بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين :
اما بعد :
قال الله عز ّوجلّ مادحاً رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
(( ولو كنت فضّاً غليظ القلب لا نفضوّا من حولك … )) .
بل أبعد من هذا فإنّه سبحانه وتعالى يشهد ويقرّر لرسوله الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم:
(( وإنّك لعلى خلق عظيم )) . والرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أيّّد ذلك بقوله: << أدّبني ربّي فأحسن تأديبي >>. وقال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم عن نفسه أيضاً:
<< بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق >>.
وقال وصيّه أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
<< فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق معاشرة العقلاء >>.
وبقدر ما يقترن كمال الإنسان وسعادته النفسيّة بحسن خلقه وأدبه؛ كذلك يكون معاناته النفسيّة وتأنيب ضميره مصاحباً سوء خلقه، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول في هذا:
<< من ساء خُلقه عذّب نفسه >>.نستشفّ من هذا الحديث النبويّ الشريف: أنّ هناك رابطة وعلاقة وطيدة بين تكوين الإنسان الداخليّ وبين السعادة أو الشقاء اللذين يكتنفانه؛ فمثلاً نرى الإنسان الحليم الكاظم لغيظه ومحبّ الخير لغيره كما يحبّه لنفسه، والذي يحمل في قلبه الحبّ والحنان والعطف والرأفة والشفقة على غيره، يكون ذلك كلّه مبعثاً لسعادته وبهجته وسروره واطمئنانه. وعلى العكس، حيث نجد الإنسان الخبيث اللئيم الشرّير الأنانيّ الحقود على غيره يعاني من هذه العقد النفسيّة، ويؤذي نفسه قبل أن يؤذي غيره، وقد نسب إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، وهو ينصح المؤمن بالصبر وعدم التهوّر في مجابهة أمثال هؤلاء، قوله:
إصبر على مضض الحسو دِ فإنّ صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
وبما أنّ الإنسان هو موجود اجتماعيّ مجبول على الحياة الاجتماعيّة؛ لذا نجده يميل إلى الاجتماع بالآخرين، ويحبّ أن يعيش ضمن الجماعة.
وقد جاءت الرسالات الإلهيّة المقدّسة كافة ـ والإسلاميّة خاصّة ـ لتبني المجتمع الإيمانيّ من خلال بنائها أفراده؛ فهم الذين يكوّنون المجتمع، ويتبادلون مع الآخرين من أبناء مجتمعهم العادات والتقاليد والاعتقادات المختلفة.
كذلك يسعى إسلامنا الحنيف لتحقيق الموازنة بين حقوق الفرد والمجتمع، وتحديد واجبات كل منهما تجاه الآخر.
فكما أنّ المجتمع يعتبر محيطاً لصقل شخصيّة الفرد وتنميتها وتطوّرها؛ فكذلك على الفرد أن يمنح مجتمعه كلّ جهده، ويسعى لتقدّمه وتطوير وتنمية ظروفه العلميّة والثقافيّة الاقتصادية وغيرها.
والإسلام الحنيف لا يميّز بين فرد وآخر في الحقوق والواجبات، إنّما الأفضلية لأتقاهم عند الله تبارك وتعالى؛ حيث قال عزّ من قائل:
(( يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )) .وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذا الصدد معروف ومشهور:
<< لا فضل لعربيّ على أعجميّ إلاّ بالتقوى >>.
لذا، نجد أن الشريعة الإسلاميّة الغرّاء أولت البيئة الاجتماعية اهتماماً كبيراً، ووضعت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحصيناً لهذا الوسط الاجتماعيّ الذي يتربّى فيه الفرد. قال عزّ وجلّ:
(( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) .
ونرى الإسلام العزيز يحثّ المسلمين ويشجّعهم على تكوين الروابط الاجتماعيّة البنّاءة، وجعل لها أساليب وممارسات لطيفة تؤدّي إلى الألفة والمحبّة بين أبناء المجتمع الإسلامي، كآداب التحيّة والسلام والمصافحة بين المؤمنين، وتبادل الزيارات، وعيادة المرضى، والمشاركة في تبادل التهاني في الأعياد والمناسبات الدينيّة والاجتماعيّة، والاهتمام بالجار، وتسلية أهل المصائب والشدائد ومشاركتهم في عزائهم لو مات منهم أحد، وغيرها كثير، ووضع لكلّ منها قواعد وأصولاً تدخل السرور على المسلمين، وتكون لهم عوناً وتهوّن عليهم ما يصيبهم من شرّ وأذى.
حتّى العبادات، فقد صبّها في قالب اجتماعيّ، كأداء الصلاة جماعة؛ مؤكّداً استحبابها، واجتماع المسلمين لأداء فريضة الحجّ.
والإسلام ينظّم علاقة الفرد المسلم بأهل بيته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه. هذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوصي المسلمين باحترام الجار ومؤازرته في حالات الفرح والحزن، واعتباره من الأهل والأقارب:
<< ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتّى ظننتُ أنّه سيورّثه >>.فعلى الوالدين والمربّي والمعلّم تشجيع الأولاد على ممارسة الأفعال والنشاطات التي توطّد العلاقة وتطيّبها بين هؤلاء الأولاد وسائر أبناء مجتمعهم، ويعملون على مراقبتهم وتهذيب طريقة وأسلوب كلّ ممارسة منها، ومع من يلتقون ويلعبون ويتجوّلون ويدرسون؛ كي لا يحتكّوا بأفراد تسوء تربيتهم فيأخذون منهم ويتعلّمون ما هو مضر وفاسد وقبيح، وقد قيل:
لا تربط الجرباء حول صحيحة خوفي على تلك الصحيحة تجرب
ومرحلة الشباب ـ سيّما فترة المراهقة منها ـ تعتبر من أوضح مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور والإعجاب بالنفس، والاستخفاف بآراء الآخرين من الكبار، وقد حذّر الله سبحانه وتعالى من ذلك بقوله:
(( إنّ الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى )) .
وفي وصيّة لقمان لابنه في القرآن الكريم:
(( ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مختال فخور )) .
وفي موضع آخر من القرآن الكريم يقول تبارك وتعالى؛ محذّراً الإنسان من الغرور والتعالي:
(( ولا تمش في الأرض مرحاً إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً )) .
إنّ الغرور يذهب ببعض الأفراد إلى المباهاة على والديهم، والاستخفاف بهما، واستخفاف آرائهما؛ لما يكونون عليه من وضع اجتماعيّ أو ثقافيّ غير الذي كان عليه أبواهم. فيحذّرهم الجليل جلّت قدرته من ذلك:
(( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً )) .
بل يصل الغرور ببعض الشباب إلى حدّ الاستخفاف بالله سبحانه وتعالى وبالإيمان به وبكتبه وبرسله عليهم السلام، فينبهّهم الله عزّ وجلّ إلى عظيم خطر ذلك عليهم؛ ليثوبوا إلى رشدهم، ويعودوا إلى ملّتهم، ويستغفرونه ويتوبون إليه تبارك وتعالى
( يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم * الذي خلقك فسوّاك فعدلك * في أيّ صورة ما شاء ركّبك * كلاّ بل تكذّبون بالدين * وإنّ عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون )) .
إنّ الغرور الذي ينتاب بعض الشباب هو من المشاكل العويصة، ذات الخطورة البالغة على الشابّ نفسه وعلى أهله ومجتمعه، وهو من المشاكل التي إذا لم تدرك وتعالج وتوضع لها الحلول المناسبة، سوف يحلّ بذلك المجتمع الداهية العظمى والبلاء الشديد؛ لذا توّجب على الآباء والمربّين توعية الشباب وتثقيفهم تربويّاً وأخلاقيّاً وعاطفيّاً، ليجنّبوهم مهابط ومساقط الغرور والإعجاب بالنفس. فعلى البيت والمدرسة و وسائل الإعلام والقانون والمراكز الثقافيّة والسياحيّة وباقي المظاهر العامّة، استهواء الشباب، والقيام بتوعيتهم الصحيحة المطلوبة، وأن يثبتوا لهم أنّ فعلهم هذا غير صحيح، وله نتائج سيّئة ووخيمة عليهم وعلى أهلهم وذويهم ومجتمعهم، وفق العلم والمنطق والحقيقة والواقع، كي نحصّن شبابنا العزيز بدرع واق من مساوئ الممارسات ومفاسد الأخلاق ومنحرفات الأفكار؛ ليكون شريحة طيبّة مثمرة نافعة، تستفيد من الإمكانات المتاحة لديها، وتعيش بعزّ وكرامة وسعادة، وتجلب الخير والسعادة والفرح والسرور والبهجة على أهلهم وذويهم ومجتمعهم، وبذلك يكسبون رضاء الله عزّ وجلّ ورضاء رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فيكسب خير الدنيا وسعادة الآخرة.
اقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم و الحمد لله رب العالمين
و الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين :
اما بعد :
قال الله عز ّوجلّ مادحاً رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
(( ولو كنت فضّاً غليظ القلب لا نفضوّا من حولك … )) .
بل أبعد من هذا فإنّه سبحانه وتعالى يشهد ويقرّر لرسوله الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم:
(( وإنّك لعلى خلق عظيم )) . والرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أيّّد ذلك بقوله: << أدّبني ربّي فأحسن تأديبي >>. وقال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم عن نفسه أيضاً:
<< بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق >>.
وقال وصيّه أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
<< فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق معاشرة العقلاء >>.
وبقدر ما يقترن كمال الإنسان وسعادته النفسيّة بحسن خلقه وأدبه؛ كذلك يكون معاناته النفسيّة وتأنيب ضميره مصاحباً سوء خلقه، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول في هذا:
<< من ساء خُلقه عذّب نفسه >>.نستشفّ من هذا الحديث النبويّ الشريف: أنّ هناك رابطة وعلاقة وطيدة بين تكوين الإنسان الداخليّ وبين السعادة أو الشقاء اللذين يكتنفانه؛ فمثلاً نرى الإنسان الحليم الكاظم لغيظه ومحبّ الخير لغيره كما يحبّه لنفسه، والذي يحمل في قلبه الحبّ والحنان والعطف والرأفة والشفقة على غيره، يكون ذلك كلّه مبعثاً لسعادته وبهجته وسروره واطمئنانه. وعلى العكس، حيث نجد الإنسان الخبيث اللئيم الشرّير الأنانيّ الحقود على غيره يعاني من هذه العقد النفسيّة، ويؤذي نفسه قبل أن يؤذي غيره، وقد نسب إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، وهو ينصح المؤمن بالصبر وعدم التهوّر في مجابهة أمثال هؤلاء، قوله:
إصبر على مضض الحسو دِ فإنّ صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
وبما أنّ الإنسان هو موجود اجتماعيّ مجبول على الحياة الاجتماعيّة؛ لذا نجده يميل إلى الاجتماع بالآخرين، ويحبّ أن يعيش ضمن الجماعة.
وقد جاءت الرسالات الإلهيّة المقدّسة كافة ـ والإسلاميّة خاصّة ـ لتبني المجتمع الإيمانيّ من خلال بنائها أفراده؛ فهم الذين يكوّنون المجتمع، ويتبادلون مع الآخرين من أبناء مجتمعهم العادات والتقاليد والاعتقادات المختلفة.
كذلك يسعى إسلامنا الحنيف لتحقيق الموازنة بين حقوق الفرد والمجتمع، وتحديد واجبات كل منهما تجاه الآخر.
فكما أنّ المجتمع يعتبر محيطاً لصقل شخصيّة الفرد وتنميتها وتطوّرها؛ فكذلك على الفرد أن يمنح مجتمعه كلّ جهده، ويسعى لتقدّمه وتطوير وتنمية ظروفه العلميّة والثقافيّة الاقتصادية وغيرها.
والإسلام الحنيف لا يميّز بين فرد وآخر في الحقوق والواجبات، إنّما الأفضلية لأتقاهم عند الله تبارك وتعالى؛ حيث قال عزّ من قائل:
(( يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )) .وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذا الصدد معروف ومشهور:
<< لا فضل لعربيّ على أعجميّ إلاّ بالتقوى >>.
لذا، نجد أن الشريعة الإسلاميّة الغرّاء أولت البيئة الاجتماعية اهتماماً كبيراً، ووضعت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحصيناً لهذا الوسط الاجتماعيّ الذي يتربّى فيه الفرد. قال عزّ وجلّ:
(( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) .
ونرى الإسلام العزيز يحثّ المسلمين ويشجّعهم على تكوين الروابط الاجتماعيّة البنّاءة، وجعل لها أساليب وممارسات لطيفة تؤدّي إلى الألفة والمحبّة بين أبناء المجتمع الإسلامي، كآداب التحيّة والسلام والمصافحة بين المؤمنين، وتبادل الزيارات، وعيادة المرضى، والمشاركة في تبادل التهاني في الأعياد والمناسبات الدينيّة والاجتماعيّة، والاهتمام بالجار، وتسلية أهل المصائب والشدائد ومشاركتهم في عزائهم لو مات منهم أحد، وغيرها كثير، ووضع لكلّ منها قواعد وأصولاً تدخل السرور على المسلمين، وتكون لهم عوناً وتهوّن عليهم ما يصيبهم من شرّ وأذى.
حتّى العبادات، فقد صبّها في قالب اجتماعيّ، كأداء الصلاة جماعة؛ مؤكّداً استحبابها، واجتماع المسلمين لأداء فريضة الحجّ.
والإسلام ينظّم علاقة الفرد المسلم بأهل بيته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه. هذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوصي المسلمين باحترام الجار ومؤازرته في حالات الفرح والحزن، واعتباره من الأهل والأقارب:
<< ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتّى ظننتُ أنّه سيورّثه >>.فعلى الوالدين والمربّي والمعلّم تشجيع الأولاد على ممارسة الأفعال والنشاطات التي توطّد العلاقة وتطيّبها بين هؤلاء الأولاد وسائر أبناء مجتمعهم، ويعملون على مراقبتهم وتهذيب طريقة وأسلوب كلّ ممارسة منها، ومع من يلتقون ويلعبون ويتجوّلون ويدرسون؛ كي لا يحتكّوا بأفراد تسوء تربيتهم فيأخذون منهم ويتعلّمون ما هو مضر وفاسد وقبيح، وقد قيل:
لا تربط الجرباء حول صحيحة خوفي على تلك الصحيحة تجرب
ومرحلة الشباب ـ سيّما فترة المراهقة منها ـ تعتبر من أوضح مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور والإعجاب بالنفس، والاستخفاف بآراء الآخرين من الكبار، وقد حذّر الله سبحانه وتعالى من ذلك بقوله:
(( إنّ الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى )) .
وفي وصيّة لقمان لابنه في القرآن الكريم:
(( ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مختال فخور )) .
وفي موضع آخر من القرآن الكريم يقول تبارك وتعالى؛ محذّراً الإنسان من الغرور والتعالي:
(( ولا تمش في الأرض مرحاً إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً )) .
إنّ الغرور يذهب ببعض الأفراد إلى المباهاة على والديهم، والاستخفاف بهما، واستخفاف آرائهما؛ لما يكونون عليه من وضع اجتماعيّ أو ثقافيّ غير الذي كان عليه أبواهم. فيحذّرهم الجليل جلّت قدرته من ذلك:
(( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً )) .
بل يصل الغرور ببعض الشباب إلى حدّ الاستخفاف بالله سبحانه وتعالى وبالإيمان به وبكتبه وبرسله عليهم السلام، فينبهّهم الله عزّ وجلّ إلى عظيم خطر ذلك عليهم؛ ليثوبوا إلى رشدهم، ويعودوا إلى ملّتهم، ويستغفرونه ويتوبون إليه تبارك وتعالى

إنّ الغرور الذي ينتاب بعض الشباب هو من المشاكل العويصة، ذات الخطورة البالغة على الشابّ نفسه وعلى أهله ومجتمعه، وهو من المشاكل التي إذا لم تدرك وتعالج وتوضع لها الحلول المناسبة، سوف يحلّ بذلك المجتمع الداهية العظمى والبلاء الشديد؛ لذا توّجب على الآباء والمربّين توعية الشباب وتثقيفهم تربويّاً وأخلاقيّاً وعاطفيّاً، ليجنّبوهم مهابط ومساقط الغرور والإعجاب بالنفس. فعلى البيت والمدرسة و وسائل الإعلام والقانون والمراكز الثقافيّة والسياحيّة وباقي المظاهر العامّة، استهواء الشباب، والقيام بتوعيتهم الصحيحة المطلوبة، وأن يثبتوا لهم أنّ فعلهم هذا غير صحيح، وله نتائج سيّئة ووخيمة عليهم وعلى أهلهم وذويهم ومجتمعهم، وفق العلم والمنطق والحقيقة والواقع، كي نحصّن شبابنا العزيز بدرع واق من مساوئ الممارسات ومفاسد الأخلاق ومنحرفات الأفكار؛ ليكون شريحة طيبّة مثمرة نافعة، تستفيد من الإمكانات المتاحة لديها، وتعيش بعزّ وكرامة وسعادة، وتجلب الخير والسعادة والفرح والسرور والبهجة على أهلهم وذويهم ومجتمعهم، وبذلك يكسبون رضاء الله عزّ وجلّ ورضاء رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فيكسب خير الدنيا وسعادة الآخرة.
اقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم و الحمد لله رب العالمين
تعليق