بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
تعريف الطفولة:وصلى الله على محمد واله الطاهرين
الطفولة هي المرحلة العمرية الممتدة من الولادة حتىالبلوغ قال الله تعالى ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) ( النور31 )وقال الله تعالى ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين منقبلهم ) ( النور59 ).
والطفولة تنقسم إلى مراحل:
- مرحلةالمهد: منذ الولادة حتى نهاية العام الثاني (نهاية الرضاعة).
- مرحلةالطفولة المبكرة من ثلاث سنوات حتى خمس سنوات.
- مرحلةالطفولة المتوسطة من العام السادس حتى العام الحادي عشر.
- مرحلةالطفولة المتأخرة من الثانية عشرة حتى البلوغ.
وفي بحثنا هذا سنقتصر فقط على مرحلة الطفولة المتوسطةوالمتأخرة
--------------------------------------------------------------------------------
أهمية الطفولة
تعتبر الطفولة مرحلة أساسية في عمر الإنسان حيث تشغل مايقرب ربع حياته ولأحداثها آثار واضحة في بقية عمره سواء أكان ذلك في السلوك أوالصفات الشخصية.
وتنبع أهمية الطفولة من الأسباب التالية:
- تمثلالطفولة مرحلة ضعف بالنسبة للإنسان يحتاج فيها وبشكل دائم إلى رعاية وعناية فيكافة شؤونه سواء البدنية أو النفسية أو الاجتماعية فضلا عن الطعام والشراب.
- التوجيهالذي يتلقاه في هذا العمر يترك أثرا بالغا عليه والطفل الذي يعيش أجواء مضطربةغالبا ما تؤثر في شخصيته عندما يبلغ والأمر يتعدى أحيانا إلى الجوانب اللاإراديةكطريقة الكلام والمشي ونغمة الصوت حيث يتأثر فيها الطفل بوالديه والمجتمع بشكلكبير.
- العنايةوالاهتمام بالجوانب العقلية للطفل يساعد على نجاحه فالأذكياء عادة ما تتوفر لهمظروف بيئية وعناية في صغرهم تساعدهم على الإبداع عند الكبر.
- يتشربالطفل وبسهولة المبادئ والأخلاق مما يجعل لديه من المسلمات ما يساعد في إعطائهحصانة قوية ضد المؤثرات الخارجية وتتحول لديه عند الكبر إلى أصول وقواعد مبررة.
- إهمالالجوانب البدنية في التغذية المتوازنة والعناية بالصحة يؤثر بشكل بالغ على شخصيةالطفل ويترك آثارا لا تمحى عند الكبر خصوصا إذا كان النقص في المواد الحيويةالضرورية لبنيته الجسمية.
- الأطفاليشغلون نسبة عالية من المجتمع تزيد أحيانا على النصف خصوصا في دول العالم الثالثومن ضمنها جميع دول العالم الإسلامي.
--------------------------------------------------------------------------------
حاجات الأطفال
يحتاج الطفل أثناء نموه لمجموعة من المهمات اللازمةلتوازنه النفسي والعقلي والجسمي وتأتي في مقدمة هذه المهمات الحاجات التالية
- الحاجةإلى المعرفة
تعتبر من أهم حاجات الإنسان وهي تنشأ منذ مولده وتنمو معنموه الجسمي والعقلي ورغم تضجر الطفل من المعرفة المجبر عليها إلا أنها تؤدي دوراهاما في تنشئته ويقبل الطفل على المعرفة الحرة ويسأل كثيرا عن الأشياء التي حولهلدرجة تضايق الكبار أحيانا وينبغي تشجيع الطفل على هذا الأمر وتيسير سبل المعرفةله من الأوعية الثقافية المختلفة.
- الحاجةإلى اكتساب مهارات الحياة اليومية
يحتاج الطفل إلى اكتساب عادات المجتمع المحيط به ويسعىلتعلم مهارات الحياة الضرورية ومن هنا فإن وعاء الطفل الثقافي يتقبل بسهولة مايربطه بواقع الحياة اليومية ويزيد من رصيده المعرفي المتعلق بالمجتمع الذي يحيط بهوعاداته وسلوكياته.
- الحاجةإلى اكتساب القيم الدينية والأخلاقية للجماعة
إن لهذه الحاجة أولوية قصوى في الاهتمام بتلقينها للطفلوإن كان لا يبحث عنها بوضوح كبقية الحاجات في هذه السن مثل الحاجة إلى الغذاءوالأمن والترفيه فإذا لم تقدم الأخلاق والسلوكيات له فإنه غالبا لن يفتقدها فيطفولته وسيكون عسيرا عليه التطبع بها في رجولته.
ويحتاج الطفل في هذه المرحلة أن يرى الأخلاق والقيممطبقة في المجتمع المحيط به كي يستطيع العمل بها ولا يعيش ازدواجية التناقض بينالممارسة والنظرية خصوصا أن هذه القيم لا تتعارض أصلا مع نوازع الطفل وبالتالي فإنقدرة الطفل على التعامل معها تكون إيجابية وتتأكد عندما تصاغ له بأساليب ثقافيةراقية ومحببة كالقصص والحكايات.
- الحاجةإلى الترفيه واللعب
رغم وضوح هذه الحاجة عمليا لدى الأطفال إلا أن البعضيماري في أهميتها ودورها وأنها حاجة طبيعية فطرية للطفل تخفف عنه ضغوط الحياةالجادة ومتطلبات الدراسة والأوامر والنواهي اليومية وبالتالي فإن تحقيقها -من جانبثقافي- يحقق له المتعة والرضى النفسي والسعادة الشخصية.
- الحاجةإلى العمل وتقدير قيمته
رغم ميل الطفل للعب إلا أنه يجب أن يقوم ببعض الإنجازاتويكافأ عليها ويقدر عليها ولا شك أن تحقيق هذا الجانب من خلال القصة أو الخبر أوالمعلومة أو حتى المسابقة يعزز لديه هذا الجانب ويؤصله في نفسه.
- الحاجةإلى تنمية القدرات العقلية
يحتاج الطفل لتنمية قدراته في التفكير وإشباع حاجاتهللعلوم والابتكار ولا شك أن الألغاز وقصص الخيال المعقول والمغامرات والاختراعاتوالتجارب العلمية تنمي لديه هذا الجانب وتصقله.
- الحاجةإلى التنفيس عن رغباته المكبوتة
وهي خاصة بالأطفال ذوي الظروف الاجتماعية السيئة أوالحالة الاقتصادية المتعثرة أو المشكلات الأسرية وعادة ما يرغب الطفل في إخراجهابصورة قد تكون خطرة لذلك فإن إيجاد منافذ ثقافية لإخراج هذه النزعات تمثل حلاأكيدا لها ولعل القصص الاجتماعية والتي تقارب واقع حياته تحقق هذا الهدف بشكلمعقول.
- الحاجةإلى الحب والحنان والأمان
وهذه الحاجة نفسية عاطفية تتولد منذ اليوم الأول حيثتتلقف الأم ابنها وتأخذه بين ذراعيها وتلقمه صدرها وينشأ الطفل باحثا عن الحب منوالدته ثم والده ثم عند من يحيطون به من مربين ومعلمين وأقارب وحتى أصدقاء وكلماتحصل الطفل على هذه الحاجة وبشكل إيجابي دائم من قبل والديه كانت حياته أميلللاستقرار ونموه أقرب إلى الصحة والثبات.
- الحاجةإلى الانتماء
أي للمجتمع المحيط به ممثلا بالصورة المصغرة منه وهوالأسرة حيث تمثل الأسرة ثم المجتمع العام مصدرا أساسا لشعوره بالارتباط بالبلدوالناس وحياتهم اليومية وكما يحتاج للحب فهو يحتاج للانتماء لمصدر هذا الحب بدءامن والديه ومرورا بأسرته ثم مجتمعه.
فينبغي الاخذ بنظر الاعتبار تلك الامور لكي يستطيع الانسان تربية طفله تربية حسنة،الشارع المطهر وضع اسس وقواعد لابد من اتباعها حتى يكون بمقدوره تنشئة الابن .
نسأل الله العون على تربية اولادنا بما يرضيه سبحانه وتعالى
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
تعليق