بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وصايا عامة
1-أختي المؤمنة: إن الله تعالى وهبنا نعماً كثيرة لا تعد ولا تحصى ومنها نعمة السمع والبصر ، فلا تستمعي للغناء والموسيقى أو الغيبة والنميمة وغيرها من الفواحش ، ولا تنظري الى ما لا يحل النظر اليه كالمسلسلات التي تروج للفساد والإباحة ، فإنه تعالى قادر على سلب هاتين النعمتين متى شاء ، ومن الجحود أن نُسَخّر نعمه تعالى لنعصيه بها فنستحق غضبه والنار ، وقد سخرها لنا لننال بها رضاه والجنة .
2- التبرج بالزينة والسفور عن المفاتن أمام الرجال الأجانب كلها أمور نهى الله تعالى عنها .
3-أختي الفاضلة : أنت تعلمين أن الأجهزة الحديثة هي سلاح ذو حدين فيها ما ينفعنا وفيها ما يضرنا فأرجوا أن تراعي حدود الله تعالى عند دخولك على مواقع الإنترنت ، فهناك مواقع فيها رضا الله سبحانه وتعالى تفيدك وترفع مستواكِ الفكري والعقائدي ، وهناك مواقع فاسدة تلوث فطرتك السليمة وتبعدكِ عن الله تعالى .
4- هاتفك النقال ليس فقط للتواصل مع الآخرين ،بل اجعليه وسيلة للتواصل مع الله تعالى بوضع سور من القرءان الكريم والأدعية وغيرها من الأمور التي لا إشكال فيها شرعا .
5- تفقهي في دينك من خلال الإلتحاق بالحوزات العلمية أو الإطلاع على الرسالة العملية للمرجع الواجب عليك تقليده لكي تفهمي المسائل الشرعية وخاصة المسائل التي يبتلى بها المكلف عادة كمسائل الشك والسهو والتي يجب تعلم أحكامها ، إلا إذا أحرزتِ – تيقنتِ – من نفسكِ عدم الإبتلاء بها .
أيتها الجوهرة الثمينة
هذه ليست كل الوصايا وكما ذكرت لك انها مختصرة ، فقد كتبت لكل عنوان خمس وصايا تيمناً بالخمسة أصحاب الكساء صلوات الله تعالى عليهم أجمعين ، ولكن ذكاءكِ وحرصكِ سيرشدكِ لأكثر من ذلك لكي ترضى عنكِ مولاتكِ الزهراء عليها السلام والتي رضاها رضا الله سبحانه وتعالى ، ولتحصني نفسكِ من ضعاف النفوس عندما تخرجين الى ميادين الحياة العامة ، لأن لك دوراً مهماً وفعالاً لا يستهان به في بناء الأسرة والمجتمع والعمل لنصرة إمام زمانك عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ولكي تنجحي في ذلك عليكِ بتقوية شخصيتكِ الإسلامية حتى تقفي بصلابة أمام مغريات العصر من تبرج وسفور وانحراف وانحطاط خلقي وتهاون بأحكام الشريعة المقدسة وكل ما يجعل المرأة فريسة لأصحاب النفوس الضعيفة .
وخير دليل وقدوة على ان المرأة لا يتوقف دورها على بناء الأسرة فقط هو ما قامت به سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، فقد خرجت لنصرة إمام زمانها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مطالبة بحقه الشرعي في الخلافة وحقها الشرعي في أرض فدك ولم يكن ذلك حبا للسيادة أو الجاه والمال وإنما أرادت أن تبين للأمة الظلم الذي وقع عليهم والتبديل والإنقلاب على الأعقاب بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد دخلت على القوم بهيبة ووقار وألقت خطبتها الفدكية المباركة التي بقيت خالدة على مر العصور ، وكذلك ابنتها السيدة زينب عليها السلام حينما وقفت بوجه الطغاة والظالمين بعد واقعة الطف الأليمة وأخزتهم في مجالسهم وأخرستهم بفصاحة لسانها وقوة بيانها موضحة حقيقة النهضة الحسينية الخالدة التي أرادوا أن يطمسوها بدعاياتهم المضللة الكاذبة ، فكانت عليها السلام مثالاً للصبر والشجاعة والعفة والحياء . فلنكن فاطميات زينبيات ولنجاهد النفس أولاً ثم نسعى بكل طاقاتنا لإصلاح النفوس والتمهيد لظهور إمام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف لكي نحظى برضا الله تعالى .
......................
إلهي أنت كما نحب فاجعلنا كما تحب ، واشغلنا بنور وجهك عن كل وجه ، واجعل ولَهَنا فيك ولك إنك منتهى شوق المحبين ...
اللهم تقبل مني هذا القليل بكرمك ...
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا وتاج رؤوسنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
تعليق