اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم
قصيدة في رثاء الحسين
يا تَرِيبَ الخَدِّ في رَمْضا الطُّفُوفْ
لَيْتَنِي دُوْنَكَ نَهْباً لِلسُّيُوفْ
يا نَصِيرَ الدِّينِ إذْ عزَّ النَّصِيرْ
وَحِمى الجارِ إذا عَزَّ المُجِيرْ
وشَدِيدَ البَأْسِ واليَوْمُ عَسِيرْ
وَثِمالَ الوَفْدِ في العامِ العَسُوفْ
كَيفَ يا خامِسَ أصْحابِ الكِسا؟!
وابنَ خَيْرِ المُرْسَلِينَ المُصطفى
وابنَ ساقِي الحَوضِ في يَومِ الظَّما
وشَفِيعَ الخَلْقِ في اليَوْمِ المَخُوفْ
يا صَرِيعاً ثاوِياً فَوْقَ الصَّعِيدْ
وخَضِيبَ الشَّيْبِ مِنْ فَيْضِ الوَرِيدْ
كيف تقضي بين أجناد يزيد
ظامياً تسقى بكاسات الحتوف؟!
كَيْفَ تَقْضي ظامِياً حَوْلَ الفُراتْ
دامِياً تَنْهَلُ مِنْكَ الماضِياتْ؟!
وَعلى جِسْمِكَ تَجْرِي الصافِناتْ
عافِرَ الجِسْمِ لُقَىً بَيْنَ الصُّفُوفْ
يا مُرِيعَ المَوتِ في يَومِ الطِّعانْ
لا خَطا نَحْوَكَ بِالرُّمْحِ سِنانْ
لا، ولا شِمْرٌ دَنا مِنْكَ فَكانْ
ما أَمارَ الأرضَ هَوْلا بِالرُّجُوفْ
سَيِّدي أَبْكِيكَ لَلشَّيْبِ الخَضِيبْ
سَيِّدي أَبْكِيكَ لِلْوَجْهِ التَّرِيبْ
سَيِّدي أَبْكِيكَ لِلجِسمِ السَّلِيبْ
مِنْ حَشا حَرّانَ بِالدَّمْعِ الذَّرُوفْ
سَيِّدي إنْ مَنَعُوا عَنْكَ الفُراتْ
وَسَقَوْا مِنْكَ ظِماءَ المُرْهَفاتْ
فَسَنَسْقِي كَرْبَلا بِالعَبَراتْ
وَكَفاً مِنْ عَلَقِ القَلْبِ الأَسُوفْ
سَيِّدي أَبْكِيكَ مَنْهُوبَ الرِّحالْ
سَيِّدي أَبْكِيكَ مَسْبِيَّ العِيالْ
بَيْنَ أَعْداكَ عَلى عُجْفِ الجِمالْ
في الفَيافي بَعْدَ هاتِيكَ السُّجُوفْ
سَيِّدي إنْ نَقْضِ دَهْراً في بُكاكْ
ما قَضَيْنا البَعْضَ مِنْ فَرْضِ وَلاكْ
أو عَكَفْنا عُمْرَنا حَوْلَ ثَراكْ
ما شَفى غُلَّتَنا ذاك العُكُوفْ
لهف نفسي لنساك المعولات
واليتامى إذ غدت بين الطغاة
باكيات شاكيات صارخات
ولّها حولك تسعى وتطوفـ
ـــــــــــــــــــــــ
نقلت من كتاب اربع رسائل للشيخ محمد جواد البلاغي
تعليق