إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استشهاد التابعي الجليل سعيد بن جُبير رضوان الله تعالى عليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استشهاد التابعي الجليل سعيد بن جُبير رضوان الله تعالى عليه

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    سعيد بن جبير اﻷسدي ( 46 - 95 هـ )

    تابعي حبشي اﻷصل، كان تقيا وعالما بالدين
    درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر اﻷمة وعن عبد الله بن عمر في المدينة المنورة ،
    وُلِدَ سعيد بن جبير في زمن خﻼفة اﻹمام على بن
    أبي طالب - - بالكوفة، وقد نشأ سعيد محبًّا للعلم، مقبﻼً عليه، ينهل من معينه،
    فقرأ القرآن على ابن عباس، وأخذ عنه الفقه والتفسير والحديث،
    كما روى الحديث عن أكثر من عشرة من الصحابة، وقد بلغ رتبة في العلم لم يبلغها أحد من أقرانه،
    قال خصيف بن عبد الرحمن عن أصحاب ابن عباس : كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالطﻼق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير .
    كان ابن عباس يجعل سعيدًا بن جبير يفتي وهو موجود، ولما كان أهل الكوفة يستفتونه، فكان يقول لهم : أليس منكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير،
    وكان سعيد بن جبير كثير العبادة لله، فكان يحج مرة ويعتمر مرة في كل سنة، ويقيم الليل، ويكثر من الصيام، وربما ختم قراءة القرآن في أقل من ثﻼثة أيام،

    سكن الكوفة ونشر العلم فيها وكان من علماء
    التابعين، فأصبح إماما ومعلما ﻷهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي لعنة الله عليه لولائه للامام علي بن الحسين عليهما السلام.
    كان دعاء سعيد بن جبير على الحجاج قبل مقتله: " اللهم ﻻ تسلطه على قتل أحد من بعدي ."

    وفعﻼً مات الحجاج دون أن يقتل أحد من بعد سعيد بن جبير .
    وبعد مقتل سعيد بن جبير اغتم الحجاج غما كبيرا وكان يقول : ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت
    النوم أخذ برجلي
    ويقال إنه رؤي الحجاج في النوم بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك ؟
    فقال : قتلني بكل قتيل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة،
    يوجد مرقد سعيد بن جبير بواسط في العراق .


    وكان سعيد بن جبير مناهضًا للحجاج بن يوسف الثقفي أحد أمراء بني أمية، فأمر الحجاج بالقبض
    عليه، فلما مثل بين يديه، دار بينهما هذا الحوار :
    الحجاج : ما اسمك؟ سعيد : سعيد بن جبير .
    الحجاج : بل أنت شقي بن كسير .
    سعيد : بل أمي كانت أعلم باسمي منك .
    الحجاج : شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك .
    سعيد : الغيب يعلمه غيرك .
    الحجاج : ﻷبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى .
    سعيد : لو علمتُ أن ذلك بيدك ﻻتخذتك إلهًا .
    الحجاج : فما قولك في محمد .
    سعيد : نبي الرحمة، وإمام الهدى .
    الحجاج : فما قولك في على بن أبي طالب، أهو في الجنة أم في النار؟
    سعيد : لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت .
    الحجاج : فما قولك في الخلفاء؟
    سعيد : لست عليهم بوكيل .
    الحجاج : فأيهم أعجب إليك؟
    سعيد : أرضاهم لخالقي .
    الحجاج : فأيهم أرضى للخالق؟
    سعيد : علم ذلك عنده .
    الحجاج : أبيتَ أن تَصْدُقَنِي .
    سعيد : إني لم أحب أن أكذبك .
    الحجاج : فما بالك لم تضحك؟
    سعيد : لم تستوِ القلوب وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار .
    وهب سعيد حياته لﻺسﻼم، ولم يَخْشْ إﻻ الله، ولد في الكوفة، يفيد الناس بعلمه
    النافع، ويفقه الناس في أمور دينهم ودنياهم، فقد كان إمامًا عظيمًا من أئمة الفقه
    في عصر الدولة اﻷموية، حتى شهد له عبد الله بن عباس - ما - بالسبق في الفقه
    والعلم، فكان إذا أتاه أهل مكة يستفتونه يقول : أليس فيكم ابن أم الدهماء (يقصد سعيد بن جبير ) .

    كان سعيد بن جبير يملك لسانًا صادقًا وقلبًا حافظًا، ﻻ يهاب الطغاة، وﻻ يسكت عن
    قول الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، فألقى الحجاج بن يوسف القبض عليه
    بعد أن لفق له تهمًا كاذبة، وعقد العزم على التخلص منه،
    لم يستطع الحجاج أن يسكت لســانه عن قول الحق بالتـهديد أو التخويف، فقد كان سعيد بن جبير مؤمنًا
    قوي اﻹيمان، يعلم أن الموت والحياة والرزق كلها بيد الله، وﻻ يقدر عليه أحد سواه .

    اتبع الحجاج مع سعيد بن جبير طريقًا آخر، لعله يزحزحه عن الحق، أغراه بالمال
    والدنيا، وضع أمواﻻ كثيرة بين يديه، فما كان من هذا اﻹمام الجليل إﻻ أن أعطى الحجاج درسًا قاسيًا،

    فقال : إن كنت يا حجاج قد جمعت هذا المال لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح، وإﻻ ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت .

    لقد أفهمه سعيد أن المال هو أعظم وسيلة ﻹصﻼح اﻷعمال وصﻼح اﻵخرة، إن جمعه صاحبه بطريق
    الحﻼل ﻻتـِّقاء فزع يوم القيامة(..يوم ﻻ ينفع مال وﻻ بنون إﻻ من أتى الله بقلب
    سليم ) ( الشعراء 89-88: ).

    ومرة أخرى تفشل محاوﻻت الحجاج ﻹغراء سعيد، فهو ليس من عباد الدنيا وﻻ ممن يبيعون دينهم بدنياهم، وبدأ الحجاج يهدد سعيدًا بالقضاء
    عليه،
    ودار هذا المشهد بينهما :
    الحجاج : ويلك يا سعيد !
    سعيد : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
    الحجاج : أي قتلة تريد أن أقتلك؟
    سعيد : اختر لنفسك يا حجاج،
    فوالله ما تقتلني قتلة إﻻ قتلتك قتلة في اﻵخرة . الحجاج : أتريد أن أعفو عنك؟
    سعيد : إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فﻼ براءة لك وﻻ عُذر .
    الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه .

    فلما خرجوا ليقتلوه، بكي ابنه لما رآه في هذا الموقف، فنظر إليه سعيد وقال له :
    ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ وبكي أيضًا صديق له،
    فقال له سعيد : ما يبكيك؟
    الرجل : لما أصابك .
    سعيد : فﻼ تبك، كان في علم الله أن يكون هذا،
    ثم تﻼ : ( ما أصاب من مصيبة في اﻷرض وﻻ في أنفسكم إﻻ في كتاب من قبل أن نبرأها )
    الحديد 22
    ثم ضحك سعيد، فتعجب الناس وأخبروا الحجاج، فأمر بردِّه،
    فسأله الحجاج : ما أضحكك؟
    سعيد : عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك . الحجاج : اقتلوه .
    سعيد : (وجهت وجهي للذي فطر السموات واﻷرض حنيفًا وما أنا من المشركين ) اﻷنعام : 79 . الحجاج : وجهوه لغير القبلة .
    سعيد : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115.
    الحجاج : كبوه على وجهه .
    سعيد : (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )]طه : 55
    الحجاج : اذبحوه .
    سعيد : أما أنا فأشهد أن ﻻ إله إﻻ الله وحده ﻻ شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني يا
    حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة،

    ثم دعا سعيد ربه فقال : اللهم ﻻ تسلطه على أحد
    يقتله بعدي .
    مات سعيد شهيدًا في 25 ربيع الاول 95 هـ الموافق 714 م ، وله من العمر تسع
    وخمسون سنة، مات ولسانه رطب بذكر الله

    فسلام الله عليه يوم وُلد ويوم مات ويوم يُبعث حياً
    التعديل الأخير تم بواسطة اية الشكر ; الساعة 10-02-2014, 04:26 PM. سبب آخر:

  • #2






    ولادته :

    ولد سعيد بن جبير بن هاشم الأسدي في سنة ( 45 هـ ) .

    سيرته :

    كان سعيد بن جبير من كبار التابعين ، وكان من أصحاب الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، وروي أنه لم يكن في زمن الإمام السجاد ( عليه السلام ) إلا خمسة من الأوفياء وقدوة في الإيمان كان سعيد واحداً منهم .
    وكان سعيد فقيهاً ورعاً عالماً بالقرآن وتفسيره ، بالإضافة إلى رواية الحديث عن الصحاية والتابعين .
    كان مدافعاً عن ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وله في ذلك محاججة مع الوالي الأموي الحجاج بن يوسف أدت إلى قتله .
    ومن كلامه في الخشية من الله وذكره يقول : إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك فتلك الخشية ، والذكر طاعة الله ، فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن .
    مقتله :

    ألقى القبض عليه والي مكة خالد بن عبد الله القسري وأرسله إلى الحجاج ، وعندما وصل دارت بينه وبين الحجاج محاورة حول النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعن رأيه بالخلفاء ، وفي نهاية المطاف أمر الحجاج جلاوزته بقتله وكان ذلك سنة 95 هـ .
    ودفن في مدينة واسط في العراق .


    sigpic

    تعليق

    يعمل...
    X