إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح باب المعاد من كتاب التجريد الدرس التاسع عشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح باب المعاد من كتاب التجريد الدرس التاسع عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يستمر الكلام في بيان بعض الشبهات الواردة على المعاد الجسماني وهنا ذكر المصنف شبهتان :
    الشبهة الاولى: شبهة الاكل والمأكول وملخص الشبهة:
    لو ان انسانا اكل اخر وانبنى جسم الاخر علىه كما لو اكل يده فان اعيدت الاجزاء الى الاول نقص جسم الثاني وحُشر ناقصا وان اعيد الى الثاني نقص جسم الاول وحُشر ناقصا.
    الشبهة الثانية:
    ان الله تعالى اما يعيد جميع اجزاء البدن الحاصلة من اول العمر الى اخره او انه تعالى يعيد فقط القدر الحاصل قبل الموت والقسمان باطلان:
    اما الاول فذكر لبطلانه وجهين:
    الوجه الاول: لان اعادة جميع اجزاء البدن الحاصلة من اول العمر الى اخره يلزم عظم حجم الانسان جدا لان جسم الانسان مستمر في التحلل والتجدد .
    والوجه الثاني: لان اجزاء الانسان تتحلل وقد يحصل منها غذاء يتغذى عليه نفس الانسان فتصير اجزاء لعضو اخر كما لو كانت الاجزاء المتحللة اجزاء من اليد مثلا ثم صارت بعد ان اكلها نفس الانسان اجزاء من القدم .
    فان اعيدت اجزاء كل عضو الى عضوه لزم جعل الاجزاء المتحللة جزء من عضوين وهو محال لان هذه الاجزاء هي اجسام والجسم لا يكون في محلين في ذات الوقت .
    هذا كله اذا اعاد الله تعالى جميع البدن اما اذا اعيد القدر الحاصل قبل الموت فبطلان كالتالي:
    ان الانسان قد يكون عاصيا في اجزاء جسمه التي مضت وتحللت ولكنه اطاع الله تعالى قبل وفاته فان اعيدت الاجزاء التي له قبل الوفاة وعاقبه الله تعالى على معصيته لزم تعذيب الاجزاء التي لم يعص بها بل اطاع ؟
    والجواب عن الشبهتين واحد:
    وهو ان حقيقة الانسان هي اجزاء اصلية لا يتطرق اليها الزيادة او النقصان اي لا تتحلل ومن ثم فهي لا يمكن ان كون جزء من انسان اخر او من عضو اخر فحتى لو اكلها الانسان فانها لا تصير من اجزائه الاصلية التي سوف تُعاد بل تكون من اجزائه الغير اصلية وهي ما عبر عنه المصنف بالفواضل وبالتالي فانها ستعود الى صاحبها يوم القيامة .
    وفي الحقيقة انهذه الشبهة مبنية على ان حقيقة الانسان هو هذا البدن المشاهد وهو ما اختاره ابو علي وابنه ابو هاشم الجبائيان وهي النظرية الاولى من النظريات التي ذكرناها في حقيقة الانسان.
    ونحن نقول حتى لو كانت حقيقة الانسان هي هذا البدن المشاهد فانه يمكن حل الشبهة بما ورد عن اهل البيت عليهم السلام فعن صادق اهل البيت عليهم السلام في حديث طويل نقتطع منه محل الشاهد:
    قال الزنديق: وانى له بالبعث والبدن قد بُلي والاعضاء قد تمزقت فعضو في بلدة تاكلها سباعها وعضو في اخرى تمزقه هوامها وعضو قد صار ترابا بني به مع الطين حائط؟
    قال الصادق عليه السلام: ان الذي انشأه من غير شئ وصوره على غير مثال كان سبق لقادر ان يعيده كما بدأه .
    قال الزنديق: اوضح لي ذلك؟
    قال عليه السلام: ان الروح مقيمة في مكانها روح المؤمن في ضياء وفسحة وروح المسئ في ضيق وظلمه والبدن يصير ترابا كما منه خلق وما تقذف به السباع والهوام من اجوافها مما اكلته ومزقته كل ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الارض ويعلم عدد الاشياء ووزنها وان تراب الروحانيين بمنزلة الذهب من التراب فاذا كان حين البعث مطرت الارض مطر النشور فتربو الارض ثم تمخض مخض السقاء فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب اذا غسل بالماء والزبد من اللبن اذا مخض فيجتمع تراب كل قالب الى قالبه فينتقل باذن القادر الى حيث الروح فتعود الصورة باذن المصور كهيئتها وتلج الروح فيها فاذا استوى لا ينكر من نفسه شئ.
    وخلاصة كلام الامام عليه السلام:
    ان الروح تنتقل فروح المؤمن في ضياء وسعة وروح الكافر في ضيق وظلمة والجسم يتحلل لكن كل جزء يعلم الله تعالى محله وحتى لو صار ترابا ثم غذاء فانه يعود الى التراب والله تعالى يعلم كل ذرة منه والنتيجة ان الانسان حتى لو اكل انسانا اخر فانه سيعيده الى التراب ولا تكون اجزاء المأكول جزءً من اجزائه الاصلية وبالتالي فاما ان تكون من اجزائه الغير اصلية او يخرج منه وبالتالي سيرجع الى التراب فان اعاده الله تعالى فان هذا التراب يعود لصاحبه المأكول.
يعمل...
X