تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة الثانية: قول المصنف: والامكان يعطي جواز العدم.
رد المصنف بهذا القول على المذاهب التي تنفي عدم العالم والشارح ذكر منها ثلاثة:
- من قال بامتناع العالم لكون نفس العالم واجب الوجود لانه قديم وكل ما ثبت قدمه امتنع عدمه.والقائلون هم الماديون وبعض الفلاسفة الاخرين
- من قال بامتناع العدم عليه لكونه معلول علة موجبة فيمتنع فنائه لبقاء علته. وقال به لفيف من الفلاسفة الالهيين.
- من قال بامتناع العدم على العالم لا لكونه قديما ولا لكون علته موجبة وانما لامتناع انعدام الاجسام – التي يتألف العالم منها – بعد وجودها.
والقائلون به الكرامية والجاحظ من المعتزلة.
ويرد الاول ان العالم حادث والدليل:
العالم ممكن.
وكل ممكن حادث.
النتيجة: العالم حادث.
اما الصغرى فلكونه متغيراً وكل متغير ممكن. واما الكبرى فلضرورة احتياج كل ممكن الى علة سابقة عليه.
وايضا يمكن ذكر دليل اخر على حدوث العالم وهو يتوقف على مقدمات:
- ان في العالم امور زائدة على الاجسام وهي الحركة والسكون فان الجسم يسكن بعد ان كان متحركا وبالعكس فتكون الحركة والسكون غيره لان الزائل غير الباقي فالجسم باق وهما يتواردان عليه.
- الاجسام لا تخلو من الحركة والسكون فالجسم لابد له من حيز وحينئذ لا يخلو اما ان يكون لابثا وهو السكون او غير لابث وهو المتحرك.
- ان الحركة والسكون حادثان لان الحركة هي الحصول الاول في المكان الثاني فهي مسبوقة اذاً بالكون في المكان الاول فتكون مسبوقة بالغير وهومعنى الحدوث، والسكون هو الحصول الثاني في المكان الاول فيكون مسبوقا بالحصول الاول فيكون مسبوقا بالغير وهو معنى الحدوث.
الى هنا تحصل ان الاجسام اي العالم لا تخلو من الحركة والسكون وهما حادثان فالاجسام لا تخلو من الحوادث وهنا نقول:
العالم لا يخلو من الحوادث.
وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث.
النتيجة: العالم حادث.
اما الصغرى فلما ذكرناه في المقدمات الثلاث السابقة. واما الكبرى فلان العالم لو كان قديما للزم ان تكون الحركة والسكون قديمان ايضا لانه لا يخلو منهما وبما انهما حادثان وهو لا ينفك عنهما فيكون العالم حادثا.