بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
لا يخفى على الجميع ما مر به بلدنا العراق من ظروف استثنائية وما يمر بها الان حيث أثر ذلك في التركيبة الاجتماعية للمجتمع العراقي من حيث نسبة فئاتها وذلك من خلال كثرة نسبة الأرامل وما لحق بها من تكاثر في نسبة الأيتام ايضاً ، وهذا أمر كما قلت لا يخفى على الجميع .
ولكن ما أريد أن اشير إليه وأرى أنه موضوع في غاية الأهمية هو المسؤولية الدينية والاجتماعية التي يفرضها علينا الدين الحنيف تجاه هذه الشريحتان ( الأرامل و اليتامى ) وموضوع المسؤولية الدينية والاجتماعية تجاه هذه الشريحتان له تشعبات كثيرة ولكن ما أود أن اشير إليه هو مسألة الولاية التي فرضها الله على اليتيم سواء كان قاصر أم بالغ ولكن لايزال غير قادر على الاعتماد على نفسه ، حيث نرى أن هناك من يتحمل مسؤولية لم يفرضها الله عليه ويعتبرها مما فرض الله عليه وهــــــــي ( الأم ) وهناك من يقصر عن واجبه غفلة أو تسامحاً أو نسياناً فيقصر عن أداء حقوق اليتامى عليه وهو ( الجد ) وفي الجهة المقابلة نرى أن الأم ( الارملة ) تصر على بقائها على رعاية ابنائها رغم أن الشرع الكريم قد أوكل أمر رعايتهم إلى جدهم لأبيهم وترفض تسليمهم إليه رغم كون أن البعض منهن قد تزوج ومع ذلك تصر على عدم تسليم الأبناء إلى جدهم بحجة انه كبير بالسن ولا يستطيع أن يقوم بواجب رعاية أبنائها – اليتامى – على اكمل وجه أو أنه لا يمكن أن يلبي لهم حاجتهم من حنان ورعاية . والحق لمن يريده واضح حيث ورد في منهاج الصالحين – المعاملات ج 2 - للسيد السيستاني ما يلي : (( المسألة 88 : ليس لغير الأب والجد للأب والوصي لأحدهما ولاية على الصغير ، ولو كان عماً أو أماً أو جداً للأم أو أخاً كبيراً ، فلو تصرف أحد هؤلاء في مال الصغير ، أو في نفسه ، أو سائر شؤونه لم يصح ، وتوقف على إجازة الولي )) والمسألة بعينها موجودة في منهاج الصالحين للسيد الخوئي قدس سره – الجزء الثاني المعاملات – ورقم المسألة 83 . وعلى هذا فإذا مات الأب فأن الولاية على أطفاله من بعده هي لأبيه أي جد الاولاد وهذا الحق كفله له الشرع المقدس وعليه فإن كل تصرف في الصغير يقع من غير الجد يكون تصرفاً فضولياً وإذا تنازع معه شخص من اجل أن يأخذ هذا الحق منه فإنه يعتبر غاصب لأن الغصب كما عرفه الشرع هو ( الاستيلاء على مال الغير أو حقه ) . ولكن قد يعترض سائل – كما يحصل هو الآن – أليس للأم من حق في طفلها ؟؟ أليس لها حق الحضانة ؟؟ والجواب على ذلك نعم لها حق الحضانة كما موجود تفاصيله في كتبنا الفقهية ، ولكن من المعروف أنه ليس هناك تضاد بين الأحكام التكليفية فتبقى الولاية على اليتيم إذا مات ابوه من حق جده لأبيه ..
هذه المسالة أصبحت من المسائل الابتلائية في هذا العصر وعلينا أن نبصر بها وأن نحذر من مخاطرها لأن هناك أحكام شرعية كثيرة تتوقف على هذه الولاية منها النكاح والتصرفات المالية ومسائل أخرى كثيرة ترتبط بمصير - الولد أو البنت - اليتامى ..
وفقنا الله وإياكم للعمل بكتاب الله وسنة نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنهج أئمتنا عليهم السلام ونسأل الله أن يرينا الحق حقاً كي نتبعه وأن يرينا الباطل باطلاً كي نجتنبه ..
تعليق