
ومن خطبة للإمام علي عليه السلام : بعد حرب الجمل في ذم النساء :
معاشر الناس إن النساء نواقص الايمان نواقص الحظوظ نواقص العقول .
فأما نقصان إيمانهن : فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن .
وأما نقصان حظوظهن : فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال .
وأما نقصان عقولهن : فشهادة امرأتين كشهادة الرجل الواحد .
فاتقوا شرار النساء . وكونوا من خيارهن على حذر ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر
لقد وصفوا كلام الإمام علي عليه السلام إنه كلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق بأستثناء قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
وإن الذي يقرأ هذه الكلمات يفهم أنه عليه السلام يذم مخلوق من مخلوقات الله تعالى وهي المرأة التي طالما أوصى الله تعالى بها ، وحث على مداراتها وتوقيرها وأحترامها ، والدليل على ذلك خصها بأنزال سورة في كتابه الحكيم القرآن الكريم وبأسمها ( سورة النساء ) ليبين شأنها ومكانتها وبين مالها وماعليها ، ولو لاحظنا أنه تعالى لم ينزل سورة خاصة بالرجال وأنه تعالى ذكر آيات أخرى حول الرجال ونرى المرأة أيضاً قاسمت الرجل فيها كقوله تعالى (( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وشعوباً وقبائا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) وقوله تعالى (( المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..) فنلاحظ إنه تعالى وإن خلق هيئة المرأة تختلف عن هيئة الرجل في الشكل والطباع والتصرفات لكنهم يشتركون بالعبادات والطاعات وسائر العبادات الأخرى .
ولطالما أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحث على الأهتمام بها وعدم إيذاءها فكان يوصي الرجال ويقول لهم " لاتضربوهن ولاتصيحوا في وجوههن لأنهن كالأسارى عند الرجال وهذا لايعني ان المرأة تعصي الرجل وتستهتر بحقوقه بهذه الحجة ))
فهل من المعقول ان يخالف الإمام علي عليه السلام الله ورسوله النساء
طبعاً كلا وحاشاه .
متى قال الإمام علي هذا الكلام ؟
قاله بعد أنتهاء حرب الجمل وكانت تللك الواقعة التي حصدت فيها رقاب رجال كثيرة وسالت الدماء بسبب امرأة جالسة في محملها الجمل وتعطي الأوامر بعدم وقف الحرب حتى قتل علي إبن أبي طالب وهي عالمة بإنه إمام زمانها ويجوز الخروج عليه وكان قادة جيشها طلحة والزبير ألا وهي عائشة بنت أبي بكر،
ولم تنتهي الحرب إلا بعد امر من الإمام علي عليه السلام بقتل الجمل وأنكشف المستور
فكان الكلام الذي صدر من الإمام بسببها هي والنسوة اللواتي كن معها .
فما معنى كلامه عليه السلام ؟
لوبحثنا ودققنا في كلامه عليه السلام نجده واقعي وإنها حالات فعلاً موجودة في المرأة ولاتعبر عن أي ذم أو إهانة لها ، كم يتصور البعض ويشنع بالنساء بتريده هذه الكلمات لفهمه الخاطىء لها .
فلنشرع لتوضيح كلماته عليه السلام
مدخل :
بين الامام علي عليه السلام واقع موضوعي تعيشه المرأة ويجعلها أقل مسؤولية من الرجل .ويريد أن يبين مايريده الشرع لها وماأوجب عليها وأنها أسباب خارجة عن أرادتها ويتمكن أي أحد التحكم فيها إلا الله تعالى ولو دققنا بكلامه لوجدناه كله عطف وحنا أتجاه المرأة لاذم وتحقير .
1 - فقوله عليه السلام : فأما نقصان إيمانهن :فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن .....
بما أن الصلاة والصيام فرعان رئيسيان وبدونهما ينقص ايمان العبد ولايقبل منه أي عمل مالم يؤديهما ، وأن أداؤهما وقبولهما مشروط بالطهارة أولاً.
وثانياً : بالنسبة للصلاة بالإضافة للطهارة مشروط قبولها التوجه والخشوع والأستقامة والتركيزعلى مايقرله المكلف أثناء قراءة السورة والأذكار وعدم الأنشغال بأمور أخرى ، فالمرأة في فترة الحيض تكون في حالة خارجة عن أرداتها ولاتتمكن أن تتحكم بسيطرتها على نفسها من ناحية التركيز والطهارة والتوجه لما تعانيه في تلك الفترة من ألم جسدي وتعب والآلام وغيرها من الأعراض والحالات المزاجية والعصبية فلاتتمكن من الأتيان بلصلاة المطلوبة منها التامة الشروط .
أما من ناحية الصيام :
فإن المرأة في فترة الحيض تفقد الكثير من الدماء ويكون الرحم في حالة عمل مستمر فتحتاج المرأة إلى الطعام لتعوض ماتفقده من الدماء لكي لاتصاب بضرر وضعف وأمراض أخرى كفقر الدم ، وتحتاج المرأة أيضاً تناول العقاقير والأقراص المهدئة للألم والصيام مشروط قبوله بصحة المكلف أي لايكون مريضاً ، وأن لايضره الصيام ، وعدم تناول الأطعمة والأشربة ,
ولهذه الحالة غين الشارع المقدس على المرأة الأفطار والأتيان به في وقت لاحق دون الصلاة .
**************
2- و قوله عليه السلام وأما نقصان حظوظهن : فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال
نسبة للعاطفة التي تغلب على عقل المرأة وتسيطر عليها فتتصرف وفق عاطفتها ،وهذا يكون عندها أكثر مما يكون عند الرجل حيث إنه يتصرف بعقله ورزانته
فتحكم المرأة على الشيء بعاطفتها لابعقلها وهذه العاطفة تجعل المرأة لاتمكن من مشاهده مناظر القتل والدماء فعند الشهادة لايعتمد على إمرأة واحدة وإنما أوجب الشارع شهادة أمرأتين ورجل حتى إذا نست الأولى ذكرتها الثانية.
وإلا هناك مواضع لاتجوز شهادة الرجل ولايؤخذ بها والمطلوب شهادة المرأة وذلك عند أثبات نسب الطفل من أباه ، وعند الطلاق فهي أعرف بطهرها من حيضها .
والله تعالى قد حكم على المرأة بهذه الأمور قبل الإمام علي عليه السلام ،
والرسول كذلك مرَّ على نسوة فوقف عليهن قال صلى الله عليه وآله { يامعاشر النساء مارأيت نواقص عقول ودين أذهب بعقول ذوي الألباب منكن ،إني رأيت أنكن أكثر أهل النارعذابا متقربن إلى الله ماأستطعتن ،
فقالت إمرأة منهن يارسول الله مانقصان ديننا وعقولنا ؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
أما نقصان دينكن فالحيض الذي يصيبكن فتمكث أحداكن ماشاء الله لاتصلي ولاتصوم ، وأما نقصان عقولكن فشهادتكن شهادة المرأة شهادة الرجل .
****************
3- أما قوله عليه السلام:وأما نقصان حظوظهن : فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال
أي أن نصيب المرأة الواحدة من إرث ابيها حصة واحدة وللرجل أخيها حصتين وهذا تطبيقا لقوله تعالى (( للذكر مثل حظ الأنثيين))لإن الرجل عليه نفقة العيال والزوجة وإن كانت متمكنة وغنية ، فتكون مسؤولية الإنفاق على الرجل حتى لوكان فقيراً ‘ إلا إذا كان تعاون ورضاً بينهما وبنفسٍ راضيةٍ من قبل المرأة ،
بشرط ألا تعير زوجها وتشهر به وتهين كرامته وإلا بذلك أرتكبت أثماً لاأجراً .
والسبب الثاني الرجل عليه تكليف عظيم جداً وهو الجهاد فإنه يخرج للقتال فيكون غير قادر العمل والكسب فيحتاج المال أكثر من المرأة .
والسبب الثالث: عليه دفع المهر للمرأة عند الزواج وغير ذلك من رعاية الأبوين والأخوة مثلاً وغيرها من أحتياجات الحياة .
وقوله عليه السلام : فاتقوا شرار النساء.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أخبركم بشرار نساءكم ؟
قالوا بلى يارسول الله أخبرنا .
فقال صلى الله عليه وآله :
شر نساءكم الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها ، العقيم الحقود ، لاتتورع عن قبيح ، المتبرجة إذا غاب عنها زوجها ، الحصان معه إذا حضر ، التي لاتسمع قوله ولاتطيع أمره ، فإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها ، ولاتقبل له عذر ولاتغفر له ذنباً ).
***********
وقوله عليه السلام : وكونوا من خيارهن على حذر
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أخبركم بخيرنساءكم ؟
قالوا : بلى يارسول الله أخبرنا .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
إن من خير نساءكم الولود الودود الستيرة العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها ، الحصان مع غيره ، التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ماأراد منها ... .
وأما قوله عليه السلام : ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر.
يقول عليه السلام : كل أمرءٍ تديره أمرأة فهو ملعون .
وقال أيضاً سلام الله عليه : في خلافهن البركة .
وكان صلى الله عليه وآله وسلم : إذا أراد الحرب دعى نساءة فآستشارهن ثم خالفهن ، لأن رأي النساء فيه نقص .
وقال صلى الله عليه وآله : أكثروا لهن من لا ، فإن نعم يُغريهُّنَّ(أي تبطش المرأة وتتكبر ).
فإذن كلامه عليه السلام لاإهانة ولا مذم للمرأة بل تبيين لصفات في المرأة لالتتمكن من التحكم بها ، وماشرعه الله تعالى لها وعدم أخذ رأيها في أمور حساسة كما حدث للزبير وطلحة وعائشة .
والحمد لله ربِّ العالمين
تعليق