إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موضوع للحوار : ( هل افعاله سبحانه معللة بالاغراض ) ؟!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موضوع للحوار : ( هل افعاله سبحانه معللة بالاغراض ) ؟!!

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    قبل ما يقارب السنة او اكثر طرح احد المخالفين " من المذهب الاشعري " سؤال الاشعري عليّ وطلب مني الجواب واجبته في حينها وهذا السؤال من الاشعري اعجز الجبائي امام المعتزلة كما ينقل صاحب وفيات الاعيان في المناظرة التي حصلت بينهما وهي كتالي :

    وفيات الأعيان:4/267ـ 268 رقم الترجمة 607

    مناظرة للإمام أبي الحسن الأشعري مؤسس مذهب عقيدة أهل السنة والجماعة مع أبي علي الجبائي رئيس طائفة المعتزلة حيث كان يقول الجبائي بجوب فعل الصلاح والأصلح على الله، والشيخأبو الحسن الأشعري لا يرى ذلك فناظره في هذه المسألة:


    الأشعري : أتوجب على الله رعاية الصلاح أو الأصلح في عباده؟ـ

    أبو علي : نعم.


    الأشعري: ماتقول في ثلاثة إخوة: أحدهم كان مؤمناً برّاً تقياً،والثاني كان كافراً فاسقاً، والثالث كان صغيراً فماتوا،كيف حالهم؟

    الجبائي: أمّا الزاهد ففي الدرجات، وأمّا الكافر ففي الدركات، وأمّاالصغير ففي أهل السلامة.

    الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذنله؟

    الجبائي:لا، لأنّه يقال له: إنّ أخاك إنّما وصل إلى هذه الدرجات بسببطاعاته الكثيرة، وليس لك تلك الطاعات.

    الأشعري: فإن قال ذلك الصغير: التقصير ليس منّي، فإنّك ما أبقيتنيولا أقدرتني على الطاعة.

    الجبائي: يقول الباري جلّ وعلا: كنت أعلم أنّك لو بقيت لعصيت،وصرتمستحقاً للعذاب الأليم، فراعيت مصلحتك.

    الأشعري: لو قال الأخ الكافر: يا إله العالمين، كما علمت حاله فقد علمت حالي، فلم راعيت مصلحته دوني؟

    الجبائي: إنّك مجنون.

    الأشعري: لا بل وقف حمار الشيخ في العقبة اهــ

    موضوع الحوار هو :

    كيف يرد الشيعة على السؤال الذي اعيى الجبائي وماهي النظرية التي تؤيدها الالهيات في الفكر الشيعي ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 16-05-2012, 09:33 AM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    احسنتم سيدنا الفاضل على هذه الاثارات؛وسؤالكم نحن نقرره بطريقتين فلسفية وكلامية:
    الطريقة الفلسفية:وقبل الاجابة نقرر الاشكال:
    قسم الفلاسفة الغاية الى قسمين:
    1-غاية الفاعل العالم بفعله:وهي منتهى الفعل .فان غاية حركة البذرة هي ان تكون شجرة فالكمال الاخير الذي تتحرك نحوه البذرة هو الشجرة فالشجرة منتهى حركتها فهي غايتها.
    2-غاية الفاعل العالم بفعله:وهي ما لاجله الفعل.فان الانسان المريد الوصول الى المسجد يكون وصوله هو غايته .فالفرق بين الغايتين ان الفاعل الاول (الغير عالم بفعله)يتحرك نحو غايته من غير علم بل بصورة تكوينية فهو لا يعلم شيئا؛والفاعل الثاني (العالم بفعله)يتحرك نحو غايته وهو عالم بالكمال الاخير الذي يسعى للوصول اليه ويجمعهما ان كلا الفاعلين يتحركان نحو كمالهما الاخير غاية الامر ان الاول لايعلم به بل يحركه الله تبارك وتعالى بصورة تكوينية ؛والثاني يتحرك نحو كماله الاخير وهو عالم به.ولاجل اجتماعهما في هذا عرفوا الغاية الجامعة بين القسمين بانها (الكمال الاخير الذي يتحرك الفاعل نحوه).
    فاذن تحصل ان معنى ما لاجله الفعل هو حركة الفاعل نحو كماله الاخير وهو عالم به.
    لكن المتكلمين حملوا معنى(ما لاجله الفعل)على معناه اللغوي والعرفي فتصور ان معناه الفائدة المترتبة على الفعل والفرق بين مصطلح الفلاسفة ومراد المتكلمين يظهر بالمثال الاتي:
    يعمل النجار الخشب ليصنع كرسيا ليجلس عليه فالغاية المقصودة للفيلسوف هو وصول الكرسي فهو الكمال الاخير من فعل النجار وهو عالم بفعله بينما تكون الغاية على مراد المتكلمين هي الجلوس الذي يستكمل الفاعل به نقصه وبون شاسع بين المرادين .
    اذا تبين هذا ناتي للاشكال:فنقول سبب توهم المتكلمين انهم حملوا معنى الغاية على معناه العرفي واللغوي وهو الفائدة المترتبة على الفعل االذي يستكمل بها فقالوا لو كان لفعل الله غاية لزم وجود نقص فيه والعياذ بالله يسعى لاكماله بهذا الفعل؟
    الجواب:ان معنى غاية الفاعل العالم بفعله هو منتهى الفعل اي الكمال الاخير فيكون غاية الله تبارك وتعالى من فعله هو تحقق الفعل في الخارج فغاية الله تبارك وتعالى من خلق العالم هي وصول العالم الى كماله الاخير اي منتهى حركته وعليه فيكون لفعل الله غاية.

    الطريقة الثانية:اي الكلامية:
    ان الله تبارك وتعالى عالم بخلقه قبل خلقهم وهذا ما اتفق عليه المسلمون وان اختلفوا في التفاصيل هذا اولا.
    فالله سبحانه وتعالى يعلم بزيد قبل خلقه انه اذا خلقه سيختار الدنيا او سيختار الاخرة واي درجة من الدنيا واي درجة من الاخرة .
    ثم ان الله تبارك وتعالى الزم نفسه بايصال كل انسان الى غايته التي اختارها نفس الشخص وعليه فاذا علم الله تبارك وتعالى ان زيدا اختار الدرجة الفلانية من الدنيا فيوصله الله الى خياره من خلال توفير العوامل المساعدة من طول العمر او قصره ومن كونه غنيا او فقيرا ومن توفير العلم او حجبه وهكذا ومن ولادته مريضا او فيه عاهة او سليما فكل هذه الامور التي يوفرها الله سبحانه وتعالى لايصال الانسان الى خياره وقد بين الله تبارك وتعالى هذا المعنى بقوله(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا ( 18 ) ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ( 19 ) كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ( 20 ) انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة أكبر درجت وأكبر تفضيلا).
    وقد سُئل النبي صلى الله عليه واله عن سبب تفضيل الله تبارك وتعالى له دون غيره وجعله افضل الخلق؟
    واجاب باني كنت اول من استجاب.
    فقد اشارة الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام بان الله تبارك وتعالى قد عرض الامانة والتكليف على الناس في ذلك العالم فاستجاب البعض ورفض اخرون وفي بعض الروايات تشير الى حصول اختبار بانه تعالى خلق نارا وامر الناس بالدخول فيها فكان اول الداخلين والدخول فيها يدل على درجة الاستجابة وعليه فكان لزاما على الله تعالى ان يوفر عوامل مختلفة للايصال.
    فلا يلزم الجبر الذي ادعاه الاشعري .
    ودمتم سيدنا موفقين .

    تعليق


    • #3
      احسنتم ايها الاستاذ الربيعي .. طبعا لنا عودة للموضوع ولكن تعليق سريع في نقطتين..

      الاولى :
      -غاية الفاعل العالم بفعله:
      واضح هنا في القسم الاول تقصدون غير العالم بفعله ..
      النقطة الاخرى : لعل سائلا يسئل : ماهو ربط المناظرة بكون افعاله معللة بالغايات ؟ الجواب : هم يحاولون ان يستفيدوا من هذه المناظرة في الكثير من المسائل التي انفردوا بها : كالتحسين والتقبيح الشرعي ، و كـ مسألة ان افعاله سبحانه غير معللة بالاغراض ولهذا يقول صاحب وفيات الاعيان معقبا على المناظرة يقول :
      وهذه المناظرة دالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته، وخص آخر بعذابه، وأن أفعاله غير معللة بشيء من الأغراض
      التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 18-05-2012, 09:02 PM. سبب آخر:

      ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
      { نهج البلاغة }

      تعليق

      يعمل...
      X