الدين الإسلاميّ الحنيف يسعى، إلى معالجة الأفراد معالجة نفسيّة، وإعدادهم ليكونوا أعضاء صالحين نافعين في المجتمع الإسلاميّ، وهو بذلك يرمي إلى غرس روح الثقة والاطمئنان والأمان والهدوء والراحة النفسيّة عند الإنسان، خاصّة عندما يعده بالأجر والثواب والمغفرة وقبول التوبة، والجنّة.وإذا داهمته مصيبة أو مشكلة مؤلمة، تراه يصبر ويسترجع، ويذكر الله عزّ وجلّ؛ لو كان مؤمناً بالله و برسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ملتجئاً إلى ربّه تبارك وتعالى، واثقاً به، فتطرق الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث الشريفة باله؛ فيتأسّى بها، ويصبر على ما أصابه، ويخطّط لما يجب أن يعمله كي يقضي على أثر تلك المصيبة أوالمشكلة، فيتدارك ذلك بذكر الله جلّ وعلا.قال سبحانه من قائل في كتابه المجيد
( الذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون )) .(( … والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتّقون )) .(( والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) .فعلى الوالدين والأسرة والمعلّم والمجتمع والدولة والمتصدّين لعمليّة التربية المقدّسة، أن يسعى كلّ منهم لزرع الهدوء والأمن والاستقرار والثقة والطمأنينة في نفوس الأولاد، أطفالاً وشباباً؛ لتخليصهم من تأثيرات الخوف والاضطراب والتردّد و التشكّك و القسريّة والإرهاب والفرض والإجبار والتسلّط، التي تؤدّي إلى سحق شخصيّاتهم، وإلى الانهيار النفسيّ، ليخرجوا إلى المجتمع الإسلاميّ صحيحين سالمين سليمين، تزرع الثقة في نفس كلّ منهم فيكون شخصاً له شخصيّته الجيّدة، ودوره المسؤول النافع في عمليّة بناء وطنه وتحضّره وتطوّره وعزته وكرامته.وتفيد بحوث وتجارب المحلّلين النفسانيّين والأطبّاء والعلماء وخبراء علم النفس وعلم الاجتماع؛ بأنّ جانباً كبيراً من السلوك البشري يتكوّن من استجابة داخليّة لمؤثّرات خارجيّة، مثل المال والجنس والجاه وغير ذلك، وأنّ ردّ الفعل المتكوّن عند الإنسان لكلّ منها إنّما يتحدّد بطبيعة ملكته النفسيّة، وقدرته على مجابهة ما يشعر بضرره له، فلا ينقاد إليه، وعلى هذا يتحدّد موقفه من هذا المؤثّر أو ذاك.ومّما يذكر أن تربية الإنسان المتوازنة نفسيّاً وأخلاقيّاً وسلوكيّاً لها أثرها الكبير على استقرار شخصيّته، وسلامتها من الأمراض النفسيّة، والعقد الاجتماعيّة والحالات العصبيّة الخطيرة وحالات القلق والخوف التي كثيراً ما تولّد لديه السلوك العدوانيّ؛ فينشأ فرداً مجرماً خبيثاً مضرّاً فاسداً في المجتمع.قال أميرالمؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:>. لما لذكر الله سبحانه وتعالى من آثار على العقول والنفوس والقلوب عجيبة. فترى في الدعاء الذي علّمه الإمام عليّ صلوات الله وسلامه عليه لكميل بن زياد رضوان الله تعالى عليه، وورد في الدّعاء المسمّى باسمه ( دعاء كميل ) ما نصّه:>. تجده في كتاب (مفاتيح الجنان ) للمرحوم الشيخ عبّاس القمّي، وسائر كتب الأدعية والزيارات والأذكار الأخرى.والحمد لله رب العالمين

تعليق