تويت
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين،و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين،و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.اياكم والغيبة ؟
بلا تردد إنك لا تستسيغ أن يقدم لك جسد أخيك وهو ميت لكي تأكل منه , وتنفر من ذلك أيما نفور , لأنه أخوك وحرام وميتة فهل تتصور أنك إذا اغتبت أخاك , فكأنما أكلت من جسمه وهو ميت .وفي رواية ابن أبي عمير عن الإمام الصادق {عليه السلام } أنه قال من قال في مؤمن مارته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزوجل {ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة }
إن { الغيبة أدام أهل النار } وهي من الكبائر فلا تغتب وكن حذرا في هذا المجال
وفي سورة الحجرات يقول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه} وفي هذه الآيه الشريفة عدة احتمالات
أحدها أنها في مقام بيان كيفية العذاب الاخروي للمغتاب حيث تتجسم الغيبة في الاخره بصورة أكل ميتة الشخص المستغاب والشاهد على الاحتمال رواية شريفة عن الرسول الأكرم {صلى الله عليه واله } أنه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف فقال يا جبرائيل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس
ومن القصص التي تذكر في باب الغيبة واتخاذ المواقف منها أن أحد علماء الإسلام المتقدمين كان حاضراً في مجلس وكان بالمجلس حضور يتداولون الأحاديث الممزوجة بالغيبة فما كان من العالم إلا أن تناول عباءته وفز من مكانه فجأة وخرج من المجلس مسرعاً ودموعه تتقاطر على صفحات خدوده فاستغرب من كان حاضراً و لحقه أحدهم الحاضرين وحينما وصل إليه سأله شيخنا العزيز ما الذي دعابك إلى ترك المجلس وأنت تبكي ؟وهل ضايقك أحد أو أساء معاملتك ؟ فقال العالم إنني لست مستعداً للجلوس في مجلس تؤكل فيه لحوم البشر وهكذا عبر العالم الصالح عن رفضه القلبي والعملي لهذا الخلق السيء وهو الغيبة بمغادرة المجلس والبكاء الرافض لغيبة المؤمن
وعلم يا أخي العزيز ان الغيبة غير مقصورة على اللسان بل تكون بالقول والكتابة والإشارة والإيماء و الغمز والحركة وكل ما يفهم به المقصود والطرف المقابل
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليق