بسم الله الرحمن الرحيم
د. ان عدم العالم قد يتحقق لانتفاء شرط وجوده؟ توضيحه: انهم قالوا بان وجود العالم مشروط بشروط بعضهم جعلها الاعراض وبعضهم قال بان شرط وجود العالم شئ اسموه (البقاء) فاذا تحقق هذا الشرط وجد العالم ويمكن ان يتحقق فناء العالم بانتفاء شرطه وهو البقاء؟ لكنه ايضا باطل لانا ننقل الكلام الى هذا الشرط ونقول ماهو سبب فناؤه فهو لا يخلو اما لذاته او بسبب الفاعل او بسبب الضد وكلها باطله كما تقدم او لانه مشروط بشرط فننقل الكلام اليه وهكذا فيلزم التسلسل. وهكذا اتضح ان جميع الصور المحتملة لعدم العالم هي باطلة وعليه فيمتنع عدم العالم. الى هنا تم ايضاح دليل الكرامية والجاحظ ويأتي الجواب عليه. ورد الشارح دليل الكرامية والجاحظ بان الشقوق الثلاثة الاخيرة مقبولة فيمكن القول بجواز عدم العالم واسناد ذلك الاعدام الى الفاعل بان الله تعالى يفيض الوجود على هذا العالم ثم يقطعه فيتحقق الاعدام وقولكم (اذ لا فرق في العقل بين نفي الفعل وبين فعل العدم) خطأ فالفرق واضح بين فعل العدم الذي هو باطل وبين عدم الفعل الذي هو جائز. ويمكن اسناد الاعدام الى الضد بان يخلق الله تبارك وتعالى ضدا ويكون وجود الضد اولى من وجود العالم والوجوه المذكورة للاولوية غير منحصرة فعدم العلم بوجه الاولوية لا يمنع من وجوده. فيكون وجود الضد اولى من وجود العالم ولكن وجه الاولوية مجهول. ويمكن الاسناد الى فقدان الشرط بان نقول ان شرط وجود العالم هو اتصافه باعراض فعند عدم هذه الاعراض ينتفي العالم. فأن قلت فحينئذ يأتي اشكال الكرامية والجاحظ المتقدم بانا ننقل الكلام الى هذا الشرط ونسأل ما هو سبب انتفاؤه فيلزم ما تقدم؟ اجابك العلامة: بنا يمكن ان نتخلص من الاشكال بالقول ان هذه الاعراض غير باقية فكأنما ان لهذه الاعراض صلاحية محددة بوقت معين فهي طالما كانت موجودة فالعالم موجود ومتى ما انتفت انعدم.وبعد بيان بطلان دليل الكرامية والجاحظ واثبات ان اللوازم التي اثبتوها ممكنة وليست ممتنعة كما ادعوا ذكر دليل المصنف (قده) وهو:
ان العالم ممكن
وكل ممكن يجوز عدمه
النتيجة: العالم يجوز عدمه.
اما الصغرى فقد تقدم بيانها واما الكبرى فلان الممكن متساوي النسبة الى الوجود والعدم فكما يجوز وجوده كذلك يجوز عدمه.