بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم الابدي على اعدائهم اجعين من الان الى قيام يوم الدين اما بعدفقد قال الله تعالى في كتابه الكريمبسم الله الرحمن الرحيميَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)المائدةوقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيمفَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)المائدة وقال تعالىبسم الله الرحمن الرحيممِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)النساءنستنتج ان هناك اناس همهم وشغلهم الشاغل هو تحيرف الكلم عن مواضعه ؛فالنبحث عنهم من هولاء ؛هذا بحث موجز في اسطورة تحريف القرآن الكريم سيقسم البحث الى ثلاثة فصول وخاتمة الفصل الاول- المعنى اللغوي والاصطلاحي للتحريفالفصل الثاني- نماذج من روايات التحريف عند اهل السنة الفصل الثالث-شبهات وردودالخاتمة– النتيجةالفصل الاول التحريف لغة واصطلاحا فالتحريف لغةً حرف الشيء: طرفه وجانبه، وتحريفه: إمالته والعدول به عن موضعه إلى طرفٍ أو جانب. قال تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ))1. قال الزمخشري: "أي على طرفٍ من الدين لافي وسطه وقلبه، وهذا مثلٌ لكونهم على قلقٍ واضطرابٍ في دينهم، لاعلى سكونٍ وطمأنينة" 2 التحريف اصطلاحاًأمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة:منها: التحريف الترتيبي: أي نقل الآية من مكانها إلى مكان آخر، سواء كان هذا النقل بتوقيف أو باجتهاد، فلا خلاف في وقوعه، إذ كم من آية مكّية بين آيات مدنيّة، وبالعكس.ومنها: التحريف المعنوي، ويراد به حمل اللفظ على معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالاِجماع لقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): "من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار"3وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ"4وهذا المعنى منحدر عن الاَصل اللغوي لتحريف الكلام.ومنها: التحريف اللفظي، وهو على أقسام:منها:التحريف بالزيادة والنقصان، وهو على ثلاثة أنحاء:أ ـ تحريف الحروف أو الحركات، وهذا راجع إلى القراءات القرآنية، وهو باطل إلاَّ في ألفاظ قليلة كقراءة قوله تعالى](وَامْسَحُواْ بِرُؤُسِكُمْ وَأرْجُلَكُمْ))5بكسر لفظة الاَرجل ونصبها، وغيرها ممّا لم يخالف أُصول العربية وقراءة جمهور المسلمين، وورد به أثر صحيح.ب ـ تحريف الكلمات، وهو إمَّا أن يكون في أصل المصحف، وهو باطل بالاِجماع، وإمَّا أن تكون زيادة لغرض الاِيضاح لما عساه يشكل في فهم المراد من اللفظ، وهو جائز بالاتفاق.ج ـ تحريف الآيات أو السور، وهو باطل بالاِجماع. 1ـ التحريف بالزيادة: بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل، والتحريف بهذا المعنى باطلٌ بإجماع المسلمين، بل هو ممّا عُلِم بطلانه بالضرورة، لاَنّه يعني أنّ بعض مابين الدفّتين ليس من القرآن، ممّا ينافي آيات التحدّي والاعجاز، كقوله تعالى: ((قُل لئنِ اجتَمَعَتِ الاِنسُ والجِنُّ عَلَى أن يأتُوا بمِثْلِ هَذا القُرْآنِ لا يأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً))7. 2ـ التحريف بالنقص: بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لايشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن على الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض كلمةً أو آية أو سورة
الفصل الثانيونذكر روايات عند اهل السنة تبين ان القران حرف (عن عمر قال لولا ان يقول الناس ان عمر زاد في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي) (البخاري ج4 ص152و135 باب الشهادة عند الحاكم في ولاية القضاء..)ونقول : هذا يعني ان الخليفة عمر قائل بالنقص' لأن آية الرجم ليست في القرآن وهو لم يقل بنسخ التلاوة لأنه يريد ان يكتبها ولكن يخاف من قول الناس- ولذا نقل السيوطي عن صاحب البرهان للزركشي انه قال
ظاهره ان كتابتها جائزة وانما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج مايمنعه فاذا كانت جائزة لزم ان تكون ثابتة لأن هذا شأن المكتوب ) ( الاتقان الجزء 2 الصفحة 2وذكر احمد في مسنده باب لو ان لابن ادم واديان لابتغى....حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب................وفي مكان اخر من نفس الباب رواية للنبي صل الله عليه واله حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو عوانة ) عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب [ ش ( ولا يملأ جوف ابن لآدم إلا التراب ) معناه أنه لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره ( ويتوب الله على من تاب ) معناه أن الله يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات ] من الملاحظ ان مسلم شرح العبارات ممايدل على قبوله لها وعجيب ينقلها على انها اية ثم يقول إنها رواية فهل هنالك عبارة واضحة لكلمة يحرفون الكلم عن مواضعة اكثر وضوحا من هذه وينقل جلال الدين السيوطي في كتابةالإتقان في علوم القرآن وقال: حدثنا ابن أبى مريم عن نافع بن عمر الجمحي، حدثني ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآنالفصل الثالث شبهات وردودفي ذكر اهم الشبهة التي اعتمد عليها المخالفونالشبهةالاولى:ما وردة عن النبي صلى الله عليه وآله إذقال: " كل ماكان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة "(كمال الدين وتمام النعمة) الجواب:ان هذة الروايات هي روايات احاد لاتفيدعلما ولا عملا وعلى فرض صحة الرواية فان كثير من الحوادث كانت في الاقوام السالفة ولم تكن قد حصلت في زمن النبي ص كعبادة العجل وغرق فرعون وموت هارون قبل موسى وهذا ادل دليل على ارادة الرواية على بعض الوجوه وكان حمل قول النبي كل شيء من هذا النوع حاصل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــالشبهةالثانية: ان عليا كان له مصحف غير المصحف الموجود الذي بأيدي المسلمينكما في رواية احتجاج امير المؤمنين ع على المهاجرين والانصار انه قال:ياطلحة ان كل اية انزلها الله تعالى على محمد ص عندي باملاء رسول الله ص وخط يدي وتاويل كل اية انزلها الله تعالى على محمد ص وكل حلال او حرام او حدا او حكما اوشيء تحتاج الية الامة... الجواب: ان تلك الزيادات كانت بعنوان التفسير والتاويل وما يؤل الية الكلام من قبيل المصاحف المفسرة ،على ان هذه الشبهة مبتنية على ان المراد من التنزيل والتاويل هوالقران على ما اصطلح عليه المتاخرونــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــالشبهة الثالثة:ان كثير من الروايات قد دلت على ان بعض اسماء المعصومين قد ذكرت في القران والروايات كثيرة جدا في هذا المجال كما في الكافي والعياشيونكتفي بذكر رواية واحدة على ان باقي الروايات مظمونها واحد في هذة الشبهةعن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن جابر، قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمد هكذا: * (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله) الجواب:ان هذا محمول على نحوالتفسير وليس من القران واذا لم يتم هذا الحمل لابد من طرح هذةالروايات ولو صحت الروايه على ظاهرها لتداول ذكرها في ايدي المسلمين وكما قال الله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)فبمقتضى هذة الاية كان من المفترض بقائها الى يومنا هذا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الخاتمة القران الكريم ووفق ما تقدم لم يحرف الا من قبل اشخاص معرفين بالتأريخ وقد مر ذكرهموالحمد لله رب العالمين

(2)الكشاف 3: 146. (3)التبيان للطوسي 1: 24، الاِتقان للسيوطي 4: 210. (4)التبيان للطوسي 1: 4. (5)المائدة 5: 6. (6)توجد أنحاء أُخر من التحريف راجعة ـ بشكل أو بآخر ـ إلى ما ذكرناه. أُنظر: البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي: 215. (7) لإسراء 17: 88