بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد
ان الاقوال في المعاد ثلاثة:
الأول:
ان المعاد منحصر في الأرواح وهو قول جماعة من فلاسفة الحكماء وهو مبني على ان النفس من المجردات لا تفنى بفناء البدن وفي يوم القيامة تعود بامر الله سبحانه حتى تثاب وتؤجر او تعاقب.
اما الجسم من حيث انه يعدم ويفنى بالمرة وإعادة المعدوم ممتنع فلا يمكن العودة بالنسبة اليه فينحصر المعاد في الروحاني.
ولعل سبب هذا القول هو شبهة ذكرها الفلاسفة على نفي المعاد الجسماني تدعى بـ(شبهة الآكل والمأكول)
حاصلها:
انه لو اكل انسان عاصٍ انسانا طائعا او بالعكس حتى صار أجزاء بدن الماكول جزء من بدن الاكل او اكله حيوان كذلك.
وكذلك لو تبدل من هزال الى سمين وبالعكس واطاع في احدهما وعصى في الاخر فلو اعيد البدن في هذه المواضع لزم عقاب الطائع وثواب العاصي وهو محال فالمعاد الجسماني محال.
وقد أجاب العلماء عن هذه الشبهة بما حاصله:
ان المعاد انما هو في الأجزاء الاصلية المتولدة من المني وهي الباقية من اول العمر الى اخره لا جميع الأجزاء على الاطلاق وحينئذ فلا يعاد جزء الماكول مع الاكل لانه كان زائدا على اجزائه الاصلية بل انما ياد بدن الماكول ان كان مما يعاد .
وبعضهم أجاب عنها:
بان حقيقة الشيء بصورته وفصله الأخير وهو مما لا يؤكل.
وانما الذي يؤكل هو الجسم لا البدن لان(البدن هو الجسم المدبر من النفس) ومن الواضح ان هناك فرقا لائحا بين الجسم والبدن وان اطلاق البدن على جثة زيد المتوفى مثلا انما هو على نحو المجاز لا الحقيقة باعتبار ما كان.
فالانسان عندما يريد اكل انسان اخر (على سبيل الفرض) فان هناك بدنا قبل الاكل واما اثناء الاكل فلا بدن بل جسم
وبعبارة أخرى:
ان بدنية البدن تنشا من خلال ارتباط جسم ما بنفس من الانفس, فاذا ارتبط ذلك الجسم بنفس زيد واصبح مدبرا لها فهذا الجسم بدن لزيد ولا يكون لغيره فاذا امكن نقل هذا الجسم بجميع أعضائه الى نفس عمر فانه يكون بدنا لعمر لا لزيد لانه صار مدبرا لنفسه فما اكل ليس ببدن زيد فضلا عن كونه زيدا بل ما اكل جسم من الاجسام لا علاقة له بهوية زيد.
الثاني:
ان المعاد منحصر في الجسماني وهذا ممكن بل واقع وهذا مبتن على عدم تجرد النفس وعدم استحالة إعادة المعدوم او عدم قبول فناء الجسم بجميع اجزائه.
الثالث:
قول المتشرعة وبعض من الحكماء وهو (المعاد الروحاني والجسماني معا) بمعنى ان الله سبحانه وتعالى بقدرته الكاملة يعيد هذا الجسم بعينه وهذه النفس بعيانها يعلقها بالبدن فان كان مطيعا ومنقادا في النشاة الأولى فيؤجر ويثاب في تلك النشاة ويدرك اللذائذ الروحانية والجسمانية وان كان شقيا وعاصيا فيعذب بالعذاب الروحاني والجسماني معا.
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد
ان الاقوال في المعاد ثلاثة:
الأول:
ان المعاد منحصر في الأرواح وهو قول جماعة من فلاسفة الحكماء وهو مبني على ان النفس من المجردات لا تفنى بفناء البدن وفي يوم القيامة تعود بامر الله سبحانه حتى تثاب وتؤجر او تعاقب.
اما الجسم من حيث انه يعدم ويفنى بالمرة وإعادة المعدوم ممتنع فلا يمكن العودة بالنسبة اليه فينحصر المعاد في الروحاني.
ولعل سبب هذا القول هو شبهة ذكرها الفلاسفة على نفي المعاد الجسماني تدعى بـ(شبهة الآكل والمأكول)
حاصلها:
انه لو اكل انسان عاصٍ انسانا طائعا او بالعكس حتى صار أجزاء بدن الماكول جزء من بدن الاكل او اكله حيوان كذلك.
وكذلك لو تبدل من هزال الى سمين وبالعكس واطاع في احدهما وعصى في الاخر فلو اعيد البدن في هذه المواضع لزم عقاب الطائع وثواب العاصي وهو محال فالمعاد الجسماني محال.
وقد أجاب العلماء عن هذه الشبهة بما حاصله:
ان المعاد انما هو في الأجزاء الاصلية المتولدة من المني وهي الباقية من اول العمر الى اخره لا جميع الأجزاء على الاطلاق وحينئذ فلا يعاد جزء الماكول مع الاكل لانه كان زائدا على اجزائه الاصلية بل انما ياد بدن الماكول ان كان مما يعاد .
وبعضهم أجاب عنها:
بان حقيقة الشيء بصورته وفصله الأخير وهو مما لا يؤكل.
وانما الذي يؤكل هو الجسم لا البدن لان(البدن هو الجسم المدبر من النفس) ومن الواضح ان هناك فرقا لائحا بين الجسم والبدن وان اطلاق البدن على جثة زيد المتوفى مثلا انما هو على نحو المجاز لا الحقيقة باعتبار ما كان.
فالانسان عندما يريد اكل انسان اخر (على سبيل الفرض) فان هناك بدنا قبل الاكل واما اثناء الاكل فلا بدن بل جسم
وبعبارة أخرى:
ان بدنية البدن تنشا من خلال ارتباط جسم ما بنفس من الانفس, فاذا ارتبط ذلك الجسم بنفس زيد واصبح مدبرا لها فهذا الجسم بدن لزيد ولا يكون لغيره فاذا امكن نقل هذا الجسم بجميع أعضائه الى نفس عمر فانه يكون بدنا لعمر لا لزيد لانه صار مدبرا لنفسه فما اكل ليس ببدن زيد فضلا عن كونه زيدا بل ما اكل جسم من الاجسام لا علاقة له بهوية زيد.
الثاني:
ان المعاد منحصر في الجسماني وهذا ممكن بل واقع وهذا مبتن على عدم تجرد النفس وعدم استحالة إعادة المعدوم او عدم قبول فناء الجسم بجميع اجزائه.
الثالث:
قول المتشرعة وبعض من الحكماء وهو (المعاد الروحاني والجسماني معا) بمعنى ان الله سبحانه وتعالى بقدرته الكاملة يعيد هذا الجسم بعينه وهذه النفس بعيانها يعلقها بالبدن فان كان مطيعا ومنقادا في النشاة الأولى فيؤجر ويثاب في تلك النشاة ويدرك اللذائذ الروحانية والجسمانية وان كان شقيا وعاصيا فيعذب بالعذاب الروحاني والجسماني معا.
والحمد لله رب العالمين
تعليق