إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ؟ فمن هم؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ؟ فمن هم؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيد الكائنات الروح الأمين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
    اما بعد: فإنه لازال الكلام في تفسير الآيات الاولى من سورة البقرة:
    س ماهو الإيمان بالأنبياء(عليهم السلام)؟
    الخاصية الرابعة للمتّقين الإيمان بجميع الأنبياء وبرسالاتهم الإِلهية (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) وفي هذا التعبير القرآني إشارة إلى أن المتقين يؤمنون بتوافق دعوة الأنبياء في المباديء والأُسس بأنهم جميعاً هداة البشرية نحو صراط مستقيم واحد أحدهم يكمل الشوط الذي قطعه سلفه في قيادة البشرية نحو كمالها المرسوم ويؤمنون بأن الأديان الإلهية ليست وسيلة للتفرقة والنفاق بل على العكس وسيلة للإرتباط وعامل للشّدّ بين أبناء البشر والاشخاص الذين يحملون مثل هذه الرّؤية ومثل هذا الإدراك يسعون تطهير أرواحهم من التعصّب ويؤمنون بما جاء به جميع الأنبياء لهداية البشر وتكاملهم ويحترمون كل دعاة وهداة طريق التوحيد والإيمان برسالات الأنبياء السابقين لا يمنع طبعاً من انتهاج رسالة خاتم الأنبياء في الفكر والعمل لأن هذه الرّسالة هي آخر حلقة من السلسلة التكاملية للأديان وعدم انتهاجها يعني التخلف عن المسيرة التكاملية للبشرية.
    س ماهو الإيمان بيوم القيامة؟
    ج آخر صفة في هذه السلسلة من الصفات التي قررها القرآن للمتقين (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) هي إنهم يوقنون بأن الإنسان لم يخلق هملا وعبثاً فالخليقة عينت للكائن البشري مسيرة تكاملية لا تنتهي إطلاقاً بموته إذ لو كان الموت نهاية المسير لكانت حياة الإنسان عبثاً لا طائل تحته والمتّقون يقرّون بأن عدالة الله المطلقة تنتظر الجميع ولا شيء من أعمال البشر في هذه الدنيا يبقى بدون جزاء وهذا اللون من التفكير يبعث في نفس حامله الهدوء والسكينة ويجعله يتحمل أعباء المسؤولية ومشاقها بصدر رحب ويقف أمام الحوادث كالطود الأشمّ ويرفض الخضوع للظلم وهذا التفكير يملأ الإنسان ثقة بأن الأعمال صالحها وطالحها لها جزاء وعقاب وبأنه ينتقل بعد الموت إلى عالم أرحب خال من كل ألوان الظلم يتمتع فيه برحمة الله الواسعة وألطافه الغزيرة
    والإيمان بالآخرة يعني شقّ حاجز عالم المادة والدخول إلى عالم أسمى ويعني أن عالمنا هذا مزرعة لذلك العالم الأسمى ومدرسة إعدادية له وأنّ الحياة في هذا العالم ليست هدفاً نهائيّاً بل تمهيد وإعداد للعالم الآخر والحياة في هذا العالم شبيهة بحياة المرحلة الجنينية فهي ليست هدفاً لخلقة الإنسان بل مرحلة تكاملية من أجل حياة اُخرى وما لم يولد هذا الجنين سالماً خالياً من العيوب لا يستطيع أن يعيش سعيداً في الحياة التالية والإيمان بيوم القيامة له أثر عميق في تربية الإنسان يهبه الشجاعة والشهامة لأن أسمى وسام يتقلده الإنسان في هذا العالم هو وسام «الشهادة» على طريق الهدف المقدس الإلهي والشهادة أحبّ شيء للإنسان المؤمن وبداية لسعادته الأبديّة والإيمان بيوم القيامة يصون الإنسان من ارتكاب الذّنوب بعبارة اُخرى: يتناسب ارتكابنا للذنوب مع إيماننا بالله واليوم الآخر تناسباً عكسياً فكلما قوي الإيمان قلت الذنوب يقول الله سبحانه لنبيّه داود: (وَلاَ تَتَّبعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِ) ونسيان يوم الحساب أساس كل طغيان وظلم وذنب وبالتالي أساس استحقاق العذاب الشديد وهذه الآيه الآخيرة آية في هذا البحث تشير إلى النتيجة التي يتلقاها المؤمنون المتصفون بالصفات الخمس المذكورة، تقول: (أُوْلئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقد ضمن ربّ العالمين لهؤلاء هدايتهم وفلاحهم وعبارة (مِنْ رَبِّهِمْ)إشارة إلى هذه الحقيقة واستعمال حرف (على) في عبارة (عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) يوحي بأن الهداية الإلهية مثل سفينة يركبها هؤلاء المتقون لتوصلهم إلى السعادة والفلاح لأن حرف (على) يوحي غالباً معنى الإستعلاء واستعمال كلمة «هدى» في حالة نكرة يشير إلى عظمة الهداية التي شملهم الله بها وتعبير (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) يفيد الإنحصار كما يذكر علماء البلاغة أي إنّ الطريق الوحيد للفلاح هو طريق هؤلاء المفلحين.


  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد صلاة باقية دائمة ما دامت أنوار وجهك الباقي
    بارك الله بكم سيدنا
    موضوع راقي

    نسألكم الدعاء

    تعليق

    يعمل...
    X