تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
<< لا إمامة إلّا بنص>>
قال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).(1) أن امتداد الامامة من ابراهيم (عليه السلام) الى الرسول (صلى الله عليه واله ) ، فقد ورد عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الآية عن قول الله (عز وجل) لإبراهيم (عليه السّلام) :من سجد لصنم دوني لا أجعله إماما، وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) وانتهت الدعوة إليّ وألى أخي عليّ ، لم يسجد أحدنا لصنم قط . كما علمنا ان الامام معصوم من الخلل وهو الافضل في رعيته فثبتت العصمة وانه امام حجة الله مفروض الطاعة بعد الرسول واستحقاق الامامة لعصمته وطهارة مولده وجهاده وسخائه وزهده وعدالته في رعيته .
وقد نص عليه الرسول الله (صلى الله عليه واله ) باسمه وعينه في مواطن كثيرة، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):" يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين قال أنس: فجاء علي، فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مستبشراً فاعتنقه وقال له: أنت تؤدّي عني، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي"(2). فاوجب على الناس القبول من علي (عليه السلام) فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): "علّمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب كلّ باب يفتح ألف باب" (3)،وعقد له بأمرة المؤمنين وجعله وصيه وخليفته من بعده فقال انت مني منزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعده وزوجه ابنته سيدة نساء العلمين (عليها السلام )، وقوله تعالى في آية التطهير:: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾(4).
و قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو آخذ بيد علي (عليه السلام) في يوم الغدير: «أيها الناس ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأنّ الله ورسوله مولاكم ؟» قالوا: بلى، قال: «فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي» (5)
واقتران حديث الثقلين بحديث الغدير المتواتر الدال على إمامة أمير المؤمنين وجيئه في سياق واحد، يدلّ على دلالة حديث الثقلين على نفس مدلول حديث الغدير.
وروى الحافظ أبو نعيم بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "من سره يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي".وقد أوصى النبي (صلى الله عليه واله) لعلي عليه السلام، و من بعده للحسن بن علي من بعده الحسين بن علي (عليهم السلام) ، وانها في ولد فاطمة (عليهم السلام) من ذرية الحسين الى ان تقوم الساعة..
حين حضرته الوفاة امير المؤمنين (عليه السلام) اوصى الى ولده الإمام الحسن (عليه السلام) وقال له:
"يا بني أمرني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ودفع إليّ كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين" ثم أقبل على الحسين فقال: "وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا وأشار إلى علي زين العابدين .. ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال: "وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك محمد فاقرأه من رسول الله السلام".
فحلقت الوصل التي تشكل بين الامام الحسين (عليه السلام) وبين الائمة علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) التسعة من صلب الحسين تسعهم قائمهم.وانحصار الامامة في ذرية الحسين وعن النبي (صلی الله عليه وآله ) أنه قال: "إن الله خص ولدي الحسين (عليه السلام) بثلاث: الأئمة من ذريته، والشفاء في تربته، والدعاء مستجاب تحت قبته".
وكان للإمام الحجة عمّ يدعى بجعفر زعم أن له حق الإمامة من بعد أخيه الحسن العسكري (عليه السلام) ، فأخذ يدعو الناس إلى نفسه ، بل ويتوسل إلى السلطات الظالمة ليستمد منها الدعم دون ان يعلم ان مبرر استمرار خط الإمامة هو مقاومة هذه السلطات ، وقيادة الجماهير المؤمنة ضد فسادها وانحرافها .
أما جعفر ابن الإمام علي الهادي (عليه السلام) فانه كان يفقد المؤهلات الكافية للإمامة ولانه كان يعرف ان الطائفة لا تعترف به ، فقد جاء إلى عبد اللـه بن يحيى بن خاقان - وهو وزير الخليفة العباسي - يسعى من أجل دعم مركزه .
ابن الوزير يروي قصة ذلك فيما يلي :
" فجاء جعفر - بعد قسمة الميراث - إلى أبي وقال له : اجعل لي مرتبة أبي وأوصل إليّ في كل سنة عشرين ألف دينار مسلمة .
فزبره أبي وقال له : يا أحمق ! ان السلطان أعزه اللـه (!) جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا ان أباك وأخاك أئمة ، يردوهم عند ذلك فلم يقدر عليه ، ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما ، فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان ، وان لم تكن عندهم بهذه المنزلة . لم تنلها بنا " .
وما لبث جعفر ان تراجع عن هذه الدعوة الكاذبة . وعاد إلى رشده في التسليم لإمامة الحجة (عجل الله فرجه الشريف) ، ولذلك سمي عند الطائفة بجعفر التواب بعد ان كان يسمى بجعفر الكذاب (6).
وجه الاثباة على إمامة الإمام المهدي المنتظر (عج) بروايات متواترة .
*كقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ علياً وصيّي، ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)(7).
*وقوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذ بيد علي عليه السلام: (سيخرج من صلب هذا فتىً يملأ الأرض قسطاً وعدلاً)(8).
*قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل: (... إنَّ وصيّي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين...، إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمّد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر)(9).
1-سورة البقرة:124
2-حلية الأولياء عن أنس بن مالك .
3-كنـز العمال : ج6 ص392 .4
4-الأَحْزَاب:33.
5-كنز العمال 13/140 رقم 36441 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1405 هـ.
6-الامــام المهــدي ( عجل الله تعالى فرجه )قدوة وأسوة. السيد محمد تقي .
7-ينابيع المودَّة:
448.8-الحاوي 2: 130.
9- ينابيع المودَّة: 441.
تعليق