المعنويات التي توثر في اطالة العمر
في المقدمة اود ان اقول في اطالة العمرطبيعي أنّ هناك سلسلة من العوامل الطبيعية التي تؤثّر على طول أو قصر العمر، والتي أصبح أكثرها معروفاً عند الناس، كالتغذية الصحيحة بعيداً عن الإفراط والتفريط، العمل وإدامة الحركة، تحاشي المواد المخدّرة، والإدمانات الخطرة والمشروبات الكحولية، الإبتعاد عن المهيّجات المستمرة، التمسّك بإيمان قوي يساعد الإنسان على العيش بإطمئنان وهدوء في الملمّات، ويعطيه القدرة على مواجهة ذلك.
وإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك عوامل اُخرى غير واضحة الإرتباط ظاهراً بقضيّة طول العمر، ولكن الروايات أكّدت عليها، وكنموذج نورد الروايات التالية:
أ ـ عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «إنّ الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الأعمار»(1).
ب ـ وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «من سرّه أن يبسط في رزقه وينسىء له في أجله فليصل رحمه»(2).
ــــــــــــــــــ
1 ـ تفسير نور الثقلين، مجلّد 4، صفحة 354 و355.
2 ـ المصدر السابق.
ج ـ وفيما يخصّ بعض المعاصي مثل الزنا وأثرها في تقصير عمر الإنسان نقرأ في الرواية المشهورة عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «يامعشر المسلمين إيّاكم والزنا فإنّ فيه ستّ خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، أمّا التي في الدنيا فإنّه يذهب بالبهاء، ويورث الفقر، وينقص العمر»(1).
د ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «البر وصدقة السرّ ينفيان الفقر ويزيدان في العمر، ويدفعان عن سبعين ميتة سوء»(2).
كذلك فقد وردت الإشارة إلى المعاصي والذنوب الاُخرى كالظلم، بل مطلق المعاصي.
يبقى اهل الحديث والمفسّرين والاخلاقين بين امرين او اشكالين خلال المطالعة بين «الأجل المحتوم» و «الأجل المعلّق» اعترضوا على مثل هذه الأحاديث واعتقدوا بأنّها مخالفة لنصّ القرآن وأنّ عمر الإنسان له حدّ ثابت لا يتغيّر.
توضيح المسألة: ـ لا شكّ أن للإنسان أجلا محتوماً وأجلا معلّقاً.
الأجل المحتوم الذي هو نهاية إستعداد الجسم للبقاء، وبحلوله ينتهي كلّ شيء بأمر الله.
الأجل المعلّق أو المخروم الذي ينتفي بانتفاء شرائطه، مثلا إنسان ينتحر فلو أنّه لم يقم بتلك الكبيرة فإنّه سيبقى لسنوات اُخرى يواصل حياته. أو أنّه نتيجة تعاطي المشروبات الكحولية والمواد المخدّرة وممارسة الشهوات بدون قيد أو شرط، يفقد الجسم قدراته في مدّة قصيرة. في حال أنّه بالإبتعاد عن هذه الاُمور يستطيع أن يعيش لسنوات طويلة اُخرى.
هذه اُمور قابلة للإدراك والتجربة بالنسبة إلى الجميع، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك.وفي الختام اود بصراحة ان هذا البحث غير كافي لطرح هكذا موضوع ولكن يبقى الانسان يعيش بأفكاره وسيرى الاكثر
تعليق