تويت
بسم الله الرحمن الريحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هناك روايات في التراث الشيعة توهم مدعي المهدوية من وجود ثلاثة عشر إماماً، واستدل بها على صدق دعواه مع أن من المسلمات لدى الشيعة بالقول باثني عشر إماماً فقط ولهذا اطلقت التسمية عليهم بالفرقة الاثنى عشريةاللهم صل على محمد وال محمد
الحديث الاول
ما رواه الكليني في الكافي 1/533 بسنده
عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن أذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث، من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام، فرسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام هما الوالدان. أي ان علي (عليه السلام ) غير داخل في عدد الاثنى عشر فيستلزم وجود امام ثلاثة عشر امام
الرد هذه الدعوى من جهتين
1- من جهة السند
الحديث ضعيف لان في سنده علي بن سماعة مهملا فأن علماء الرجال لم يذكرو له توثيقا في كتبهم
2- من جهة الدلالة مع غض النظر عن ضعف السند
يقول المازندراني:[ قوله (كلهم محدث) مبتدا وخبر وافراد الخبر باعتبار لفظ الكل ، وقوله :من ولد رسول الله ومن ولد علي :خبر بعد خبرعلى الظاهر ،وهذا الحكم باعتبار الاكثر والقرينة علم المخاطب به][1]
وهناك توجيه اخر
فأن قوله
من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام)، يكون هنا احتمالان : الاحتمال الاول المبتدأ يكون قوله: (الاثنا عشر)، فيدل حينئذ على أن أمير المؤمنين عليه السلام أب لاثني عشر إماماً، فيكون مجموع الأئمة ثلاثة عشر،
الاحتمال الثاني المبتدأ محذوفاً، تقديره (أكثرهم) من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم الأحد عشر إماماً، فيكون مجموع الأئمة اثني عشر، فلا يكون في الحديث أي إشكال،
وهناك قاعدة في النحو تقول ان المبتدا يجوز حذفه عند علم المخاطب به، كما قال ابن مالك في الألفية:وحذف ما يُعلم جائز كما تقول: (زيدٌ) بعد (مَنْ عندكما؟)
لاسيما وأن المخاطب كان من الشيعة فهو يعلم أن المراد بالأئمة الذين هم من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي عليه السلام أحد عشر إماماً، فلذلك حذف المبتدأ اعتماداً على فهم المخاطب، ومن يزعم أن المبتدأ هو قوله: (الاثنا عشر) فعليه أن يثبت ذلك، ومتى ما تطرق الاحتمال للدليل سقط عن صلاحيته للاستدلال.
اضافة الى الاستدلال فأن الحديث ذكر في اكثر من كتاب عن زرارة بن اعين بلفظ (الاثنا عشر الائمة من ال محمد كلهم محدث ،علي بن ابي طالب واحد عشر من ولده (وهذا موجود في ارشاد المفيد واعلام الورى للطبرسي وغيرهم من الكتب وسنتطرق الى حيث اخر في حلقة قادمة ان شاء الله
[1] - المازندراني شرح اصول الكافي :ج7 ص370 ،الناشر دار احياء التراث العربي -بيروت