بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة الرابعة: في وجوب المعاد الجسمانيقال: ووجوب ايفاء الوعد والحكمة يقتضي وجوب البعث والضرورة قاضية بوجوب الجسماني من دين النبي صلى الله عليه واله مع امكانه.
اختلف الناس في المعاد الجسماني على طوائف شتى نذكر منها اربع:
- الطبيعيون والدهريون من الفلاسفة واصحاب التناسخ وهؤلاء انكروا اصل المعاد مطلقا اي الجسماني وغيره.
- الفلاسفة الالهيون القائلون بالمعاد الروحاني فقط دون الجسماني يعني بقاء النفس الناطقة مبتهجة بعقلها وصفاتها الفاضلة الحسنة او معذبة .
- اكثر المتكلمين وقد ذهبوا الى حصر المعاد بالجسماني.
- اكثر المحققين والذين قالوا بالمعاد الجسماني والروحاني.
واستدل المصنف على وجود المعاد مطلقا بغض النظر عن كونه جسمانيا او روحانيا او كلاهما معا بوجهين:
الدليل الاول:
ان الله تعالى قد اوعد المحسن بالثواب وتوعد المسئ بالعقاب فلو لم يكن هناك معاد لزم ان يكون قد اخلف وعده وهو قبيح عند العقلاء والله تعالى لا يفعل القبيح.
يلاحظ على هذا الدليل انه سيأتي من المصنف جواز ايصال الثواب والعقاب في هذه الحياة وعليه فلا يجب المعاد ولا يلزم مخالفة الله تعالى وعده ووعيده.
ثم ان القبيح هو خصوص مخالفة الوعد اما الوعيد فانه ليس قبيحا.
الدليل الثاني:
ان الله تعالى قد كلف العباد وهذا يستلزم الثواب والا كان التكليف ظلما وايضا عرض الانسان لمختلف ضروب البلايا والالام وهذا يقتضي العوض والثواب والعوض يصلان الانسان في الاخرة لا في الدنيا فوجب ان يكون هناك معادا لايصال الثواب والعوض للناس.
ويرد عليه ما ورد على الدليل الاول.
الدليل السمعي على المعاد:
بعد ان ذكر دليل العقل على المعاد بين ثبوت ذلك عن طريق السمع ايضا وخلاصة دليله :
ان المعاد ممكن وغير ممتنع لذاته وقد ورد كثيرا في النقل قرانا وسنة فيجب اذن القول به.