بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الانام وسيد الكرام والبدر التمام ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الكرام
امابعد:انقل لكم بعض الروايات التي تبين فضل ومقام الرسول الكريم وان كان جلياً بعض منها لدى الكثير من الافاضل والصلاة والسلام على خير الانام وسيد الكرام والبدر التمام ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الكرام
تفسيرالإمام الحسن العسكري: ثُمَّ يُنَادَى مِنْ آخِرِعَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ: أَلَا فَسُوقُوهُمْ إِلَى [الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لِمُحَمَّدٍ ص بِالنُّبُوَّةِ]فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى: [لَا، بَلْ] وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ قَالُوا «سُوقُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لِمُحَمَّدٍ ص بِالنُّبُوَّةِ»:
لِمَا ذَا يُوقَفُونَ يَا رَبَّنَا فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى: [قِفُوهُمْ] إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عَنْ وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، يَا عِبَادِي وَ إِمَائِي- إِنِّي أَمَرْتُهُمْ مَعَ الشَّهَادَةِ بِمُحَمَّدٍ بِشَهَادَةٍ أُخْرَى، فَإِنْ جَاءُوا بِهَا فَعَظِّمُوا ثَوَابَهُمْ، وَ أَكْرِمُوا مَآبَهُمْوَ إِنْ لَمْ يَأْتُوا بِهَا لَمْ تَنْفَعْهُمُ الشَّهَادَةُ لِمُحَمَّدٍ ص بِالنُّبُوَّةِ- وَ لَا لِي بِالرُّبُوبِيَّةِ، فَمَنْ جَاءَ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْفَائِزِينَ، وَ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْهَالِكِينَ.
قَالَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَدْ كُنْتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْوَلَايَةِ شَاهِداً، وَ لِآلِ مُحَمَّدٍ مُحِبّاً. وَ هُوَ فِي ذَلِكَ كَاذِبٌ يَظُنُّ أَنَّ كَذِبَهُ يُنْجِيهِ، فَيُقَالُ لَهُ: سَوْفَ نَسْتَشْهِدُ عَلَى ذَلِكَ عَلِيّاً.
- فَتَشْهَدُ أَنْتَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، فَتَقُولُ: الْجَنَّةُ لِأَوْلِيَائِي شَاهِدَةٌ، وَ النَّارُ عَلَى أَعْدَائِي شَاهِدَةٌ.
فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَادِقاً- خَرَجَتْ إِلَيْهِ رِيَاحُ الْجَنَّةِ وَ نَسِيمُهَا- فَاحْتَمَلَتْهُ، فَأَوْرَدَتْهُ عَلَالِي الْجَنَّةِ وَ غُرَفَهَا- وَ أَحَلَّتْهُ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِلَا يَمَسُّهُ فِيهَا نَصَبٌ وَ لَا يَمَسُّهُ فِيهَا لُغُوبٌ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَاذِباً- جَاءَتْهُ سَمُومُ النَّارِ وَ حَمِيمُهَا- وَ ظِلُّهَا الَّذِي هُوَ ثَلَاثُ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ- وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِفَتَحْمِلُهُ، فَتَرْفَعُهُ فِي الْهَوَاءِ، وَ تُورِدُهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: فَلِذَلِكَ أَنْتَ قَسِيمُ [الْجَنَّةِ وَ] النَّارِ، تَقُولُ لَهَا: هَذَا لِي وَ هَذَا لَكِ.
بحار الانوار:وَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُ وَ لَقَدْ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ حَضَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَا غُلَامٌ أَعْوَرُ يَهُودِيٌّ تَزْعُمُ الْيَهُودُ أَنَّهُ أَعْلَمُ يَهُودِيٍّ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ عُلُومِ أَنْبِيَائِهِ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ص عَنْ مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ يُعَنِّتُهُ فِيهَا، فَأَجَابَهُ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِمَا لَمْ يَجِدْ إِلَى إِنْكَارِ شَيْءٍ مِنْهُ سَبِيلًا.
فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ يَأْتِيكَ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ عَنِ اللَّهِ قَالَ: جَبْرَئِيلُ.
قَالَ: لَوْ كَانَ غَيْرُهُ يَأْتِيكَ بِهَا لَآمَنْتُ بِكَ، وَ لَكِنَّ جَبْرَئِيلَ عَدُوُّنَا مِنْ بَيْنِ الْمَلَائِكَةِ فَلَوْ كَانَ مِيكَائِيلُ أَوْ غَيْرُهُ- سِوَى جَبْرَئِيلَ يَأْتِيكَ بِهَا لَآمَنْتُ بِكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ لِمَ اتَّخَذْتُمْ جَبْرَئِيلَ عَدُوّاً قَالَ: لِأَنَّهُ يَنْزِلُ بِالْبَلَاءِ وَ الشِّدَّةِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.
وَ دَفَعَدَانِيَالَ عَنْ قَتْلِ «بُخْتَنَصَّرَ» حَتَّى قَوِيَ أَمْرُهُ، وَ أَهْلَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
وَ كَذَلِكَ كُلُّ بَأْسٍ وَ شِدَّةٍ لَا يُنْزِلُهَا إِلَّا جَبْرَئِيلُ، وَ مِيكَائِيلُ يَأْتِينَا بِالرَّحْمَةِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَيْحَكَ أَ جَهِلْتَ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى! وَ مَا ذَنْبُ جَبْرَئِيلَ إِنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيمَا يُرِيدُهُ بِكُمْ أَ رَأَيْتُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ أَ هُوَ عَدُوُّكُمْ- وَ قَدْ وَكَلَهُ اللَّهُ بِقَبْضِ أَرْوَاحِ الْخَلْقِ الَّذِي أَنْتُمْ مِنْهُ أَ رَأَيْتُمُ الْآبَاءَ وَ الْأُمَّهَاتِ- إِذَا وَجَرُواالْأَوْلَادَ الْأَدْوِيَةَ الْكَرِيهَةَ لِمَصَالِحِهِمْ، أَ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهُمْ أَوْلَادُهُمْ أَعْدَاءً مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَا، وَ لَكِنَّكُمْ بِاللَّهِ جَاهِلُونَ، وَ عَنْ حِكْمَتِهِ غَافِلُونَ، أَشْهَدُ أَنَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَامِلَانِ، وَ لَهُ مُطِيعَانِ، وَ أَنَّهُ لَا يُعَادِي أَحَدَهُمَا إِلَّا مَنْ عَادَى الْآخَرَ، وَ إِنَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ أَحَدَهُمَا وَ يُبْغِضُ الْآخَرَ فَقَدْ كَذَبَ.
وَ كَذَلِكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِيٌّ أَخَوَانِ، كَمَا أَنَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ أَخَوَانِ، فَمَنْ أَحَبَّهُمَا فَهُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَهُوَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَ مَنْ أَبْغَضَ أَحَدَهُمَا وَ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ الْآخَرَ فَقَدْ كَذَبَ، وَ هُمَا مِنْهُ بَرِيئَانِ، وَ كَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ وَاحِداً مِنِّي وَ مِنْ عَلِيٍّ، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ الْآخَرَ فَقَدْ كَذَبَ، وَ كِلَانَا مِنْهُ بَرِيئَانِ، وَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَلَائِكَتُهُ وَ خِيَارُ خَلْقِهِ مِنْهُ بُرَآءُ.
قوله عز و جل وَ لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُون.
البرهان: إن الله تعالى إذا بعث الخلائق يوم القيامة، نادى منادي ربنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم و كفرهم، فقال:
الله أكبر، الله أكبر؛ و مناد آخر ينادي: معاشر الخلائق ساعدوه على هذه المقالة؛ فأما الدهرية و المعطلة فيخرسون عن ذلك، و لا تنطق ألسنتهم، و يقولها سائر الناس من الخلائق، فيمتاز الدهرية و المعطلة من سائر الناس بالخرس.
ثم يقول المنادي: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فيقول الخلائق كلهم ذلك، إلا من كان يشرك بالله تعالى من المجوس و النصارى و عبدة الأوثان، فإنهم يخرسون فيتبينون بذلك من سائر الخلائق.
ثم يقول المنادي: اشهد أن محمدا رسول الله؛ فيقولها المسلمون أجمعون، و تخرس عنها اليهود و النصارى و سائر المشركين.
ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة: ألا فسوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة، فإذا النداء من قبل الله تعالى: لا، بل وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ.
يقول الملائكة- الذين قالوا: سوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة: لماذا يوقفون، يا ربنا؟
فإذا النداء من قبل الله تعالى: قفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب و آل محمد- يا عبادي و إمائي- إني أمرتهم مع الشهادة بمحمد بشهادة أخرى، فإن جاءوا بها يعطواثوابهم، و أكرموا مآبهم، و إن لم يأتوا بها، لم تنفعهم الشهادة لمحمد بالنبوة و لا لي بالربوبية، فمن جاء بها فهو من الفائزين، و من لم يأت بها فهو من الهالكين».
قال: «فمنهم من يقول: قد كنت لعلي بن أبي طالب بالولاية شاهدا، و لآل محمد محبا؛ و هو في ذلك كاذب، يظن أن كذبه ينجيه. فيقال له: سوف نستشهد على ذلك عليا. فتشهد أنت- يا أبا حسن- فتقول: الجنة لأوليائي شاهدة، و النار على أعدائي شاهدة؛ فمن كان منهم صادقا خرجت إليه رياح الجنة و نسيمها فاحتملته، فأوردته علالي الجنة و غرفها، و أحلته دار المقامة من فضل ربه، لا يمسه فيها نصب، و لا يمسه فيها لغوب، و من كان منهم كاذبا، جاءتهسموم النار و حميمها و ظلها الذي هو ثلاث شعب، لا ظليل و لا يغنى من اللهب فتحمله، فترفعه في الهواء، و تورده في نار جهنم.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): فلذلك أنت قسيم الجنة و النار، تقول لها: هذا لي، و هذا لك».
تعليق