بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
قد يقول القائل : إننا لا ننكر الأحاديث الواردة في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولكن هي دليل على خلافته فحسب لا على تعيُّنِها أنّها بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بلا فصل ؟ . بسمه تعالى : قد ثبت تاريخياً من نقل العامة والخاصة أنّ علياً ( عليه السلام ) لم يرض بخلافة أبي بكر عند اختياره بفعل المهاجرين والأنصار المجتمعين في سقيفة بني ساعدة ، وادّعى الخلافة وقد دار على بيوت المهاجرين والأنصار مع زوجته ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يدعوهم إلى خلافة نفسه ورفض اختيار أبي بكر . والآن نسأل هل كان علي ( عليه السلام ) في فعله هذا على الحق أو على الباطل ؟ فإن كان على الباطل والخليفة هو ما اختاره أهل السقيفة فما معنى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) الذي رواه كل المؤرخين وإن كان على الحق فيكون الطرف الآخر على الباطل . وأيضاً أنّ نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي توفي فيه أمر الناس الذين كانوا عنده ليأتوه بدواة وكتف ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبداً ، وقد أبدى الثاني شبهة في كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مفادها أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليس أهلاً للوصية في هذا الحال بكلمة قاسية تشمئز منها القلوب ، فإن كان الثاني المبدي للشبهة في كتابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعلم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤيد فكرة الشورى فما هو الداعي إلى المنع والمخالفة من كتابة الكتاب ؟ لأن الفرض أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سوف يكتب ما يؤيد ميلهم ورغبتهم ، إذن الداعي إلى المنع علم الثاني أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سوف يكتب بخلاف ما يريدونه ، وهذا صريح حديث الثاني مع عبد الله بن عباس ، فالثاني يعلم أنّ علياً ( عليه السلام ) منصوب من قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعده بلا فصل ، وهذا ثابت في موارد عديدة ، منها : قضية الغدير المشهورة التي حضرها كثير من المسلمين من مختلف الأقطار والأمصار وكان بمرأى ومسمع من الصحابة أنفسهم ، حيث جمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) الناس بعد رجوعه من حجة الوداع في غدير خم الذي كان على مفترق طرق ، وكان الوقت شديد الحر وخطب بالناس خطبته المعروفة بعد أن صرح لهم أنّه يوشك أن أدعى فأجيب وقال للناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فقالوا : اللّهمّ بلى ، فقال : وقد أخذ بيد علي فرفعها حتى بان بياض إبطيهما (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ) وأخذ البيعة لعلي ( عليه السلام ) من الناس حتى قال لعلي نفس الثاني : بخ بخ لك يا علي لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فكان علي ( عليه السلام ) هو الولي على الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكل تفسير آخر لكلام الصحابة ينافي فهم الصحابة أنفسهم حيث إنهم فهموا الولاية على الناس بقرينة استشهاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بكونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم الظاهرة في ولاية الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على الأمة ، فأثبت النبي ( صلى الله عليه وآله ) هذه الولاية الثابتة له بصريح القرآن الكريم لعلي ( عليه السلام ) بالإضافة إلى جميع المؤمنين ، وبهذا وأمثاله من الموارد الكثيرة التي عين النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) خليفة من بعده مثل حديث الثقلين الذي نقله كل المؤرخين وأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) والقدر المتيقّن من العترة هم (علي وفاطمة والحسن والحسين )( عليهم السلام ) وعلى هذا فإن كان فعل أهل السقيفة موافقاً للحق والقرآن فكان عدم رضاهم بما اختارته السقيفة خلاف الحق والقرآن ، وافتراق عنهما ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال )لن يفترقا ) ومن هذا يظهر الحق لطالب الحقيقة ، وأنّ الحق ما يقوله الشيعة ، وإن حدث ما حدث من المصائب المؤلمة والمفجعة على أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصا (علي وفاطمة والحسن والحسين )( عليهم السلام ) الذين ذكرنا أنّهم القدر المتيقّن من عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) هداك الله إلى الحق ووفقك لاختيار سبيل الرشاد ، إنّه سميع مجيب .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
قد يقول القائل : إننا لا ننكر الأحاديث الواردة في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولكن هي دليل على خلافته فحسب لا على تعيُّنِها أنّها بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بلا فصل ؟ . بسمه تعالى : قد ثبت تاريخياً من نقل العامة والخاصة أنّ علياً ( عليه السلام ) لم يرض بخلافة أبي بكر عند اختياره بفعل المهاجرين والأنصار المجتمعين في سقيفة بني ساعدة ، وادّعى الخلافة وقد دار على بيوت المهاجرين والأنصار مع زوجته ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يدعوهم إلى خلافة نفسه ورفض اختيار أبي بكر . والآن نسأل هل كان علي ( عليه السلام ) في فعله هذا على الحق أو على الباطل ؟ فإن كان على الباطل والخليفة هو ما اختاره أهل السقيفة فما معنى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) الذي رواه كل المؤرخين وإن كان على الحق فيكون الطرف الآخر على الباطل . وأيضاً أنّ نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي توفي فيه أمر الناس الذين كانوا عنده ليأتوه بدواة وكتف ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبداً ، وقد أبدى الثاني شبهة في كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مفادها أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليس أهلاً للوصية في هذا الحال بكلمة قاسية تشمئز منها القلوب ، فإن كان الثاني المبدي للشبهة في كتابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعلم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤيد فكرة الشورى فما هو الداعي إلى المنع والمخالفة من كتابة الكتاب ؟ لأن الفرض أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سوف يكتب ما يؤيد ميلهم ورغبتهم ، إذن الداعي إلى المنع علم الثاني أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سوف يكتب بخلاف ما يريدونه ، وهذا صريح حديث الثاني مع عبد الله بن عباس ، فالثاني يعلم أنّ علياً ( عليه السلام ) منصوب من قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعده بلا فصل ، وهذا ثابت في موارد عديدة ، منها : قضية الغدير المشهورة التي حضرها كثير من المسلمين من مختلف الأقطار والأمصار وكان بمرأى ومسمع من الصحابة أنفسهم ، حيث جمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) الناس بعد رجوعه من حجة الوداع في غدير خم الذي كان على مفترق طرق ، وكان الوقت شديد الحر وخطب بالناس خطبته المعروفة بعد أن صرح لهم أنّه يوشك أن أدعى فأجيب وقال للناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فقالوا : اللّهمّ بلى ، فقال : وقد أخذ بيد علي فرفعها حتى بان بياض إبطيهما (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ) وأخذ البيعة لعلي ( عليه السلام ) من الناس حتى قال لعلي نفس الثاني : بخ بخ لك يا علي لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فكان علي ( عليه السلام ) هو الولي على الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكل تفسير آخر لكلام الصحابة ينافي فهم الصحابة أنفسهم حيث إنهم فهموا الولاية على الناس بقرينة استشهاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بكونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم الظاهرة في ولاية الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على الأمة ، فأثبت النبي ( صلى الله عليه وآله ) هذه الولاية الثابتة له بصريح القرآن الكريم لعلي ( عليه السلام ) بالإضافة إلى جميع المؤمنين ، وبهذا وأمثاله من الموارد الكثيرة التي عين النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) خليفة من بعده مثل حديث الثقلين الذي نقله كل المؤرخين وأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) والقدر المتيقّن من العترة هم (علي وفاطمة والحسن والحسين )( عليهم السلام ) وعلى هذا فإن كان فعل أهل السقيفة موافقاً للحق والقرآن فكان عدم رضاهم بما اختارته السقيفة خلاف الحق والقرآن ، وافتراق عنهما ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال )لن يفترقا ) ومن هذا يظهر الحق لطالب الحقيقة ، وأنّ الحق ما يقوله الشيعة ، وإن حدث ما حدث من المصائب المؤلمة والمفجعة على أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصا (علي وفاطمة والحسن والحسين )( عليهم السلام ) الذين ذكرنا أنّهم القدر المتيقّن من عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) هداك الله إلى الحق ووفقك لاختيار سبيل الرشاد ، إنّه سميع مجيب .
تعليق