إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح باب المعاد من كتاب التجريد - الدرس الثاني عشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح باب المعاد من كتاب التجريد - الدرس الثاني عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قول المصنف: ((واثبات الفناء غير معقول لانه ان قام بذاته لم يكن ضدا وكذا ان قام بالجوهر)).

    اعلم ان الاقوال في كيفية الاعدام عند من قال بجواز اعدام العالم كثيرة يمكن اجمالها في ثلاثة اقوال رئيسية:
    1. ان الاعدام يتحقق بتفريق الاجزاء في المكلف والافناء التام في غيره وهذا ما تقدم انه اختيار المصنف (قده).
    2. ان الاعدام يتحقق بخلق الضد أي ان يخلق الله تعلى ضدا لهذا العالم واسموه (الفناء).
    3. ان الاعدام يتحقق بفع شرط وجود العالم وقالوا بان وجود هذا العالم مشروط بشئ اسموه (البقاء).
    وبعد ان بيّن المصنف (قده) رأيه في كيفية الاعدام اراد ان يبطل القولين السابقين والعبارة مورد البحث شروع في ابطال القول الثاني.
    وذكر الشارح (قده) ثلاثة قراءات ونظريات في القول الثاني :
    احدها: لابن الاخشيد وهوابو بكر بن علي من افاضل المعتزلة توفي سنة 426وهو يقول: ان الاعدام يتحقق بان يخلق الله تعالى ضدا لهذا العالم واسمه ((الفناء)) وهذا الفناء ليس بجوهر ولا عرض لكنه حاصل في جهة معينة.
    وهذا القول واضح البطلان ضرورة كون الحاصل في جهة يجب ان يكون اما جوهرا او عرضا.
    الثاني: قول ابن شبيب (محمد بن شبيب البصري من اصحاب النظام توفي 236) وهو ان هذا الفناء عرض قائم بالجسم فيخلق الله تعالى في كل جسم موجود في هذا العالم عرضا (الفناء) يقضي عليه ويفنيه.
    الثالث: قول ابو علي وابو هاشم الجبائيان واتباعهما وهو ان الفناء جوهر قائم لا في محل يفني الاجسام – التي يتألف منها العالم – حال حدوثه.
    واختلف ابو علي عن ابي هاشم بان الله يخلق لكل جسم فناء خاص به بينما ذهب ابو هاشم لكفاية خلق فناء واحد يقضي على كل الاجسام.
    والفناء على كل تقدير ذكروه باطل أي سواء كان جوهرا او عرضا فلانه ان كان جوهرا فلا يكون ضدا للاجسام لانها ايضا جواهر فلا يحصل التضاد حينئذ فاذا كان الفناء جوهرا والجسم جوهرا فلا يحصل بينهما تضاد لانه لا يحصل الا بين الاعراض فقد قالوا في تعريف الضدين: ((بانهما وصفات يتواردان على موضوع واحد بينهما غاية البعد لا يجتمعان ويمكن ارتفاعهما)) ومن قوله يتواردان على موضوع واحد نفهم ضرورة كونهما عرضين فاذا كان الفناء جوهرا وكذا الجسم جوهر فلا يحصل التضاد حينئذ.
    واما اذا كان الفناء عرضا فايضا لا يضاد الاجسام لان التضاد لا يحصل الا بين عرضين كما تقدم ولا يحصل بين العرض والجوهر.فاذن سواء قلنا بان الفناء جوهر او عرض لا يكون ضدا للعالم وهذا ما يخالف نظريتهم بان الله تعالى يخلق ضدا اسمه (الفناء).
يعمل...
X