تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تعالى في كتابه العزيز (فجاءته أحداهما تمشي على أستحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا) القصص:25
الكلام والبحث في هذه الآية الكريمة يدور حول الحياء :
فما هو الحياء ؟
هو ظاهرة تعبر عن الخوف من الظهور بمظاهر النقص ،وهو من الإيمان ،وأن تقول أو تعمل عملاً أن الله عزوجل لايرضى عنك وكذلك رسوله"صلى الله عليه وآله "والأئمة الطاهرين .
ونتيجة الحياء:
ذوبان القلب لإنه يعلم عن الله تعالى مراقبه ، وهو في كل حالة فيبتعد عن الذنوب والمعاصي حياءً من الله تعالى .
لماذا فُرِض علينا الحياء ؟
قال الإمام الصادق عليه السلام :الحياء الإيمان والإيمان من الجنة.
كود:
وقال النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "
الإيمان عريان ولباسه الحياء وزينته الوفاء ومروته العمل الصالح وعمادة الورع ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت ).
ويقول عليه السلام أيضاً:
الأمور التي تؤدي إلى قلة الحياء :
جاء في الحديث من كثر كلامه كُثُر خطئه ، ومن كثر خطئه ، ومن كثر خطئه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه .
وقال النبي صلى الله عليه وآله :
قلة الحياء كفروقيل له أوصني قال أستحي من الله كما أستحي من الرجل الصالح من ذنوبك.
ونبينا محمد صلى الله عليه وآله هو نموذج للحياء حيث كان يوصف حياؤه كحياء العذراء في خدرها .
1- طلب الحوائج من الناس.
2- كثرة المعاصي خصوصاً أمام الناس.
3- الطمع والشره .
وللحياء أجزاء :
((قال الإمام الصادق عليه السلام : الحياء عشرة أجزاء :" تسعة في النساء وواحد في الرجل ... .
أشكال الحياء :
1- الحياء من الله في السر والعلانية بالأمتثال لأوامره الكف عن محارمه .
2- الحياء من الناس بكف الأذى عنهم وترك المجاهرة بالقبيح فلا خير فيمن لايستحي قال الإمام علي عليه السلام من لم يستحي من الناس لم يستحي من الله .
3- الحياء من النفس بالعفة وعدم عمل المعاصي حتى في الخلوات ، يعني في السر اعمل مع نفسي بمثل العمل الذي أستحي ان افعله مع الناس.
4- الحياء من الملكين قال صلى الله عليه وآله وسلم :" ليستحي أحدكم من ملكيه اللذين معه كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه وهما معه بالليل والنهار .
وهناك موارد يُذم الحياء فيه فمثلا لايصح الحياء في :
أ- طلب الرزق .
ب- في قول الحق (إن الله لايستحي من الحق ).
جـ -الحياء في السؤال عن أحكام الدين .
نتائج الحياء:
(طريق إلى فعل كل جميل ، يصد عن فعل القبيح ، ستر العيوب ، يؤدي الى العفة ، يؤدي اللين والرأفة ، والخوف من الله في السر والعلن والبشاشة والسماحة وحب الناس وحسن الظن بهم )
قصة من قصص الحياء
وعلى الإنسان أن يستحي حتى من الحيوان أجل الله تعالى القارئين فإن هذا يؤدي الى رضا آلبيت ورضاهم رضا الله تعالى كما حدث مع صافي عامل أحد بساتين الإمام الحسين عليه السلام ،
يروى أن الإمام الحسين عليه كان قد دعى أصحابه في يوم من الأيام إلى احد بساتينه ليضيفهم ويعمهم من فواكهه فلما وصل إلى باب البستان طلب عليه السلام من أصحابه التوقف واخذ يراقب جالسا عند نخلة مستتراً لكي لايراه صافي ،
وإذا بصافي كان جالس يأكل فيأخذ رغيف الخبز ويقسمه الى نصفين يرمي نصف للكلب الذي يحرس البستان ؛ ويأكل النصف الثاني ، لما فرغ الغلام من اكله قال:
الحمد لله رب العالمين اللهم بارك لي واغفر لي واغفر لسيدي وبارك له كما باركت الى ابويه برحمتك ياأرحم الراحمين.
فقال الإمام عليه السلام له: ياصافي
فقام الغلام فزعا
وقال ياسيدي وسيد المؤمنين إني مارأيتك فاعف عني .
فقال له الامام عليه السلام :أجعلني في حل ياصافي لأني دخلت بستانك بغير إذنك ؛
فقال صافي :بفضلك ياسيدي وكرمك وبسؤددك وتقول هذا
فقال الإمام عليه السلام :رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب وتأكل النصف الأخر فما معنى ذلك؟
فقال الغلام: إن هذا الكلب ينظر إلي حين آكل فآستحي منهي { محل الشاهد} ياسيدي لنظره إليَّ؛ وهذا الكلب يحرس بستانك من الأعداء ، فأنا عبدك وهذا كلبك فاكلنا رزقك معاً.
فبكى الحسين عليه السلام وقال : انت عتيق لله وقد وهبت لك (2000درهم)، بطيبةٍ من قلبي؛
فقال الغلام : عن اعتقتني فأنا اريد القيام ببستانك ؛
فقال الحسين عليه السلام: إن الرجل إذا تكلم بكلام فينبغي ان يصدقه بالفعل فانا قلت دخلت بستانك بغير إذنك ، فصدقت قولي ووهبت البستان ومافيه لك ! غير إن اصحابي هؤلاء جاؤوا لأكل الثماروالرطب فاجعلهم اضيافاً لك واكرمهم من اجلي ؛ اكرمك الله يوم القيامة ؛ وبارك لك فيحُسنِ خُلقِكَ وأدبك!
فقال الغلام : إن وهبت لي بستانك فأنا قد سلبته لأصحابك وشيعتك.
أعزائي هذا حياء الغلام الذي أعاه الله جزء واحد من الحياء حصل على رضا الإمام المعصوم ودعاؤه فما جزاء البنت التي أعطاه الله تعالى (9اجزاء الحياء)
الشاهد ماذكرناه في مطلع الموضوع بذكرالتي جاءت تمشي على أستحياء في الآية الكريمة
وكانت النتيجة الزواج من نبي من أنبياء اولي العزم
وتلك الفتاة صارت سيدة مقدسة كونها زوجة نبي سبب ذلك
أنه لما نجى النبي موسى عليه السلام من كيد فرعون وحاشيته وهرب منه وصل إلى منطقة بعيدة عن مصروقد أصابه عليه السلام التعب وذلك لمواصلته المسير لمدة ثلاثة أيام متواصلة جلس على باب المدينة وإذا بقوم يستسقون ، وكانت فتاتين قد وقفتا على جانب لم يستقين ويتزاحمن مع الرجال لسحب الماء من البئر
فلفتن أنظار النبي موسى عليه السلام فسألهن :قالتا ننتظر حتى ينتهي الناس ومن ثم نسحب الماء لنا وأبانا شيخ كبير لايقدر على هذا الفعل ، فجاء وخيرهم أن يسقي لهم مرة ولهن مرة فوافقوا وكان الدلوا ثقيل لايتمكن إلا عشر رجال من سحبه : فوافقوا
وتمكنتا من أخذ الماء ورجعتا الى البيت مبكرا ،فسألهما النبي شعيب عن سبب العودة مبكرا فقصتا القصة على أبيه فقال لأحداهن ان تذهب وتناديه ليعطيه اجر مافعل
فلما ذهبت إليه كان الحياء قد خيم عليها ،وقالت له ابي يناديك ليعطيك اجر مافعلت لنا ؛
فلما قام وذهب معها وهي تمشي امامه قال لها سيري خلفي
ولما أمرها بهذا عرفت إنه رجل غيور وصاحب حياء أيضا فاخبرت اباها بإن يزوجها منه وحدث هذا فعلا
وكان هذا جزاء من ر ب العالمين بسبب حياءها من :-
1-التزاحم مع الرجال
2-عندما جاءت تخبره بإن أباها يطلبه .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
المصادر
تفسير القمي
الأداب والأخلاق الإسلامية
ينابيع الحكمة
تعليق