بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
ان معنى الرجعة هو : عود طائفة من الغزاة الى الغزو بعد قفولهم ومنه قوله تعالى (انه على رجعه لقادر ) الطارق 9 (تاج العروس ج2 ص2525 ) أي قادر على ارجاع الميت الى الحياة بعد موته اللهم صل على محمد واله الطاهرين
والرجعة بالفتح : عود البدن الى الدنيا بعد الموت وذلك بعد ظهور القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف أي ان الله تعالى يعيد ارواح بعض المخلصين الى ابدانهم لينصروا الامام عليه السلام وكذلك رجوع النبي الاعظم واهل البيت عليهم السلام بعد وفاة مولانا صاحب العصر والزمان ارواحنا فداه
والرجعة هي من معتقدات الطائفة الشيعية وهي عندهم من ضروريات الدين كما انها ثابتة في الادلة العقلية و السمعية من الكتاب والسنة
والرجعة تكون لثلاث اصناف :
1- من محض الايمان محضاً أي كان مستبصراً بايمانه
2- من محض الكفر محضاً أي من كان جاحداً للحق عن تقصير
3- اصحاب القصاص أي من تعلق به القصاص
الادلة العقلية والنقلية على وقوع الرجعة :
1- الادلة العقلية :
أ- ان رجعة الاموات الى الحياة الدنيا هي تماماً كرجعتهم يوم البعث والنشور الا ان الرجعة محدودة كماً وكيفاً وكلا البعثين واقعان تحت قدرة الله تعالى فالقادر على ايجاد الاشياء بعد اعدامها قادر على ايجادها متى شاء .
ب- وقوع الرجعة في الامم الماضية دليل على امكانها وانها ليست مستحيلة وهذا ثابت في الايات والروايات كما سياتي
2- الادلة النقلية :
أ- قوله تعالى { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) } البقرة
فهؤلاء جماعة من بني اسرائيل قد احياهم الله سبحانه وتعالى بعد موتهم عندما تضرع اليه نبيه موسى عليه السلام ان يعيدهم الى الحياة كي لاتثار ضجة من ابناء القوم وتستغل ضد الدعوة لله تعالى .
ب-قوله تعالى { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)البقرة
فحادثة الاحياء هذه وقعت كي يعرف القاتل الذي قتل هذا الشخص ورماه في قارعة الطريق كي تتقاتل القبائل ولما توجهوا الى موسى عليه السلام امرهم ببقرة وان يضربوا الميت بذنب البقرة ولما فعلوا ذلك حيا المقتول وقال يارسول الله ان ابن عمي قتلني فالغاية من احياء هذا القتيل هي ان تقام الحجة على من قتله فكذلك الغاية من احياء بعض الاموات هي ان تقام الحجة والنصرة لولي الله الاعظم ارواحنا فداه
ج- قوله تعالى { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة
فالاية صريحة بعملية الانشاء والاحياء بعد مائة عام من موته
وغيرها الكثير من الادلة
اما النصوص الدالة على الرجعة من طرق الشيعة
فقد روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : إنَّ الرجعة ليست بعامة ، وهي خاصة ، لا يرجع إلاّ من محض الاِيمان محضاً أو محض الشرك محضاً) . مختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : 34 . وبحار الاَنوار 53 : 39 -1)
من لايحضره الفقيه:3/458، قال الصادق عليه السلام : ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ويستحل متعتنا). ومثله الهداية/60 ، وفيه: برجعتنا
مختصر البصائر/194، عن محمد بن سلام ، عند أبي جعفر عليه السلام في قول الله: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ؟ قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت ويجري في القيامة فبعداً للقوم الظالمين). وعنه الإيقاظ/298 ، والبحار:53/116. ومثله تفسير القمي:2/256 ، عن الصادق عليه السلام ، وعنه البحار:53/59 ، وقال المجلسي: أي أحد الإحيائين في الرجعة والآخر في القيامة، وإحدى الإماتتين في الدنيا والأخرى في الرجعة .
وفي مختصر البصائر/25 ، عن أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت: نعم ، قال: أما يقرؤن القرآن: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ؟ الآية). وعنه الإيقاظ/278 ، والبحار:53/40 .
هذا وغيرها الكثير الكثير من الروايات التي تواترت على هذا المعنى
جعلنا الله واياكم مصداقاً لما نقوله في زيارة قمر بني هاشم عليه السلام (اِنّي بِكُمْ وَبِإيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ)
والحمد لله رب العالمين
تعليق