إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبابنا و التربية العقلية والعلميية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبابنا و التربية العقلية والعلميية

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد وآله الطيبن الطاهرين
    قال الله عز ّوجلّ في محكم كتابه المجيد:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلاّ العالمون )) .
    وقال رسوله الصادق الأمين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    << إنّ العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظلمة، وقوّة الأبدان من الضعف >>.
    وقال وصيّه وخليفته أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
    << العقل غريزة تَزيد بالعلم والتجارب >>.
    وقال الإمام أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر صلوات الله وسلامه عليهم:
    << نظرتُ في كتاب لعليّ عليه السلام، فوجدت في الكتاب: إنّ قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته، إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا >>.
    من الصفات التي يطلقها علماء المنطق على الإنسان أنه ( حيوان ناطق )، على أنّ النطق يعني التفكير والقدرة على البيان والإبداع. فالإنسان موجود عاقل مفكّر، يستطيع أن يدرك الأشياء ويتعلّمها بوعي، وهو كذلك يمكنه الاكتساب وتعلّم المعارف والعلوم بواسطة إدراكه لعالم الطبيعة والأحياء والأشياء؛ عن طريق تأمّله في الكون والوجود، وفيما خلق الله عز ّوجلّ.
    وبالعلم والمعرفة تتحدّد شخصيّة الإنسان، وتقوّم قيمته، كما تقدّم في الحديث السابق المرويّ عن إمامنا عليّ صلوات الله وسلامه عليه << إنّ قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته …>>.
    وقد تصدّرت الأمم والمجتمعات مواقعها في التاريخ، وسادت البشريّة وتزعّمت قيادتهاعن طريق العلم والمعرفة، اللذين جلبا لها القوّة والقدرة العسكرية، والتغلّب ….ألم تكن للأمّة الإسلاميّة سيادتها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً من عالمنا الأرضيّ، أيّام الدولة العباسيّة؟ حيث كان العلم فيها متقدّماً والجامعات الدراسيّة تملأ حواضرها، خاصّة بغداد والقاهرة ودمشق؛ إذ انتشرت فيها مراكز العلم ومنتديات المعرفة….
    وفي وقتنا المعاصر قفزت أوربا إلى قمّة سلّم المعرفة والحضارة التي بنتها على قواعد وأسس حضارتنا الإسلاميّة العريقة، وعلى أنقاض الحضارات الأخرى البائدة.
    وحين كانت لنا قيادة العلم والمعرفة والقيادة السياسيّة والعسكريّة في العالم، قدّمنا العلم والمعرفة والخير لأبناء البشر كافة، وأبطلنا القوانين الجاهليّة الظالمة التي كانت سائدة في تلك المجتمعات، وأبدلناها بالقوانين الإلهيّة التي تحمي الإنسان من الشرّ والظلم والعبوديّة والجهل … وساعدنا الأمم على تعلّم واكتساب المعرفة والعلم. ولمّا ملك الغرب ذلك اتّخذه أداة ووسيلة لتخريب القيم الإنسانيّة، ولإخضاع الشعوب والأمم لسيطرته، وابتداع أخبث الوسائل للوصول إلى غاياته الدنيئة اللاإنسانيّة، فانقضّوا على أمّتنا الإسلامية ومزّقوها شرّ تمزيق، واستغلّوا مصادرنا البشريّة والطبيعيّة والاقتصادية والتجاريّة أحقر استغلال، ومازالوا، ولا زالوا يكيدون لنا الكيد، وقد بذروا بذور الفرقة والفتنة فيما بين أبناء البلاد الإسلاميّة، وأخذوا يجنون ثمار أحقادهم علينا؛ عملاً بالمبدأ الذي يعتقدونه ( فرّق تسُدْ )، فصدق عليهم ما قاله الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين صلوات الله وسلامه عليهما:
    << ملكنا فكان العفو منّا سجيّة ولمّا ملكتم سال بالدم أبطح >>
    وقد أراد الله عزّ وجلّ بالعقل الذي وهبه للإنسان أن يصل به إلى العلم والمعرفة والكمال؛ لينتفع به وينفع غيره ، وأن يكون رحمة للناس كافّة، وإنّ الله تبارك وتعالى مدح أهل العلم في قرآنه الشريف فقال مبيّناً فضلهم( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب )) .
    (( الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )) .
    وهذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد حثّ المسلمين على طلب العلم والمعرفة، فجعلها فريضة وواجباً على كلّ مسلم ومسلمة، إذ قال:
    << أطلبوا العلم ولو في الصين .. فإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم>>.
    << من سلك سبيلاً يطلب به علماً، سلك الله به سبيلاً إلى الجنّة >>.
    << إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم >>.
    وقال وصيّه وخليفته أميرالمؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
    << أطلب العلم من المهد إلى اللحد >>.
    << تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه حسنة .. بالعلم يُطاع الله ويُعبد، بالعلم يُعرف الله ويوحّد، بالعلم توصل الأرحام، و به يعرف الحلال والحرام، والعلم إمام العقل والعقل تابعه، يلهمه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء >>.
    << تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة … وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمة يُقتدى بهم، تُرمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم >>.
    << من جاء أجله وهو يطلب العلم لقي الله تعالى ولم يكن بينه وبين النبيّين إلاّ درجة النبوّة >>.
    وليس فقط أوجب الله عز ّوجلّ تعلّم العلم؛ بل أنّ رسوله وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم وسلّم أوصوا وأمروا بنشره وتعليمه الآخرين، وأن لا يكتموا ما علموا؛ فقال عزّ من قائل:
    (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلاّ النار ولا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم )) .<< كاتم العلم يلعنه كلّ شيء، حتّى الحوت في البحر والطير في السماء >>.
    وقال وصيّه وخليفته أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
    << إنّ العالم الكاتم علمه يُبعث أنتن أهل القيامة ريحاً، يلعنه كلّ دابّة، حتّى دوابّ الأرض الصغار >>.
    من هنا نرى أنّ واجب الوالدين ـ ضمن النشاط الأسريّ لهما ـ والمعلّم ـ في واجبه الشريف المقدّس ـ تعريف الأولاد بحياة العلماء وأصحاب المعرفة السابقين، الذين أرسوا قواعد العلم والمعرفة والفضيلة ووسائل الحضارة البشريّة، ونشروا العلم بمختلف صنوفه أينما حلّوا في هذه الدنيا، وأن يتحدّثوا لهم عن تجاربهم وعلومهم وفضائلهم، بأسلوب قصصيّ شيّّق جميل يستميل هوى الأولاد ويثير فيهم حب الاطّلاع على المجهول، ويرسّخ في أذهانهم ونفوسهم حبّ العلم والمعرفة والاستطلاع والاستكشاف؛ لنشر العلم والمعرفة بين الناس، وتوضيح أثر وأهميّة العلم والعلماء للأولاد .. وتشجيعهم على زيارة المتاحف، للتعرّف إلى ما كان عليه أجدادنا العظماء، وكذلك زيارة المعارض الحديثة للاطّلاع على معروضاتها الصناعيّة والعلميّة، وتشجيعهم كذلك على مطالعة الصحف والمجلات والكتب العلميّة لتوسيع مداركهم وتنمية عقولهم.
    وأرى أن الواجب الذي يفرضه عصرنا الذي نعيش فيه، والتقدّم الهائل السريع الذي افرزه أن يُعلّم الأولاد كيفيّة ممارسة الطرق والأساليب والآلات والأجهزة للتعلّم واكتساب المعرفة، وشبكات ( الإنترنت ) تتفاضل على سائر وسائل التعليم بالسرعة الفائقة، والدقّة المتناهية، وشموليّتها لمختلف المواضيع العلميّة والأدبيّة والثقافيّة … وغيرها.
    إنّ الركائز الأساسيّة التي يرتكز عليها تشكيل العقل عند الإنسان، نلخّصها بما يأتي:
    1ـ تركيز مبدأ السببيّة والعليّة العامّة لدى أولادنا، وتصحيحانطباقه على الوجود بأسره، وعلى الطبيعة وما وراءها، بأنّ لكلّ موجود سبب لوجوده: (( وجعلنا لكلّ شيء سبباً )).ـ الحسّ وهو مصدر العلم والمعرفة. والعقل هو الذي يفهم العلم والمعرفة ويستنتجهما. قال أميرالمؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
    << العقل ولادة، والعلم إفادة >>.
    3ـ أدوات تحصيل المعارف هي الحواسّ والعقل، مّما ينسب إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه قوله:
    إذا كنت ذا علم ولم تك عاقلاً فأنت كذي نعل وليس له رجل
    وإن كنت ذا عقل ولم تك عالماً فأنت كذي رجل وليس له نعل
    ألا إنّما الإنسان غمد لعقله ولا خير في غمد إذا لم يكن نصل


    والحمد لله رب العلمن وصلى الله على محمد واله الطاهرين:

  • #2
    به نستعين
    وصلى الله على محمد وال محمد
    السيد الجليل{احمد الغالبي}دامت توفيقاته،لازال قلمك المسدد يرفدنا بمواضيع ذات فائدة كبيرة
    ويحتاجها المجتمع الاسلامي اذ لابد للشباب من التعلم وكما اسردت في موضوعك ان العلم نور والجهل ظلام وحثوا على طلب العلم ولوكان بالصين في اقصى
    الارض لأهميته للانسان ولانه ينير دربه
    وفق الله الجميع لطلب العلم وجعل مجتمعنا المسلم متعلما فاهماً
    بارك الله بجهودكم الكبيرة.

    تعليق

    يعمل...
    X