، وتعاطي الاسترخاء العضلي بالتمدد على الفراش.
كل ذلك مع الابتعاد والاجتناب عن مرهقات النفس والجسم، كالاجهاد الفكري، والسهر المضني، والاستسلام للكئابة، ونحو ذلك من دواعي التهيج.
(2) - لا يحدث الغضب عفواً، وإنّما ينشأ عن أسباب تستثيره، أهمها: المغالاة في الانانية، الجدل والمراء، الاستهزاء والتعيير، المزاح الجارح. وعلاجه في هذه الصور باجتناب أسبابه، والابتعاد عن مثيراته جهد المستطاع.
(3) - تذكّر مساوئ الغضب وأخطاره وآثامه، وأنها تحيق بالغاضب، وتضرّ به أكثر من المغضوب عليه، فرب أمر تافه أثار غضبة عارمة، أودت بصحة الانسان وسعادته.
يقول بعض باحثي علم النفس: دع محاولة الاقتصاص من أعدائك، فإنك بمحاولتك هذه تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم..
إننا حين نمقت أعداءنا نتيح لهم فرصة الغلبة علينا، وإنّ أعداءنا ليرقصون طرباً لو علموا كم يسببون لنا ممن القلق وكم يقتصّون منّا، إنّ مقتنا لا يؤذيهم، وإنّما يؤذينا نحن، ويحيل أيامنا وليالينا الى جحيم.
وهكذا يجدر تذكر فضائل الحلم، وآثاره الجليلة، وأنّه باعث على اعجاب الناس وثنائهم، وكسب عواطفهم.
وخير محفّز على الحلم قول اللّه عز وجل: «إدفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم، وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم»
فصلة 34 - 35)
(4) - إنّ سطوة الغضب ودوافعه الإجرامية تعرّض الغاضب لسخط اللّه تعالى وعقابه، وربما عرّضته لسطوة من أغضبه واقتصاصه منه في نفسه أو في ماله أو عزيز عليه. قال الصادق عليه ألسلام «أوحى اللّه تعالى إلى بعض أنبياؤه إبنَ آدم أذكرني في غضبك أذكرك في غضبى لا أمحقك فيمن أمحق، وارض بي متنصرا فانّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك»
(5) - من الخير للغاضب إرجاء نزوات الغضب وبوادره، ريثما تخفّ سورته، والتروّي في أقواله وأفعاله عند احتدام الغضب، فذلك مما يخفّف حدّة التوتر والتهيج، ويعيده الى الرشد والصواب، ولا يُنال ذلك إلا بضبط النفس، والسيطرة على الأعصاب.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن لم تكن حليماً فتحّلم، فإنّه قَلّ من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم».
(6) - ومن علاج الغضب: الاستعاذة من الشيطان الرجيم، وجلوس الغاضب إذا كان قائماً، واضطجاعه إن كان جالساً، والوضوء أو الغسل بالماء البارد، ومس يد الرحم إن كان مغضوباً عليه، فإنه من مهدئات الغضب.
قال الصادق عليه السلام:
«الغضب مفتاح كل شر»
وإنما صار الغضب مفتاحاً للشرور لما ينجم عنه من أخطار وآثام كالاستهواء والتعيير والفحش والضرب والقتل ونحو ذلك من المساوئ.
وقال أمير المؤمنين عليه ألسلام «الجدة ضرب من ألجنون لأنّ صاحبها يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم»
والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
ر
اللهم صلِ على محمد وال محمد
الغضب
تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم.
وهو حالة نفسيه تبعث على هياج الإنسان وثورته قولاً أو عملاً. وهو مفتاح ألشرور ورأس ألآثام وداعية الازمات والإخطار. وقد تكاثرت الآثار في ذمه والتحذير منه:
وقال الصادق عليه ألسلام «سمعت أبي بقول أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله رجل بدويّ ، فقال إني أسكن ألبادية فعلمني جوامع الكلام. فقال آمرك أن لا تغضب. فأعاد الأعرابي عليه المسألة ثلاث ممرات حتى رجع الى ننفسه فقال لا أسأل عن شيء بعد هذا ما أمرني رسول اللّه إلا بالخير....»
بواعث الغضب:
لا يحدث الغضب عفواً واغتباطا وإنما ينشأ عن أسباب وبواعث تجعل الانسان مرهف الاحساس، سريع التأثر.
ولو تأملنا تلك البواعث،
وجدناها مجملة على الوجه التالي:
(1) قد يكون منشأ الغضب انحرافا صحي كاعتلال الصحة ألعامة أو ضعف الجهاز ألعصبي مما يسبب سرعة التهيج.
(2) وقد يكون المنشأ نفسياً، منبعثاً عن الاجهاد العقلي، أو المغالاة في الانانية، أو الشعور بالإهانة، والاستنقاص ونحوها من الحالات النفسية، التي سرعان ما تستفز الانسان، وتستثير غضبه.
(3) وقد يكون المنشأ أخلاقياً، كتعود الشراسة، وسرعة التهيج، مما يوجب رسوخ عادة الغضب في صاحبه.
أضرار الغضب:
(1) - إذا كان منشأ الغضب اعتلالاً صحياً، أو هبوطاً عصبياً كالمرضى والشيوخ ونحاف البنية، فعلاجهم - والحالة هذه - بالوسائل الطبية، وتقوية صحتهم العامة، وتوفير دواعي الراحة النفسية والجسمية لهم، كتنظيم الغذاء، والتزام النظافة، وممارسة الرياضة الملائمة،
واستنشاق الهواء الطلق، وتعاطي الاسترخاء العضلي بالتمدد على الفراش.
كل ذلك مع الابتعاد والاجتناب عن مرهقات النفس والجسم، كالاجهاد الفكري، والسهر المضني، والاستسلام للكئابة، ونحو ذلك من دواعي التهيج.
(2) - لا يحدث الغضب عفواً، وإنّما ينشأ عن أسباب تستثيره، أهمها: المغالاة في الانانية، الجدل والمراء، الاستهزاء والتعيير، المزاح الجارح. وعلاجه في هذه الصور باجتناب أسبابه، والابتعاد عن مثيراته جهد المستطاع.
(3) - تذكّر مساوئ الغضب وأخطاره وآثامه، وأنها تحيق بالغاضب، وتضرّ به أكثر من المغضوب عليه، فرب أمر تافه أثار غضبة عارمة، أودت بصحة الانسان وسعادته.
يقول بعض باحثي علم النفس: دع محاولة الاقتصاص من أعدائك، فإنك بمحاولتك هذه تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم..
إننا حين نمقت أعداءنا نتيح لهم فرصة الغلبة علينا، وإنّ أعداءنا ليرقصون طرباً لو علموا كم يسببون لنا ممن القلق وكم يقتصّون منّا، إنّ مقتنا لا يؤذيهم، وإنّما يؤذينا نحن، ويحيل أيامنا وليالينا الى جحيم.
وهكذا يجدر تذكر فضائل الحلم، وآثاره الجليلة، وأنّه باعث على اعجاب الناس وثنائهم، وكسب عواطفهم.
وخير محفّز على الحلم قول اللّه عز وجل: «إدفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم، وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم»
فصلة 34 - 35)
(4) - إنّ سطوة الغضب ودوافعه الإجرامية تعرّض الغاضب لسخط اللّه تعالى وعقابه، وربما عرّضته لسطوة من أغضبه واقتصاصه منه في نفسه أو في ماله أو عزيز عليه. قال الصادق عليه ألسلام «أوحى اللّه تعالى إلى بعض أنبياؤه إبنَ آدم أذكرني في غضبك أذكرك في غضبى لا أمحقك فيمن أمحق، وارض بي متنصرا فانّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك»
(5) - من الخير للغاضب إرجاء نزوات الغضب وبوادره، ريثما تخفّ سورته، والتروّي في أقواله وأفعاله عند احتدام الغضب، فذلك مما يخفّف حدّة التوتر والتهيج، ويعيده الى الرشد والصواب، ولا يُنال ذلك إلا بضبط النفس، والسيطرة على الأعصاب.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن لم تكن حليماً فتحّلم، فإنّه قَلّ من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم».
(6) - ومن علاج الغضب: الاستعاذة من الشيطان الرجيم، وجلوس الغاضب إذا كان قائماً، واضطجاعه إن كان جالساً، والوضوء أو الغسل بالماء البارد، ومس يد الرحم إن كان مغضوباً عليه، فإنه من مهدئات الغضب.
قال الصادق عليه السلام:
«الغضب مفتاح كل شر»
وإنما صار الغضب مفتاحاً للشرور لما ينجم عنه من أخطار وآثام كالاستهواء والتعيير والفحش والضرب والقتل ونحو ذلك من المساوئ.
وقال أمير المؤمنين عليه ألسلام «الجدة ضرب من ألجنون لأنّ صاحبها يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم»
والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
ر
تعليق