تويت
في ليلة باردة سمعت طارقا يقول لقد مات والدك ذهبت لأُخبر امي فوجدتها مرتدية للسواد قالت بني لا تحزن ناولني حزام ابيك فان الرماد لايعود خشبا وانت عد لنومك وقل لأبيك (ان ابي ولد من جديد شكر الله سعيك لقد اديت دورك) اصغيت لوالدتي
فامتثلت لكلامها ورجعت للنوم حزينا منكسرا قد ضاعت الافكار من مخيلتي من هنا بدات اعيش صراع الحياة فكانت تمر الليالي بلا والد بلا كهف بلا ظل بلا عمد فكنت اشعر بالغربة لكن وطن امي الكبير كان ينسيني بعض الامي فكم من شوق لابي
سرق منامي وكم من فكرة سرقت راحتي فكل يوم عند وقت الغروب كانت لي مناجاة مع ابي لكن سرعان ما تحولت هذه المناجاة مع خالقي لانني وجدت والدتي تناجي دائما (يا سند من لا سند له) بعد هذه المناجاة شعرت بالحياة الحقيقية ونهضت من
جديد على ساعدي الضعيف ورسمت خارطة الطريق ولم يكن لليل فيها موقعا لاني تذكرت حكمة (من طلب العلى سهر الليالي) تغيرت حياتي وقفزت بي السنوات نحوالتقدم فوجدت نفسي افوق اقراني بكل شيء سوى المال فلم يكن يعني لي شيئا كثيرا
ولم يكن لي صديق سوى مكتبة تركها والدي ابحث بين طيتها كل يوم ازور المدن والاماكن المقدسة ومنها مرورا بالجداول والانهار مصحبا معي فكري وخيالي لأسجل نكات الحياة المهمه كانت هذه المكتبة الكبيرة سوقي وفيها بضاعتي ابيع كل يوم منها
ما يكفيني لعيش فكري فاغنتي واغنيتها اما حال والدتي فلم يتغير سوى ان عبائتها قد طالت عليها لانها اصبحت محنية الظهر واما حزام ابي فناولته لي وقالت الان حان دورك لكي ترتدي حزام الاسرة وتكون ابا وتنشر راية الحق في ارجاء المعمورة
تذكرت عندها تلك الليلة الباردة وسألت والدتي هل مات أبي في الشتاء قالت نعم لكنك شعرت بالبرد لان دفئ والدك أغناك عن دفئ الحياة كبر اليتيم فروى أيامه وقصة الليلة الباردة لنجوم السماء لانه تربطه بها علاقة وطيدة من تلك الليلة الباردة وحتى بلوغه العمر الطويل، لانه لم يجد لروايته مستمع.
تعليق