بسم الله الرحمن الرحيم
قول المصنف: ولانتفاء الاولويةاحتمل الشارح في معنى كلام المصنف احتمالين:
- اقامة دليل ثان على امتناع قيام الفناء بالجوهر.
- اقامة دليل ثان على انتفاء الفناء.
واحتما الشارح هذين الاحتمالين لتردده في اعتبار الفناء عرضا او جوهرا فان اعتبرناه عرضا كان كلام المصنف دليلا ثانيا على امتناع قيام الفناء بالجوهر، وان اعتبرناه جوهرا صار كلام المصنف (لانتفاء الاولوية) دليلا ثانيا على انتفاء الفناء.
واليك تقرير كلامه (قده) :
الفناء هو اما عرض او جوهر فان كان عرضا حالا فب موضوع اي ان الفناء عرض يحل في العالم كما يحل اللون على الجسم فصار انتفاء الفناء (العرض) اولى من انتفاء المحل (العالم) اذ ان العالم موجود اصلا والفناء (العرض) بعد لم يوجد فعدم ايجاده اسهل من افناء الموجود (العالم) فيصير الفناء (العرض) اولى بالانعدام من العالم او قل على الاقل لا اولوية له على العالم.
فيكون معنى كلام المصنف (لانتفاء الاولوية) معناه:
لانتفاء اولوية بقاء الفناء على بقاء العالم.او قل لانتفاء اولوية فناء العالم على فناء الفناء. فكلا التعبيرين صحيح وبمعنى واحد.
بل في الحقيقة ان بقاء العالم اولى من بقاء الفناء وذلك لان العالم موجود اصلا بخلاف الفناء الذي سيوجد بعد ذلك ومنع دخول الضد في الوجود اولى اعدام الموجود لان الاول بعد لم يوجد فسد باب تحققه وايجاده اسهل من اعدام الموجود.
وعليه فيكون الكلام المتقدم دليلا ثانيا على امتناع قيام الفناء بالجوهر.
هذا كله اذا كان الفناء عرضا اما اذا كان جوهرا فايضا نقول:
عدم اولوية اعدام العالم على بقاء الفناء لانهما حسب الفرض كلاهما جوهر فلا اولوية. بل قد يقال ان الاولوية هي لبقاء العالم وانعدام الفناء بحسب التقرير السابق وهو ان سد باب الوجود على شئ لم يوجد بعد اسهل من اعدام الموجود.
وعليه فيكون هذا الدليل دليلا ثانيا على امتناع الفناء.