إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موضوع الأخ الفاضل m-ali "لا إمامة إلا بنص"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موضوع الأخ الفاضل m-ali "لا إمامة إلا بنص"




    بسم الله الرحمن الرحيــــــــم


    وصلى الله على صفوته من خلقه محمد واله الطاهرين








    ماكتبه الأخ الفاضل m-ali :



    لا إمامة إلا بنص
    المقدمة


    ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) .
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، الذين اصطفاهم الله لنفسه ، وأودعهم سره ، وفضلهم على خلقه ، وأمرنا بطاعتهم ، اللهم صلِّ على خاتم النبيين محمد وآله الذين لا يقاس بفضلهم ومنزلتهم أحد .
    ولك الحمد على ما ألهمتني من شكرك ، وارشدتني إليك من ذكرك ، ولك الحمد على أيسر ما كلفتني من طاعتك ، وأوفر ما أنعمت علي من نعمتك ، اللهم لك الحمد حمداً كثيراً ، لا يحصى له عدد ، ولا ينتهي له أمد .
    اللهم اتمم نعمتك علينا برضاك عنا ، وبإستجابة الدعاء وقبول الاعمال ، وشفاء المرضى ، وقضاء الحوائج ، والستر في الدنيا والآخرة ، وقضاء الدين ، وبسط الارزاق.
    بعد التوكل على الله الواحد الاحد الفرد الصمد ، الذي أنار الكون بنوره ، وأفاض على العباد بفيض رحمته ...
    نتناول في بحثنا هذا /// لا إمامة إلا بنص \ ؛ منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بدأ النقاش عن الامامة ومن يستخلفه النبي بل منذ الايام الاولى للدعوة الاسلامية ، واصبحت قضية الامامة من المواضيع الاكثر جدلاً ، فدائماً تجدها على طاولة النقاش ، وقد حاول علمائنا المتأخرون اثبات نص الامام ، وتقديم الأدلة المقنعة والمعززة بالسند الصحيح والصادرة عن الرسول (ص وآله) ، أمثال الإرشاد والغدير وعبقات الأنوار والمراجعات وغيرها الكثير .
    من هنا احاول ان اسلط الضوء على حيثيات الامامة ، وما جاء فيها من نصوص ، بشكل مقنع للقارىء وبالمصادر ...


    تمهـيــد

    لنتعرف مِنْ الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام وهو يصف الإمامة وصفاً شرعياً دقيقاً ، وسنذكر بعضاً منه:
    قال عليه السلام: // إن الإمامة هي منزلة الانبياء ، وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله ، وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله ، ومقام أمير المؤمنين عليه السلام ، وميراث الحسن والحسين عليهما السلام . إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعزّ المؤمنين . إن الإمامة اُس الإسلام النّامي وفرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وتوفير الفيء ، والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف.
    الإمام يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذبّ عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة //.[1]
    وقبل الخوض بمفهوم الإمامة اود ان أطرح هذا التساؤل والذي طالما تجده مطروح على طاولات النقاش ...

    السؤال:
    هل أن القرآن الكريم أعطى رؤية وأطروحة ونظرية عن الإمامة ؟

    اذا أردنا أن نتعرف على القرآن الكريم وهو دستور إلهي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }[2] نجده مليء بالمفاهيم العبادية والعقدية والاجتماعية والفلكية ، قال تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ }[3] ، وقوله تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }[4] وغيرها من الآيات الدالة على ان الكتاب الكريم فيه تبيان لكل شيء ؛ وعلى سبيل المثال ، لو طلب منا احد التعرف على مفهوم التوحيد فنستطيع أن نبحث عن رؤية القرآن في التوحيد: قال تعالى: { وإلهُكُم إلهٌ واحدٌ لا إله إلاّ هُوَ الرحمنُ الرحيم }[5] ، وقال تعالى: { اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ الحيُّ القيّومُ لا تأخُذُهُ سِنَةٌ و لا نومٌ لهُ ما في السمواتِ وما في الأرضِ ... }[6] ، قال تعالى: { هُو اللهُ الذي لا إلهَ إلاّ هُوَ عالِمُ الغيبِ و الشهادةِ هُوَ الرحمنُ الرحيمُ }[7] وغيرها الكثير من الآيات ، أو طرح سؤال عن النبوة فنستطيع ان نذهب الى الآيات الخاصة

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (الكافي ج1 ص200).
    [2] (فصلت: 42).
    [3] )النحل: 89).
    [4] (الانعام: 38)
    [5] (البقرة: 163).
    [6] (البقرة: 255).
    [7] (الحشر: 22).

    بالنبوة ونتعرف عليها قال تعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط }[1] ، قال تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }[2]..او طرح سؤال حول الجنة والنار فنذهب الى تلك الآيات: { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[3] ، قال تعالى: { قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[4] ، الى غير ذلك ، أريد أن اسأل أو أتكلم عن الامامة وأجيب عن السؤال اعلاه هل أن القرآن الكريم أعطى رؤية أو أعطى نظرية ، او بيّن شروط ومسؤولية الامامة واعتنى بها أو لم يعتنِ بهذه المفردة كما يحاول الطرف الآخر أن يتهم أتباع مدرسة أهل البيت أن الإمامة لم تطرح في القرآن الكريم.
    وبعد هذا التمهيد اتمنى من العلي القدير ان يوفقنا بتقديم ما هو افضل للقارئ العزيز ، وما هو مفيد ، انك على كل شيءٍ قدير ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.




















    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    [1] (الحديد: 25).
    [2] (الأحزاب : ٤٠).
    [3] (البقرة: 25).
    [4] (البقرة 126).
    الامام لغةً :

    جاء في معجم مقايس اللغة ؛
    الامام: كلُّ من اقتُدي به وقُدِّم في الامور. والنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم إمام الأئمة ، والخليفة إِمام الرعية ، والقرآن إِمام المسلمين ، قال الأعشى: يقال للخيط الذي يقوَّمُ عليه البناء إِمام. قال الخليل: الأمام القدَّام ، يقول صدرك أمامُك ، رَفَعَ لأنه جعله اسماً. ويقول أَخوك أَمامك نصب لأنه في حال صفة ، يعني به ما بين يديه.
    وقال الأصمعيُّ: (( أمَامَها لقِيتْ أمَةٌ عملَهَا )) أي حيثما توجهت وجدت عملاً. ويقولون: (( أمامك ترى أَثَرَك )) أي ترى ما قدَّمْت.[1]
    (جاء في كتاب بداية المعارف الإلهية تعريف الامامة: وهي تقديم شخص على الناس ، فالإمام هو المقتدى به والمتقدم على الناس ، قال في المفردات: والإمام المؤتم به إنساناً كان يقتدى بقوله أو فعله أو كتاباً أو غير ذلك ، محقاً كان أو مبطلاً. وعن الصحاح: الإمام الذي يقتدى به وجمعه أئمة ، ويشهد له الاستعمال القرآني { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }[2]. وقوله تبارك وتعالى: { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ }[3]. المقصود في الإمامة الحكم ؛ لأنّهم ميزوا بين الإمامة الصغرى والإمامة الكبرى؛ فعدُّوا الإمامة الصغرى إمامة الصلاة ، وأما الكبرى فهي عندهم إمامة الأمة وتحمل قيادتها.
    ولكن المقصود عند الامامية ؛ هو إمام عام يشغل منصب النبي وينفذ كل الاعمال الذي كان يقوم بها النبي (ص وآله) ، كقوله تعالى الى نبيه ابراهيم عليه السلام: { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً }[4].[5]
    من هنا توصلنا الى ان الامامة بمعنى الإمام الإنسان الذي يؤتم به ، ويقتدى بقوله او فعله ؛ وجمعهُ أئمة .. هذا الاصطلاح اللغوي ، وسيأتي شرح تفاصيل مهمة من هذا المصطلح تباعاً .



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    [1] (معجم مقاييس اللغة (ج1 / ص28 و 29) لأبي الحُسَين أحمَد بن فارِس بن زكَريّا،طبعة اتحاد الكتّاب العرب 1423 هـ)
    [2] (الانبياء 73).
    [3] (القصص 41).
    [4] (البقره 124).
    [5] (بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية تأليف آية الله الشيخ محمد رضا المظفر ، ج2 ص6 و 7 ، مؤسسة النشر الاسلامي بقم المقدسة).

    في معنى الامامة اصطلاحاً:

    هنا أريد ان أبين الفرق بين الخلافة والامامة ؛ أنّ مصطلح الخلافة ظاهراً في معنى الإيصاء وتنصيب النائب عن منوبه إذ يفترض وجود مستخلف ، وأنّه مريد لتعيين من يخلفه ؛ وهذا المفهوم لم يتركه الخليفة الاول والخليفة الثاني لم يتركوا الامة بدون ان يستخلفُ رئيسا لها.
    وأما الامامة فهي الخلافة الإلهية التي تكون متممة لوظائف النبي (ص وآله) وإدامتها عدا الوحي ، وسيأتي ذكرها.
    ذهب جمهور العامة بما اعتقدوه في الامامة هي الخلافة الظاهرية والإمارة كما ذكرناها آنفاً ، والامامة عند الاشاعرة هي خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة بحيث يجب اتباعه على كافة الامة[1] ومن المعلوم ان مرادهم هي الخلافة الظاهرية التي هي إقامة غير النبي مكانه في إقامة العدل ، وحفظ المجتمع الاسلامي ....

    وأما رأي الإمامية في موضوع الإمامة ؛ فجاء في كتاب (تفسير الأمثل) ....
    الإمامة بمعنى تحقيق المناهج الدينية بما في ذلك منهج الحكم بالمعنى الواسع للحكومة ، وإجراء الحدود وأحكام الله ، وتطبيق العدالة الاجتماعية ، وتربية الافراد في محتواهم الداخلي وفي سلوكهم الخارجي .. [2]
    وما زعموه انه لا تصح الخلافة بتنصيب من الله ، بينما علماء السنة صرحوا ان نبي الله داود (ع) خليفة الله { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ... }[8]. وإنما انحرفوا عن النص الالهي لتسويغ الخلافة واثبات الشورى .

    فلا يخفى عليكم ان الإمامة والنبوة قد يجتمعان ، كما حدث مع نبي الله ابراهيم عليه السلام ، وصرّح بها كتاب الله العزيز { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً }[9].
    (يمكننا أن نقول إن كل ما صح أن يكون دليلا على النبوة صح أن يكون دليلا على الإمامة).







    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

    [1] دلائل الصدق: ج2 ص4 ، نقلاً عن الفضل بن روزيهان الأشعري المعروف.
    [2] (الامثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ج1 ص307 ، الطبعة الاولى (التصحيح الثالث) الناشر مدرسة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ايران – قم المقدسة)
    [3] ( صاد الآية 26).
    [4] (البقره 124).



    خدمتــــــــــــــكم شـــــــــرف لنــــــــا



    والله ولــــــــــــــي التوفيـــــــــــــــــــ ق



    (( وفي ذَلك فليتنافــــــــــــس المُتنافســــــــــــــون ))



    sigpic

  • #2
    عقيدتنا في الامامة:

    تعتقد الامامية أن الإمامة هي أصل من أُصول الدين لا يتم الإيمان إلأّ بالاعتقاد بها ، والبعض بعتقد لا يجوز التقليد بهذا الاصل مهما كانت درجة المرجع ورتبته الدينية ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة.
    فيقول في كتاب بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية (فإذا لم تكن أصلاً من الاُصول لا يجوز فيها التقليد لكونها أصلاً).
    كما نعتقد أنّها كالنبوة لطف من الله تعالى فلابد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه ، يكون هادٍ للبشر وإرشادهم الى ما فيه الصلاح والسعادة في الدارين ، وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس ، لتدبير شؤونهم ومصالحهم وإقامة العدل بينهم ورفع الظلم والعدوان عنهم.
    اذن المراد بالامامة هنا تولي السلطة التي كانت للنبي دون استثناء عدى الوحي ، وهي بهذا المعنى منصب إلهي ، تماماً كالنبوة .. ولذا تسمى بخلافة النبي ، وتجب طاعة الامام على الامة كافة , كوجوب طاعة النبي.
    فعلى هذا الاساس الامامة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله ، ولا تصح ان تكون بالانتخاب او الشورى او بالتعيين ..
    وعليه لا يجوز ان تترك الامة بدون امام في أي عصر كان // من مات بغيرإمام مات ميتةً جاهلية \[1] ، وقال تعالى: { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ }[2].
    وعلى هذا النحو فان الامامة أصل من أصول الدين كما تضمنت هذه الآية المباركة هذا المعنى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[3]







    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    [1] [2025] مسند أبي داود الطيالسي تأليف سليمان بن داود بن الجارود المتوفي سنة 204هـ ، تحقيق الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي: ج3 ص425 ، الطبعة الاولى 1420هـ - 1999م ، دار هجر / مركز البحوث والدراسات العربية والاسلامية
    [2] (فاطر 24).
    [3] (المائدة 67).
    ضرورة الامامة

    وما من رسول إلا وله وصيّ يكون حجة على قومه من بعده كهارون بالنسبة إلى موسى (عليهما السلام) . . . ونظراً لكون رسول الله محمد صلى الله عليه وآله خاتم النبيين فضرورة الامام لابد منها لسببين ، السبب الاول المساحة الزمنية لدعوة الرسول (ص وآله) هي اقل من (ربع قرن) لا تكفي لـ تغيير هكذا مجمتع جاهلي لقد مُلاءَ تخلف ، والبعض اعتقد الاسلام لتمشية مصالحه او طمعاً ، فيحتاج الى تبديل اجيال حتى يترسخ الايمان فيهم { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }[1]. والسبب الآخر ان العرب يعشقون السلطة وهم تواقون لها ، وعندما رأوا ما وصل اليه الرسول الكريم (ص وآله) في وقت قياسي ، وما حاز من احترام وسيطرة ، وكان فيهم (ص وآله) اليتيم الفقير، فبدأ يسيل اللعاب لسرقة الكعكة كما في لغة السياسيين... تمعن في هذه الرواية ؛ في مكة وفي بداية ظهور دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو كان بأمس الحاجة الى الناصر والمعين في انجاح دعوته ، فكان رسول الله (ص وأله) كلما اجتمع الناس بالموسم أتاهم يدعوا القبائل الى الله والى الاسلام ، وقد عرض نفسه على بني عامر ... و قال رئيس بني عامرالى النبي (ص وآله): // ... أرأيت إن نحن بايعناك – تابعناك - على أمرك ، ثم أظهرك اللهُ على خلقك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال (ص وآله): الأمر الى الله يضعه حيثُ يشاء ؛ فقالوا له (ص (وآله)): أفَتُدَف – أي تصير هدفاً يرمى - نحورنا للعرب دونك ، فاذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ! لاحاجة لنا بأمرك ؛ فأبّوْا عليه \. [2]
    نستفاد من هذا الحدث أمرين: الامرالاول ثبت لنا ما قلناه سابقاً ان العرب كانوا ولا زالوا تواقون للسيطرة على الحكم ، ومن خلال هذا المعنى بدأ التآمر على الرسول والرسالة ومحاولات لإغتياله وانتهت بالسقيفة المشؤومة بعد وفاته (ص وآله) .
    والامر الثاني وهو الذي يخص بحثنا بيان رسول الله (ص وآله) من أول ايام دعوته ؛ ان الامر لله من بعده { اللّهِ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[3] .




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (الحجرات 15).
    [2] (كتاب السيرة النبوية لابن هشام ، حققها وضبطها وشرحها ووضع فهارسها كل من مصطفى السقا ، وابراهيم الابياري ، وعبد الحفيظ شلبي ، ص424 ~ 425 ، القسم الاول). (كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير المتوفي سنة " 630هـ " ج1 ص609 ، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي ، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان).
    [3] (الانعام: 124).
    اثبات الامامه النص في القران

    ان كتاب الله العزيز كان ولا يزال الدستور الإلهي للعالم لو تمسكوا به كما بين رسول الله (ص وآله) في حديث الثقلين "" إنّي تارك فيكم الثَقَلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا .. "" [1] لحصلوا على الكثير من المعارف ، لان أهل البيت القرآن الناطق كما بين الحديث ، فلا ينفع التمسك بالكتاب دون العترة ، لوجود آيات قرآنية لا يعلم تأويها إلا الله والراسخون في العلم ، وايضاً قال تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[2] وآيات كثيرة جداً تحث على اللجوء الى أهل البيت (ع) في التعريف على ما خفيّ على المسلمون من تأويل الآيات الكريمة ، فقد نصت آيات قرآنية على منصب (الامامة) بتنصيب من الله العزيز الحكيم كتنصيب النبي.
    قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً }[3]
    (فهذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه اذا حكم الله ورسوله بشيء ، فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد هاهنا) بمعنى التسليم المطلق لله ولرسوله ، ودائماً نضع أمامنا هذه الآيات الثلاث: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }[4] ، { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[5] ، { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }[6]. هذه دستور رباني صدر من السلام الى رسول السلام يأمرنا بتنفيذ ما يامرنا الرسول الكريم (ص وآله) بدون اي تلكأ [7]
    وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على " الامامة " وكان من أبرزها الأمامة الابراهيمية قال تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[8]
    ان اصل الآية مرتبطة بإمامة نبي الله ابراهبم عليه السلام ؛ حيث خاطبه الله تعالى: { إِنِّي جَاعِلُكَ } ما الفائدة من هذه الآية ؟ هناك عدد من الأمور يستفاد من الآية الكريمة : الامر الاول: أن الإمامة من الأمور التي لابد أن تجعل من قبل الله سبحانه وتعالى بمعنى آخر منصب الإمام
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (المعجم الكبير للطبراني ، تحقيق د/ سعد بن عبدالله الحميد ، ح[2679] ج3 ص63 ، نص الحديث "" كأني قد دعيت فأجبت فاني تارك فيمن الثقلين كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟).
    [2] ( النحل: 43).
    [3] (الأحزاب:36).
    [4] (النجم: 3و4).
    [5] (الحشر: 7).
    [6] (آل عمران: 31).
    [7] تفسير القرآن الكريم لأبن كثير، تحقيق سامي محمد السلامة ج6 ص423 ، الطبعة الاولى 1418هـ - 1997م ، دار طيبة للنسر والتوزيع .
    [8] (البقرة: 124).
    منصب إلهي ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول "" إِنِّي "" ، كما قال تعالى: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }[1] هنا يقول أيضاً { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } فتكون الإمامة مجعولة من قبل الله سبحانه وتعالى على حد جعل النبوة لأن الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام يقول: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }[2].
    من هنا نجد أن القرآن الكريم نفس الاصطلاح الذي استعمله في النبوة استعمله في الإمامة ، لا يمكن أن تنال النبوة بالانتخاب ولا بالشورى ولا بأهل الحل والعقد ولا بالاستلطاف ولا حتى باللباقة الدبلوماسية كما يقال ، لا تتحقق النبوة هكذا ، لأنها أمر إلهي وعهد إلهي .
    في الكافي يقول: " إن اللّه اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً ، واتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولا ، واتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً ، واتّخذه خليلاً قبل أن يتّخذه إماماً "[3].
    وأما الامر الثاني.
    الله جل جلاله خاطب نبي الله إبراهيم (ع) { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } في اخريات حياته ، والمسلمين يعلمون جميعاً أنه لم يرزق الذرية إلا على كبر سنه { أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا }[4] ، ولأجل هذا طلب الإمامة لذريته ، من لطف الله منح الإمامة الى ابراهيم وهو نبي اي بعد النبوة إذن من المحال أن تكون هذه الإمامة هي النبوة ، باعتبار أنها تحصيل حاصل ، فقد اختلف المفسرين في هذا المجال. [*] ألم يكون ابراهيم نبي عندما خاطبه الله تعالى {اني جاعلك للناس اماما} ، فإذا كانت الامامة هي المقصود منها النبوة كان من الافضل ان يقول {اني جاعلك للناس نبيا} ، فهذا لا فائدة من هذا الجعل لانه حائز على منصب النبوة ، اذن فلابد ان يكون الجعل لمنصب الامامة.

    الامر الثالث/ أنه لا يعقل أن تكون هذه الإمامة هي بمعنى القدوة والأسوة يعني ؛ يا إبراهيم إني جعلتك قدوة واسوة ؛ أ يعقل نبي كإبراهيم من أنبياء أولي العزم شيخ الأنبياء وشيخ التوحيد ، ليس القدوة للناس ! انسان كشيخ قبيلة او ذا منصب دنيوي يعد قدوة والنبي لم يكون قدوة !!!
    ان المناصب التي حاز عليها شيخ الموحدين لم ينالها من فراغ ، فقد مرَّ بمراحل وابتلاءات التي ابتلاه الله فيها[*] واجتازها بنجاح ، { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ }[5] ومن اهم ما ابتلى به ، عندما أؤمر بذبح ولده إسماعيل ، فأصبح جدير بالمناصب الممنوحة له من قبل الله تعالى.
    إذن ما هو المراد من الآية ؟ عندما لا تكون النبوة ، وعندما لا تكون القدوة ، لابد من وجود دور آخر وراء النبوة ووراء القدوة ، وهذا الذي نؤمن به أن القرآن الكريم أشار إليه وهو أن هناك مقام في القرآن اسمه مقام الإمامة له أدوار دينية وله أدوار سياسية وادوار اقتصادية وادوار اجتماعية ، اي بمعنى مكمل لاعمال النبي واشغال منصب النبوة إلا الوحي كما مرَّ ذكره
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (البقرة: 30).
    [2] (الانعام: 124).
    [3] الكافي 1: 175، حديث 2 و4، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام).
    [4] (هود: 72).[*](من الابتلائات التي ابتلى الله تعالى بها ابراهيم عليه السلام هي: أخذ ولده الى المذبح والاستعداد التام لذبحه ، إطاعة لأمر الله سبحانه . اسكان الزوج والولد في وادٍ غير ذي زرع بمكة ، حيث لم يسكن فيه انسان . النهوض بوجه عَبَدة الأصنام وتحطيم الأصنام ، والوقوف ببطولة في تلك المحكمة التاريخية ، ثم إلقاؤه في وسط النيران ، وثباته ورباطة جأشه في كل هذه المراحل . الهجرة من أرض عبدة اللأصنام والإبتعاد عن الوطن ، والإتجاه نحو أصقاع نائية لأداء رسالته ... وأمثالها "" تفسير الامثل ج1 ص306).
    [5] (الصافات: 106).
    الأمر الرابع / وهو الأمر المهم : إن الإمامة في الآية [عهد الله] ، لأن إبراهيم قال: ( ومن ذريتي ( يعني إلهي هذه الإمامة مختصة بي أو يمكن أن تكون لذريتي ، أجابه الله تعالى: ( لا ينال عهدي) اي لا ينالوا الإمامة ظالم. وهذا ما أكده جملة من المفسرين ، وسوف أشير الى البعض منهم:
    تفسير الميزان / ان الناس بحسب القسمة العقلية على اربع أقسام: من كان ظالماً في جميع عمره ، ومن لم يكن ظالماً في جميع عمره ، ومن هو ظالم في أول عمره دون آخره ، ومن هو بالعكس ، هذا . وإبراهيم عليه السلام أجل شأناً من أن يسأل الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريتة ، فبقي قسمان وقد نفى الله أحدهما ، وهو الذي يكون ظالماً في أول عمره دون الآخر ، فبقي الآخر ، وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره انتهى. وقد ظهر مما تقدم من البيان أمور:
    الأول : أن الامامة مجعولة.
    الثــــاني: أن الإمام يجب أن يكون معصوماً بعصمة إلهية.
    الثالـــث: أن الارض وفيها الناس ، لاتخلوا عن إمام حق.
    الرابـــع: أن الإمام يجب أن يكون مؤيداً من عند الله تعالى.
    الخامس: أن أعمال العباد غير محجوبة عن علم الإمام.
    السادس: أنه يجب أن يكون عالماً بجميع ما يحتاج إليه الناس في أمور معاشهم ومعادهم.
    السابــع: أنه يستحيل أن يوجد فيهم من يفوقه في فضائل النفس.
    فهذه سبعة مسائل هي أمهات مسائل الإمامة ، تعطيها الآية الشريفة بما ينضم إليها الآيات والله الهادي.[1]
    في تفسير الرازي وهو (التفسير الكبير في ذيل هذه الآية المباركة ) ؛ قال: ( ومن ذريتي) طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو (الإمامة ) لا النبوة ليكون الجواب مطابقاً للسؤال ، (وإلا إذا قلنا أن عهدي هي النبوة أو شيء آخر فلا يكون الجواب مطابقاً للسؤال)[2] ، وهذا نسبته في القرآن إلى الله! لأن إبراهيم طلب وقال ) ومن ذريتي ( يعني هذا الذي أعطيتنيه أو منحتنيه ، أريد أن تعطيه لذريتي ، قال : ( فتصير الآية كأنه قال لا ينال الإمامة الظالمين) هذا تصريح بهذا المعنى.[3]
    جاء في تفسير روح المعاني للالوسي: فالمتبادر من العهد الامامة ... الى ان قال: الى إنها أمانة الله تعالى وعهده الذي لايقوم به إلا من شاء الله تعالى من عباده ... [4]


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] الميزان في تفسير القرآن للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي: ج1 ص270 ، الطبعة الاولى المحققة 1417هـ - 1997م ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت – لبنان
    [2] (تعليق السيد كمال الحيدري).
    [3] (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج4، ص39، منشورات علي بيضون، دار الكتب العلمية).
    [4] (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الالوسي البغدادي المتوفي 1270هـ ، ج1 ص377 ، دار احياء التراث العربي بيروت – لبنان).
    تفسيره الطبري يقول : (تأويل قوله جلَّ ثناؤه: { قال لا ينال عهدي الظالمين } وهذا خبرٌ من الله جلّ ثناؤه عن أن الظالم لا يكون إماماً يّقْتّدِي به أهل الخير .... لأن الإمامة إنما هي لأوليائه وأهل طاعته ، دون أعدائه والكافرين به).[1]

    تفسير الحافظ أبي الفداء ، يقول: ( عن مجاهد قال لا ينال عهدي الظالمين قال لا يكون لي إمام ظالم ) إذن كلهم يفسر (العهد بالإمامة).
    إذا كانت الإمامة عهد بين الله وبين الإمام هل يمكن أن تنال بالانتخاب اوالشورى او مد يدك حتى ابايعك ، او كما حصل مع الخليفة الثاني عندما عيين ستة وقال انتخبوا من بينكم وأحد ، هل يكون هذا عهد الله ؟ ويكون مصداقاً للعهد الإلهي ؟[2]

    قال تعالى: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ... }[3]
    محتوى هذه الآية التي تتحدث عن مقام نبي الله داود الرفيع والوظائف المهمة التي كُلف بها. هذه الآية تضمّ خمس جمل كلّ واحدة منها تتحدث عن حقيقة معينة:
    الجملة الاولى: خلافة داود في الارض ، فهل المقصود منها خلافة للأنبياء السابقين ، أمّ أنها تعني خلافة الله تعالى؟ المعنى الثاني أنسب ويتطابق مع ما جاء في الآية (30 من سورة البقرة): { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }.
    والمراد من الخلافة هنا هو أن يكون نائباً لله بين العباد ، والمنفذ لأوامر الله سبحانه وتعالى في الارض.
    الجملة الثانية: تأمر داود قائلة: بعد ان منحك الله سبحانه وتعالى هذه النعمة الكبيرة ، أي الخلافة ، فإنّك مكلف بأن تحكم بين الناس بالحق { فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ }. وفي واقع الأمر فإنّ أحدى ثمار خلافة الله هي ظهور حكومة تحكم بالحقّ.
    الجملة الثالثة: فإنها تشير إلى أهم خطر يهدد الحاكم العادل ، ألا وهو اتّباع هوى النفس { وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى }.
    لهذا فإنّ الجملة الرابعة تقول: { فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }.
    فالحاكم الذي يتبع هوى النفس ، إنّما يفرط بمصالح وحقوق الناس لأجل مطامعه ، ولهذا السبب فإنّ حكومته تكون مضطربة ومصيرها الإنهيار والزوال.[*] (( إذا أردت ان تحارب الشيطان ، فأول الامر حارب هوى النفس ، في الحقيقة هوى النفس يسهل دخول الشيطان الى القلب ، ويعشش فيه ‘ فإذا اردت ان تتخلص من الشيطان فدمر عشّه وهو التغلب على هوى النفس.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (الطبري في تفسير الطبري (جامع البيان ، ج2 ، ص511) المتوفى 310هـ ، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، مركز البحوث والدراسات العربية والاسلامية دار هجر الطبعة الاولى 1433هـ 2001م القاهرة).
    [2] ( تفسير القرآن العظيم للحافظ أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ، تحقيق سامي بن محمد السلامة ، ج1 القسم الثاني ص410)
    [3] ( صاد: 26).

    فالهوى: شهوة النفس الأمارة ؛ إما للخير وطاعة الله تعالى أو للمنكر بأنواعه ، فالهوى أكبر صنم يُعبد من دون الله ، قال رسول الله (ص وآله): "" ما تحت ظل السماء من إله يُعبد من دون الله أعظم عند الله من هوىً متّبع ""[1][2] حديث كميل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سألت مولانا أمير المؤمنين علياً (ع) ، فقلت: أريد أن تعرفني نفسي ؟ فقال (ع): "" يا كميل وأيّ الأنفس تُريد أن اُعرّفك ؟ "" قال يا مولاي: هل هي إلاّ واحدة ؟ قال عليه السلام: " يا كميل إنّما هي أربع: النامية النباتية ، والحسيّة الحيوانية ، والناطقة القدسيّة ، والكلّيّة الإلهيّة ، ولكل من هذه الخمس قوى وخاصيتان:... والحديث طويل لسنا بصدده والذي يرغب بزيادة المعرفة يقرأ كتاب شرح دعاء الصباح ...
    مقاطع من دعاء الصباح المبارك لأمير المؤمين (ع): (وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان) ومقطع آخر ( وهربت إليك لاجئاً من فرط أهوائي ).
    جاء ذكر النفس بالقرآن الحكيم: { وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }[3] { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }[4] { إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي } ))[5]
    وأخيراً الجملة الخامسة تشير الى إن كلّ ضلال عن سبيل الله لا بنفكّ عن نسيان يوم الحساب ، ومن ينسى يوم الحساب فإن عذاب الله الشديد ينتظر، { إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }
    ولقد وردت روايات بهذا الشأن في المصادر الاسلامية منها:
    عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "" أيّها الناس ، إنّ أخوف ما أخاف عليكم إثنان ، اتّباع الهوى ، وطول الأمل ؛ فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فينسى الآخرة "" [6].
    وعن الإمام الباقر عليه السلام: "" ثلاث موبقات: شحّ مطاع ، وهوى متّبع ، وإعجاب المرء بنفسه "" [7] [8]
    قال تعالى: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }[9]
    آراء المفسيرين في هذه الآية:
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
    [1] (الدر المنثور ج5 ص72 ، ميزان الحكمة: ج10 ص377.).
    [2] (شرح دعاء الصباح للشيخ حسن مكي الخويلدي ، الطبعة الاولى: 1423هـ ، ص51 ، دار المصطفى صلى الله عليه وآله لإحياء التراث).
    [3](القيامة: 2)
    [4](الفجر: 28).
    [5] (يوسف: 53)
    [6] ( روضة الكافي موسوعة الكتب الاربعة في احاديث للنبي (ص) والعترة (ع) لثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني (ق س) ضبطه وصححه وعلق عليه محمد جعفر شمس الدين: ح21 ، ص55 ، طبعة 1411هـ - 1990م دار المعارف بيروت لبنان . (نهج البلاغة الخطبة 42).
    [7] كتاب الخصال ، نفلاً عن تفسير نور الثقلين: ج4 ص453.
    [8](تفسير الأمثل: ج11 ص389).
    [9] (المائدة: 55).
    (المسألة الاولى) من تفسير الفخر الرازي (أن عبد الله بن سلام قال: لما نزلت هذه الآية قلت يا رسول الله أنا رأيت علياً تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع ، فنحن نتولاه. وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوما صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل الى السماء وقال: اللهم اشهد اني سألت في مسجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فما أعطاني أحد شيئاً ، وعليّ عليه السلام كان
    راكعاً ، فأومأ اليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فقال (( اللهم إن أخى موسى سألك فقال (رب اشرح لي صدري) إلى قوله (وأشركه في أمري) فأنزلت قرآناً ناطقاً (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا) اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي علياً اشدد به ظهري. قال أبو ذر: مأتم رسول الله هذه الكلمة حتى نزل جبرائيل فقال: يا محمد اقرأ (انما وليكم الله ورسوله) الى آخرها ، ). [1][*]
    قال تعالى: { ... وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ...}[2].
    "" وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً "" أي إننا وهيئناهم مقام الإمامة إضافة إلى مقام النبوة والرسالة. "" يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا "" يعني الأخذ باليد والإيصال الى المقصود ، وهذا لمن له الاستعداد واللياقة والأهلية. عن الامام الصادق عليه السلام: "" إن الأئمة في كتاب الله إمامان ؛ قال الله تبارك وتعالى: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ، لا بأمر الناس ، يقدّمون ما أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم ، قال: جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ، يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله ""[3]




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (التفسير الكبير للامام الفخر الرازي ،ج12 ص26 الطبعة الاولى ، طبع بالمطبعة البهية المصرية 1357هـ ).(في صفحة27 ، وهذا يقتضي أن المؤمنين الموصوفين بالصفات المذكورة في هذه الآية متصرفون في جميع الأمة ،فثبت بما ذكرنا دلالة هذه الآية على أن الشخص المذكور فيها يجب أن يكون إمام الأمة."" أما بيان المقام الثاني ""وهو أنه ثبت ما ذكرنا وجب أن يكون ذلك الأنسان هو علي بن أبي طالب ، هذا الوجه الاول . وأما الثاني تظاهرت الروايات على أن هذه الآية نزلت في حق علي. ولا يمكن المصير إلى قول من يقول: إنها نزلت في أبي بكر ؛ لانها لو نزلت في حقه لدلت على إمامته ، وأجمعت الأمة على أن هذه الآية لا تدل على إمامته ، فبطل هذا القول. والثالث: أن قوله (وهم راكعون) لا يجوز جعله عطفاً على ما تقدم ، لأن الصلاة قد تقدمت ، والصلاة مشتملة على الركوع ، فكانت ذكر الركوع تكراراً ، فوجب جعله حالا أي يؤتون الزكاة حال كونهم راكعون ، وأجمعوا على أن إيتاء الزكاة حال الركوع لم يكون إلا في حق علي ، فكانت الآية مخصوصة به ودالة على إمامته ...)[*] (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الالوسي البغدادي المتوفي 1270هـ ، ج6 ص167 ، دار احياء التراث العربي بيروت – لبنان).(أنها نزلت في علي كرم الله وجهه ، وكلمة (إنما) تفيد الحصر ، ولفظ الولي بمعنى المتولي للأمر والمستحق للتصرف فيها ، والظاهر التصرف العام المساوي للإملمة بقرينة ضم ولايته كرم الله تعالى وجهه بولاية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فثبتت إمامته وانتفت إمامة غيره ....).
    [2] (الانبياء: 73).[3] (الامثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ج8 ص293 ، الطبعة الاولى (التصحيح الثالث) الناشر مدرسة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ايران – قم المقدسة)


    قال تعالى: { ... وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ... }[1]
    ذكرت الآية شرطين للإمامة: أحدهما: الإيمان واليقين بآيات الله عزَّ وجلّ ، والثاني: الصبر والإستقامة والصمود . وهذا الامر ليس مختصاً ببني اسرائيل ، بل هو درس لكل الأُمم .[2]

    قال تعالى: { ... وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ... }[3]
    ينبغي الالتفات إلى هذه النكتة ايضاً إنهم لا يدعون ليكونوا في موقع العظماء جزافاً ، بل إنهم يهيئون أسباب العظمة والإمامة بحيث تجتمع فيهم الصفات اللائقة بالقدوة الحقيقية ، وهذا عمل عسير جداً ، وله شرائط صعبة وثقيلة . والقرآن العزيز يطلق على أوصاف هذه النخبة من المؤمنين (بعباد الرحمن) ... [4]

    قال تعالى:
    { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }:[5]

    الآية المباركة وردت في سياق الحديث عن استضعاف فرعون لبني إسرائيل واستعلائه عليهم وتذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم والاستحواذ على أرض الله والتسلُّط بالظلم والعدوان.
    فالمستضعفون بمقتضى سياق الآيات المباركة هم بنو إسرائيل ، والأئمة هم موسى ومَن قام مقامه من بعده إلا انَّ مفاد الآيات لا ينحصر بِمَن نزلت الآيات فيهم ، فالقرآن كما ورد عن أهل البيت (ع) يجري مجرى الشمس والقمر، كما ذكر بعض الباحثين في بعض محاضراته.[6]

    لذلك وردت روايات كثيرة عن رسول الله (ص وآله) وأولت آية { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ } على الأئمة من آل محمد (ص(. فقد جاء عن لسان أهل البيت عليهم الصلاة والسلام احاديث ؛ منها: عن الامام أبي الصادق (ع) ، قال: قال لي علي (ع): هي لنا او فينا هذه الآية { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ... }[7]





    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] (السجدة: 24).
    [2] (الامثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ج10 ص312 ، الطبعة الاولى (التصحيح الثالث) الناشر مدرسة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ايران – قم المقدسة)
    [3] (الفرقان: 74).
    [3] (الفرقان: 74).
    [4] ( تفسير الامثل "نفس المصدر" ج9 ص255).
    [5] (القصص: 5).
    [6](الشيخ محمد صنقور)
    [7] الامالي للصدوق: ح768 / 26 ، ص566 ، تحقيق قسم الدراسات الاسلامية ـ مؤسسة البعثة ـ قم ، الطبعة الاولى 1417هـ ، (قال لي علي (ع) المقصود علي بن الحسين المكنى بالسجاد او زين العابدين (ع)).

    وجاء في روح المعاني "" ونجعلهم أئمة "" مقتدى بهم في الدين والدنيا على ما في البحر ، وقال مجاهد دعاة إلى الخير ، وقال قتادة ولاة كقوله تعالى: " وجعلكم ملوكا "

    وقال الضحاك أنبياء.... "" ونجعلهم الوارثين "" وأصل التمكين أن يجعل الشيء مكانا يتمكن فيه ثم استعير للتسلط واطلاق الامر وشاع في ذلك حتى صار حقيقة لغوية فالمعنى نسلطهم على أرض مصر يتصرفون وينفذون أمرهم فيها كيفما يشاؤون ...[1]

    عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام فبكى ، وقال: أنتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: معناه أنكم الأئمة بعدي ، إن الله عزوجل يقول: " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ .... " فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة.[2]

    عن ثوير قال: قال لي عليّ بن الحسين (ع): تقرأ القرآن ؟ قلتُ نعم ، قال: اقرأ "طسم" سورة موسى وفرعون ، قال فقرأتُ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ } حتى اذا بلغت { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }[3] فقال: مكانك حسبك ، والَّذي بعث محمّداً بالحق بشيراً ونذيراً إن الأبرار منّا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته ، وإن عدوّنا وشيعتهم بمنزلة فرعون وأشياعه. [4].



















    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
    [1] روح المعاني للآلوسي: ج20 ص44
    [2] معاني الاخبار للشيخ الصدوق ص79 ، تحقيق وتصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري ، سنة الطبع 1379هـ ، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامية التايعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
    [3] (القصص: 5).
    [4] (مشكاة الأنوار في غرر الأخبار للطبرسي: ح[444] 16 ـ ص173 ، تحقيق مهدي هوشمند ، الطبعة الاولى ، قم: دار الحديث ، 1418).

    خدمتــــــــــــــكم شـــــــــرف لنــــــــا



    والله ولــــــــــــــي التوفيـــــــــــــــــــ ق



    (( وفي ذَلك فليتنافــــــــــــس المُتنافســــــــــــــون ))



    sigpic

    تعليق


    • #3
      الامامة بنص السنة النبوية

      لأن وجود النبوة دون الامامة وجود منقطع للآخر ، وذلك يناقض جوهر الاسلام القائم على استمرار الرسالة الى يوم القيامة ومن خلال القراءة للقرآن المجيد وكتب التفسير فان كل الانبياء لهم اوصياء لن يخلي الله تعالى الارض من حجة ,. فالنبوة بداية حياة , والامامة استمرار لتلك الحياة.
      عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو أن الإمام رفع لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله.[1]
      عن ابن عمر ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: "" من مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية ، ..."" (حديث صحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية ج3 ص224 من طريق المصنف).[2]
      بسند عن جابر بن سمرة الوائي قال سمعت رسول الله (ص (وآله)) يقول في حجة الوداع لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش قال ثم خفي عليَّ قول رسول الله (ص (وآله)) قال وكان أبي أقرب الى راحلة رسول الله (ص (وآله)) قال يقول كلهم من قريش قال فأشهد على إفهام أبي إياي قال كلهم من قريش.[3]
      بسنده عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله (ص (وآله) أو قال رسول الله (ص (وآله) يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش قال ثم رجع الى منزله فأتته قريش فقالوا قم يكون ماذا قال ثم يكون الهرج.[4]
      بسنده حدثني جابر سمع رسول الله (ص (وآله)) يقول يكون بعدي اثنا عشر أميراً ثم لا أدري ماذا قال بعد ذلك فسألت القوم كلهم فقالوا كلهم من قريش.[5]
      صحيح البخاري /حدَّثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (ص) يقول: ( يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها فقال أبى : انه يقول :" كلهم من قريش)[6]


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      [1](كتاب دلائل الامامة لابي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري ص226 ، الطبعة الثانية 1408هـ - 1988م ، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان.
      [2] [2025] مسند أبي داود الطيالسي تأليف سليمان بن داود بن الجارود المتوفي سنة 204هـ ، تحقيق الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي: ج3 ص425 ، الطبعة الاولى 1420هـ - 1999م ، دار هجر / مركز البحوث والدراسات العربية والاسلامية
      [3] ح[27054] – (9) المحصل لمسند احمد بن حنبل: ج19 ص19 ، باب2 "" فصل آخر في عدد الخلفاء من قريش "" تأليف عبد الله بن ابراهيم بن عثمان القرعاوي ، دار العاصمة للنشر والتوزيع – الرياض ، الطبعة الاولى 1427هـ. - 2006م. [19925]
      [4] ح[27055] – (10) نفس المصدر. (19944)
      [5] ح[27056] – (11) نفس المصدر. (19946)
      [6] (صحيح البخاري : في ج4 ص175 ، في كتاب الأحكام في باب جعله قبل باب إخراج الخصوم ، و أهل الريب من البيوت بعد المعرفة (طبعة مصر سنة 1355 هـ)).

      صحيح الترمذي: حدثنا أبو كريب ناعمر بن عبيد عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله (ص (وآله)): يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال : قال : ((كلهم من قريش)[1]
      صحيح مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حسين عن جابر بن سمرة قال : قال : سمعت النبي يقول :- ح و حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي ، و اللفظ له حدثنا خالد يعني ابن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع النبي فسمعته يقول : " ان هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة ثم تكلم بكلام خفي عليَّ فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : (كلهم من قريش ".[2]
      ( لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضى اثنا عشر خليفة ).[3]
      (لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر كلهم من قريش قيل ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم يكون الهرج ، أخرجه الخمسة إلا النسائي إلى قوله من قريش ، و اخرج باقيه أبو داود).[4]
      حدثنا ابو علي القطان[5] بسنده عن الشعبي عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه ، اذ قال له فتى شاب: هل عهد اليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة ؟ قال: انك لحديث السن وان هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، نعم عهد الينا نبينا (ص) أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني اسرائيل.[6]
      حدثنا ابو القاسم غياث بن محمد الوراميني الحافظ ، بسنده قال: أبو القاسم عتاب: وهذا حديث مطرف ، قال: كنا جلوسا في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود ، فجاء أعرابي فقال: فيكم عبد الله ؟ قال: نعم ، أنا عبد الله ، فما حاجتك ؟ قال: يا عبد الله هل أخبركم نبيكم (ص) كم يكون فيكم من خليفة ؟ قال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه منذ قدمت العراق ، نعم اثنا عشر عدة نقباء بني اسرائيل ، وقال أبو عروية حديثه: نعم هذه عدة نقباء بني اسرائيل ، عن أشعث ، عن ابن مسعود ، عن النبي (ص) ، قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء[7] بني اسرائيل.[8]


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      [1] صحيح الترمذي: ج2 ، في باب ما جاء في الخلفاء ، طبعة دهلى سنة 1342هـ)[*] قال: الترمذي هذا حديث (حسن صحيح) ، و قد روي من غير وجه جابر بن سمرة حدثنا أبو كريب ناعمر بن عبيد عن أبيه عن أبى بكر بن أبى موسى عن جابر بن سمرة عن النبي (ص) مثل هذا الحديث.
      [2] صحيح مسلم: ج2 ص191 ، كتاب الإمارة في باب الناس تبع لقريش و الخلافة في قريش ق 1 طبعة مصر سنة 1348هـ
      [3]المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة: ج3 ص618 ، طبعة حيدر آباد الدكن سنة 1334 هـ.
      [4] تيسير الوصول إلى جامع الأصول: كتاب الخلافة والامارة ، باب1 ، فصل1 ، ج2 ص34 ، المطبعة السلفية بمصر سنة 1346هـ
      [5] احمد بن محمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه الرازي هو شيخ كبير لاصحاب الحديث جاء هكذا في كمال الدين.
      [6] ح10 ، عيون اخبار الرضا للشيخ الاقدم والمحدث الاكبر أبي جعفر الصدوق المتوفي سنة 381هـ ؛ ج1 ص53 ، منشورات الشريف الرضي .
      [7] النقيب: شاهد القوم وعريفهم والنقاب بالكسر: العلامة.
      [8] عيون اخبار الرضا للشيخ الاقدم والمحدث الاكبر أبي جعفر الصدوق المتوفي سنة 381هـ ؛ ج1 ص54 ح11، منشورات الشريف الرضي .
      قال علي بن أبي طالب: لما نزلت { وأنذر عشيرتك الاقربون } دعاني النبي (ص) قال: يا علي ان الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، ..................قال وسقيتهم ذلك العس فشربوا حتى رووا جميعاً وشبعوا ثم تكلم رسول الله (ص) فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على هذا الامر على ان يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت – وإني لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً – أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ، ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعو له وأطيعوا. قال: فقالم القوم يضحكون فيقولون لأبي طالب: قد أمرك أنْ تسمع لأبنك وتطيع.[1]
      عن أبي بكر أن النبي (ص) بعثه ببراءة لأهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عُريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة من كان بينه وبين رسول الله (ص) مدة فأجلهُ إلى مدتهٍ والله بريءٌ من المشركين ورسولهُ قال فسار بها ثلاثاً ثم قال لعليٍّ رضي الله تعالى عنهُ الحقهُ فردَّ علي أبا بكر وبلّغها أنت قال ففعل قال فلما قدم على النبي (ص) أبو بكر بكى قال يا رسول الله حدثَ فيَّ شيء قال ما حدث فيك إلا خير ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلا أنا أو رجلٌ مني [2]
      عن بريدة عندما بعث رسول الله (ص) الى اليمن علي بن ابي طالب (ع) وخالد بن الوليد ، إذا التقيتم فعليّ على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ..... وبعد انتهاء القتال ، فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية فاصطفى عليٌّ امرأةً من السبي لنفسه قال بريدة فكتب معي خالد بم الوليد إلى رسول الله (ص) يخبره بذلك فلما أتيت النبي (ص) دفعت الكتاب الكتاب فقرىءَ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله (ص) فقلت يا رسول الله هذا ما كان العائذ يعثتني مع رجلٍ وأمرتني أن أُطيعه ففعلت ما أُرسلتُ به فقال رسول الله (ص) لا تقع في عليًّ وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.[3]
      وفي نفس المصدراحاديث ادرجها بدون تفصيل اكتفي برقم ونص الحديث:
      (من كنت مولاهُ فعليٌّ مولاهُ).[4]
      (من كنت وليّه فعليٌّ وليّه).[5]
      بسنده ... عن علي بن ابي طالب (ع) قال: ان رسول الله (ص) تلا هذه الآية: { لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ }[6]. فقال (ص): اصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن ابي طالب عليهما السلام من بعدي وأقر بولايته ، وأصحاب النار من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي. [7]
      بسنده ... ان النبي (ص) قال: "" عليّ إمام كل مؤمن بعدي "".[*]
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
      [1] (كتاب الكامل في التاريخ ، لإمام العلامة عمدة المؤرخين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد ين محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن " الاثير" الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة (630هـ) ،تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي ، ج1 ، ص586 ، دار الكتب العامة / بيروت – لبنان / الطبعة الاولى (1407هـ - 1987م)). ويوجد الكثير من المصادر.[*](شواهد التنزيل ح580 ، ج1 ص420 ،
      [2] ح[25512] كتاب المُحَصّلُ لمسند احمد بن حنبل تأليف عبد الله بن ابراهيم بن عثمان القرعاوي المجلد السابع عشر ص540 الطبعة الاولى (1427هـ ـ 2006م) دار العاصمة المملكة العربية السعودية ـ الرياض.
      [3] ح[25513] (نفس المصدر ص541).
      [4] ([25514] (21867) نفس المصدر ص542).
      [5] ([25515] (21883) نفس المصدر ص542)
      [6] (الحشر: 20).
      [7] [*] (22) (26) نفس مصدر ، عيون اخبار الرضا (ع) ص253.
      وجاء في كتاب عيون اخبار الرضا: علامة من تجب له الامامة ؟ فقال: ان الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم بامور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالاحكام أخو نبي الله وخليفته على امته ووصيه عليهم ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة بقول الله عزوجل: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامرمنكم }[1] الموصوف بقوله عزوجل { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين بقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون }[2] والمدعو إليه بالولاية المثبت له بالامامة يوم غدير خم بقول الرسول (ص) عن الله عزوجل: {ألست أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا: بلى ، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، الهم وآلِ من واللاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأعن من أعانه} ، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد[3] الغر المحجلين وأفضل الاوصيين وخير الخلق أجمعين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده الحسن بن علي ، ثم الحسين بن علي سبطا رسول الله (ص) وابنا خيرة النسوان اجمعين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم محمد بن الحسن عليهم السلام الى يومنا هذا واحدا بعد واحد ، وهم عترة الرسول عليه وعليهم السلام المعروفون بالوصية والامامة لا تخلو الارض من حجة منهم في كل عصر وزمان وفي كل وقت واوان وهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة عى أهل الدنيا الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، وكل من خالفهم ضال مضل تارك الحق والهدى وهو المعبرون عن القرآن والناطقون عن الرسول (ص) من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية ودينهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد واداء الامانة الى البر والفاجر وطول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج الصحبة بالصبر وحسن الجوار ، ...[4]
      عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي انت حجة الله انت باب الله وانت الطريق الى الله وانت النبأ العظيم وانت الصراط المستقيم وانت المثل الاعلى ، يا علي انت امام المسلمين وانت امير المؤمنين وخير الوصيين وخير الصديقين يا علي انت الفاروق الاعظم وانت الصديق الاكبر ، يا علي انت خليفتي على امتي وانت قاضي ديني وانت منجز عداتي ، يا علي انت المظلوم بعدي ، يا علي انت المفارق بعدي ، يا علي انت المحجور بعدي ، اشهد الله تعالى ومن حضر من امتي أن حزبك حزبي وحزبي حزب الله وأن حزب اعدائك حزب الشيطان.[5]



      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
      [1] (المائدة: 59).
      [2] (المائدة: 55). ولا يخفى ان نزول الآية الشريفة في حق مولانا ومقتدانا سيد الاوصياء علي بن ابي طالب (ع) مما دلت عليه الروايات المتواترة معنى وعليك بكتب الحديث والتفسير.
      [3] الغــرة: بياض في جباه الخيل وهي تكون في المؤمن يوم القيامة نور يبدو على مواضع الوضوء من اعضائه يقطع بذلك النور ظلمات القيامة وهو عليه السلام قائدهم وإمامهم الى الجنة .
      [4] ح2عيون اخبار الرضا (ع) للشيخ الاقدم والمحدث الاكبر أبي جعفر الصدوق المتوفي سنة 381هـ ؛ ج1 ص58 ، منشورات الشريف الرضي .
      [5]عيون اخبار الرضا للشيخ الاقدم والمحدث الاكبر أبي جعفر الصدوق المتوفي سنة 381هـ ؛ ج2 ص9 ، منشورات الشريف الرضي .
      الغدير عيد الله الاكبر ، وذلك فيه اكمال الدين بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب روحي لتراب نعليه الفداء وعليه صلواة الله وسلامه ، واتمام النعمة ، ورضا الله على هذا الدين .
      فبإمامة أمير المؤمنين يتم صيانة دين الله وتعاليمه من الدس والتحريف والضياع والتفسير بالرأي والقياس ، وبإمامة عليه السلام يحفظ المسلمون من الانحراف والاختلاف مذاهب وفرق وطوائف يكفر بعضهم بعضاً ، كما قالت مولاتنا الزهراء عليها السلام في خطبتها الخالدة: /// ... وطاعتنا نظاما للملة وإمامتنا أماناً للفرقة ... \ ، ووضع المسلمون لا يحتاج الى شرح وتفصيل لكثرة الفرق والتمزيق وكثرة المجتهدون ...
      فبهذه الآية ، { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ } أمر! على ماذا يبلغ ، وهذه الآية نزلت قبل وفاة رسول الله تقريبا بـ (75) يوم ، وما ترك الرسول الاكرم (ص وآله) صغيرةً ولا كبيرةً إلا بلّغها لاصحابه ، فلم يبقَّ إلا فريضة الحج وفريضة الولاية (الخلافة) من بعده ، كما جاء في كتاب الاحتجاج للطبرسي[1][*] ، وبَلَغَ من حج مع رسول الله (ص وآله) من اهل المدينة وأهل الاطراف والأعراب سبعون ألف انسان أو يزيدون[*] ، فنزل عليه الوحي عدة مرات واخراً ما نزل جبرئيل وهو في غدير خم من بعد رجوعه من حجة الوداع { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} ، لم يمهله الله تعالى الى ان يصل الى المدينة ، فالموضوع لا يحتمل الى تأخير لاهميته العظمى ، وبنفس الوقت الكم الكبير من المسلمين الذين حضروا مع رسول الله (ص وآله) لاداء فريضة الحج ، والعائدون الى ديارهم ، فهذه فرصة ثمينة للتبليغ ولاسيما الحجاج من أهل

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      [1](الاحتجاج للطبرسي ، ج1 ص70 ، الطبعة الاولى ، مؤسسة الصفاء بيروت لبنان). [*](في ص69 من كتاب الاحتجاج، .. فأتاه جبرئيل (ع) فقال له: يا محمد ان الله جلَّ اسمه يقرؤك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك: فريضة الحج ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك ، فإني لم أخلي أرضي من حجة ولن أُخليها أبداً ، فأن الله جل ثناؤه يأمرك ان تبلغ قومك الحج وتحج ويحج معك من استطاع له سبيلا .... فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل (ع) عن الله عزّوجلّ فقال: يا محمد ان الله عزّوجلّ يقرؤك السلام ويقول لك إنّه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص ، فاعهد عهد وقدم وصيتك واعمد الى ما عندك من العلم وميراث علوم الانبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الانبياء ، فسلمه الى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن ابي طالب عليه السلام ، فأقمه للناس علماً وجدد عهده وميثاقه وبيعته .... الى ان قل: فإني لم أقبض نبياً من الانبياء إلا بعد إكمال ديني وحجتي وإتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي .. فخشى رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا إلى جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة والبغضاء وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل عليه السلام في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس يهتدون به ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة ، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة . فقال: يا جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي عليه السلام . فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ " في علي " وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ "")[المائدة: 67] (نفس المصدر).)[*] (حج مع رسول الله (ص وآله) من اهل المدينة وأهل الاطراف والأعراب سبعون ألف انسان أو يزيدون على نحو عدد اصحاب موسى السبعين الف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذلك أخذ رسول الله (ص وآله) البيعة لعليّ بالخلافة على عدد اصحاب موسى ، فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري (القريشي) سنّة بسنّة ومثلاً يمثل).(الاحتجاج نفس المصدر).

      المدينة ومن أهل الاطراف والآعراب وبهذا يتم التبليغ على نطاق واسع. { وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } بمعنى جهودك ستذهب سدى اذا لم تبلغ ، او بمعنى آخر كل ما بذلت من جهد وتعب وبذل اموال وما سُفِكت من دماء في الحروب قيامها بهذا التبليغ (أني ان لم أبلغ ما أنزل الله إلي)[1]، لكون الأمامة لما لها من اهمية كبيرة وعظيمة وهي المكملة لرسالة المصطفى (ص وآله) . ومن أهم كلمات خطبة التبليغ او خطبة الغدير ؛ بعد ما حمد الله واثنا عليه وشكر نعمته ورحمته عليه وعلى الامة الاسلامية قال (ص وآله): (...وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله ، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه ، وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره ، وأقر له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية وأؤدي ما أوحي إلى حذراً من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة[2] لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته ، لا إله إلا هو، لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلّغ ما أنزل إليَّ فما بلّغت رسالته وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة ، وهو الله الكافي الكريم ، فأوحي إلي: بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ } - في علي [ يعني في الخلافة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ] – { وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }[3] (معاشر الناس) ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالى إليَّ ، وأنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرئيل عليه السلام هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب عليه السلام أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي ، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وهو وليكم من بعد الله ورسوله ، وقد أنزل الله تبارك وتعالى على بذلك آية من كتابه { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }[4] وعلي بن أبي طالب عليه السلام أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال.
      وسألت جبرئيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال[5] الآثمين وختل[6] المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ، وكثرة إذا هم لي في غير مرة حتى سموني إذنا[7].
      وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه ، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك قرآنا { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ } على الذين يزعمون أنه أذن " خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " الآية [8]
      ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومى إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت ، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت ، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي ، ثم تلى صلى الله عليه وآله " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " في على " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ".

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
      [1] (الاحتجاج ص74).
      [2] (القارعة: الداهية والنكبة المهلكة).
      [3] (المائدة: 67).
      [4] (المائدة: 55).
      [5] (الادغال: الخالفة والخيانة).
      [6] (الختل: الخديعة).
      [7] (الأذن بضمتين: الرجل المستمع لما يقال).
      [8] (التوبة: 61).
      فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان ، وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره ، ملعون من خالفه مرحوم من تبعه مؤمن من صدقه ، فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له. الى ان قال:
      (معاشر الناس) تدبروا القرآن وافهموا آياته وانظروا إلى محكماته ولا تتبعوا متشابهه ، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إلى - وشائل بعضده - ومعلمكم إن من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام أخي ووصيي ، وموالاته من الله عز وجل أنزلها على.[1] فنكتفي بهذا القدر من الخطبة المباركة
      وبعد اتمام التبلغ للمسلمين عن الامام والخليفة قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً }[2] ، وبهذه الاية اثبات الامامة واجب وهي أصل من أصول الدين ، لانها من اكمال الدين واتمام نعمة الله علينا ورضا الله تعالى .. "" وقد روى ابن مردويه من طريق هارون العّيْدي ، عن أبي سعيد الخدري ؛ أنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، حين قال لعلي: // من كنت مولاه فَعَلِيٌّ مولاه \. ثم رواه عن ابي هريرة ، وفيه: أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، يعني مرجعه عليه السلام من حجة الوداع "".[*]
      نذكر مصادر عن كلمة " فمن كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه "[3] .
      ومصادر تهنئة عمر بن الخطاب لعلي بن ابي طالب عليه السلام " هنيئاً لك يا ابن ابي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مومن ومؤمنة "[4]





      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      [1] (الاحتجاج للطبرسي ص74 و 75)
      [2](المائدة: 3).[*] (تفسير القرآن العظيم لابن كثير القرشي الدمشقي ، تحقيق سامي بن محمد السلامة ، تفسير سورة المائدة – الاعراف: ج3 ص28 ، الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م ، دار طيبة للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية – الرياض).[*] (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل للحافظ الكبير عبد الله بن عبد الله بن احمد المعروف بالحاكم الحسكاني: ج1 ص 157 و 158 ، حققه وعلق عليه الشيخ محمد باقر المحمودي ، الطبعة الثانية 1431هـ - 2010م ، منشورات الأعلمي بيروت – لبنان ) .
      [3] ( المحصل لمسند الإمام احمد بن حنبل ، تأليف عبد الله بن إبراهيم بن عثمان القرعاوي: ج 19 ص198 ~ 203 ، الطبعن الاولى 1427هـ - 2006م ، دار العاصمة المملكة العربية السعودية – الرياض ، ح[27504]و[27498 ، 27499]و[27491 ، 27500]و[27493]و[27487 ، 27495 ، 27501 ، 27502]و[27503]و[13421]) ، [*] ((شواهد التنزيل لقواعد التفضيل للحافظ الكبير عبد الله بن عبد الله بن احمد المعروف بالحاكم الحسكاني: ج1 ص 190 و 191 ، حققه وعلق عليه الشيخ محمد باقر المحمودي ، الطبعة الثانية 1431هـ - 2010م ، منشورات الأعلمي بيروت – لبنان ) .
      ) ، وعند ابن كثير: 5 / 209: وأنا مولى كل مؤمن ) . [*] (تفسيرالفخرالرازي ج12 ص53 ، الطبعة الاولى (1401هـ - 1981م) دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ؛ لبنان – بيروت "" ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "" فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن ابي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهذا قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي. وجاء في تفسيرالفخرالرازي ج12 ص49 ، الطبعة الاولى 1357هـ - 1938م ، طبع في المطبعة البهية المصرية.
      [4] ([27500] المحصل لمسند الإمام احمد بن حنبل(نفس المصدر) . ولفظ (بعد ذلك) من تاريخ ابن كثير 5 / 210) .


      وفي رواية قال له: " بخٍ بخٍ لك يا ابن ابي طالب "[1] .
      وفي باب ما نزل من القرآن بالمدينة من تاريخ اليعقوبي: " إن آخر ما نزل عليه : [ اليوم أكملت .... ] وهي الرواية الصحيحة الثابتة ، وكان نزولها يوم النص على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ـ صلوات الله عليه ـ بغدير خم "[2] .
      بسنده عن نعمان الرازي قال: كنت وبشير الدهان عند أبي عبد الله فقال لما انقضت نبوة آدم وقطع أجله أوحى الله تعالى إليه ان يا آدم قد انقضت نبوتك وقد انقطع أجلك فانظر الى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوة , وأثرة العلم والاسم الأعظم فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله فإني لم أدع الأرض بغيرعالم تعرف به طاعتي وديني ويكون نجاة لمن أطاعني.[3]
      عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال بينما انا أمشي مع النبي " ص " في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية[4] بعيد ما بين المنكبين فسلم على النبي " ص " ورحب به ثم التفت إلى فقال السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته أليس كذلك هو يا رسول الله فقال له رسول الله " ص " بلى ثم مضى فقلت يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له قال أنت كذلك والحمد لله ان الله عز وجل قال: في كتابه (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)[5] والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام وقال (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ)[6] فهو الثاني وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليهما السلام ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ )[7] فهو هارون إذ استخلفه موسى عليه السلام في قومه فهو الثالث وقال عز وجل (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)[8] فكنت أنت المبلغ عن الله وعن رسوله وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدى عني وأنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ أو لا تدري من هو قلت لا قال ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم[9].

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
      [1] (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل للحافظ الكبير عبد الله بن عبد الله بن احمد المعروف بالحاكم الحسكاني: ج1 ص 157 و 158 ، حققه وعلق عليه الشيخ محمد باقر المحمودي ، الطبعة الثانية 1431هـ - 2010م ، منشورات الأعلمي بيروت – لبنان ) .
      [2] (تاريخ اليعقوبي: ج2 ص43 ، نسخة قديمة).
      [3](كتاب دلائل الامامة لابي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري ص228 ، الطبعة الثانية 1408هـ - 1988م ، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان.
      [4] كث اللحية: اجتمع شعرها وكثف وجعد من غير طول.
      [5] سورة البقرة: الآية 30 .
      [6] سورة ص: الآية 26.
      [7] سورة الأعراف: الآية 142.
      [8] سورة التوبة: الآية 3.
      [9] ح23عيون اخبار الرضا (ع) للشيخ الجليل الاقدم أبي جعفر المعروف بالصدوق ؛ ج2 ص320 ، الطبعة الاولى 1429هـ ، دار المرتضى بيروت – لبنان.
      فقد بين الإمام علي ( عليه السلام ) في خطبته هذه ستة شروط رئيسية لمن أراد أن ينصب نفسه إماما للناس ، ويتولى أمور المسلمين ، ويأمر بالحرب أو الصلح ، ويبين أحكام الدين وقوانينه لهم:
      أن لا يكون الإمام شحيحا وبخيلا لكيلا يطمع في أموال الناس .
      أن يكون عالما بالأحكام والقوانين الدينية.
      أن يتحلى بالمرونة ويتخلى عن الخشونة .
      أن لا يكون ظالما وجبارا ، حتى لا يضيع حقوق الآخرين.
      أن لا يكون مرتشيا.
      أن لا يكون معطلا لأحكام الدين ، ولا بد أن يكون مجريا للأحكام وحافظا لها.
      هذه الشروط الستة هي في الحقيقة صفوة الصفات التي يجب على الوالي والإمام في البلاد الإسلامية أن يتحلى بها ، ولكن من المؤسف جدا - حسب ما ورد في الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما أم المصادر وأهمها لدى أهل السنة - أن الحكّام الذين تربعوا على سدة الخلافة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكونوا كذلك ، ولم يتحلوا بالأخلاق الفاضلة والدراية التامة بأحكام الشريعة وكيفية إجرائها .[1]
      جاء في البرهان في تفسير القرآن ؛ عن عبد الله بن مسعود ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله "" أنا دعوة أبي ابراهيم "" ، قلنا يا رسول الله وكيف صرت دعوت أبيك إبراهيم ؟ قال أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم: { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاس إمَاماً } فاستخف إبراهيم الفرح ، فقال يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي ؟ فأوحى الله عز وجل إليه أن يا إبراهيم إني لا أُعطيك عهداً لا أفي لك به ، قال يارب ما العهد الذي لا تفي لي به ، قال: لا أعطيك عهداً لظالم من ذريتك ، قال: يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك ؟ قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً ولا يصلح أن يكون إماماً ، قال إبراهيم: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ﴿35﴾ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ }[2] قال النبي (ص وآله): "" فأنتهت الدعوة إليَّ وإلى أخي عليّ لم يسجد من الصنم قط ، فاتخذني الله نبياً وعلياً وصياً [3][*]
      من كتاب دلائل الامامة بسنده عن سلمان قال: قال لي رسول الله ان الله تعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثنا عشر نقيباً فقلت يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابيين فقال هل علمت من نقبائي الأثنى عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي فقلت الله ورسوله أعلم فقال يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته وخلق من نوري علياً ودعاه فأطاعه وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطعته وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فأطاعه وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ودعاه فأطاعه ثم سمّانا بخمسة اسماء من أسمائه فالله المحمود وأنا محمد والله العلي وهذا عليّ والله الفاطر وهذه فاطمة والله ذو الاحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة ودعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق سماء مبنية وأرضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً وكنا نوراً نسبح الله .... الى آخر الحديث [4]
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
      [1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8 : 263.
      [2] (إبراهيم 35و36).
      [3] البرهان في تفسير القرآن:للعلامة المحدث السيد هاشم البحراني ، حققه وعلق عليه لجنة من العلماء والحققين الاخصائيين ج1 ص326 الطبعة الثانية 1427هـ - 2006م ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان). [*](أمالي الصدوق للشيخ الجليل الأقدم الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي : المجلس السابع والتسعون ، ص477 ، الطبعة الاولى 1430هـ - 2009م / منشورات الاعلمي بيروت - لبنان).
      [4] (كتاب دلائل الامامة لابي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري ص233 ، الطبعة الثانية 1408هـ - 1988م ، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان.

      خدمتــــــــــــــكم شـــــــــرف لنــــــــا



      والله ولــــــــــــــي التوفيـــــــــــــــــــ ق



      (( وفي ذَلك فليتنافــــــــــــس المُتنافســــــــــــــون ))



      sigpic

      تعليق


      • #4
        وقبل الخاتمة ...

        بودي ان أضع بعض المقارنة بين الامام علي عليه السلام والشيوخ الثلاث الذين حكموا المسلمون وأبعدوا السفينة عن ساحل الأمان ، وأفضل المقارنة هي القضاء في حل مشاكل المسلمين ، ونأخذ انموذج للشيخين:
        الشيخ الاول:
        وفي كتاب عجائب أحكامه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقضية ما قضى بها أحد كان قبله . وكان أول قضية قضى بها بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك لما أفضى الأمر إلى أبي بكر أتي برجل قد شرب خمرا . فقال له أبو بكر : أشربت الخمر ؟ فقال الرجل : نعم . فقال : ولم شربتها وهي محرمة ؟ فقال : إني أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها ، ولم أعلم أنها حرام فأجتنبها . فالتفت أبو بكر إلى عمر ، فقال : ما تقول - يا أبا حفص - في أمره ؟ فقال عمر : معضلة وأبو حسن لها . فقال أبو بكر : يا غلام ، ادع عليا . فقال عمر : بل يؤتي الحكم في منزله ، فأتوه في منزله وعنده سلمان ، فأخبروه بقصة الرجل ، وقص الرجل عليه قصته . فقال علي لأبي بكر : ابعث من يدور معه على مجالس المهاجرين والأنصار ، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، وإن لم يكن أحد تلا عليه آية التحريم فلا شئ عليه . ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي ( عليه السلام ) فلم يشهد عليه أحد ، فخلى سبيله ، ثم قرئت عليه آية التحريم . فقال سلمان لعلي ( عليه السلام ) : أرشدتهم . فقال : إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون )[1]

        قال رجل لآخر : إنّي احتلمت بامّك ، فاستشاط غضبا وانتفخت أوداجه ، فاشتكى عليه عند أبي بكر ، فتحيّر في الجواب ، فرفع أمره إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له :
        « اذهب به فأقمه في الشّمس ، وحدّ ظلّه ، فإنّ الحلم مثل الظّلّ ... ».
        ما أروع هذا الجواب! فإنّ الأحلام لا يترتّب عليها أي أثر وضعي ، ثمّ التفت إليه وقال :
        « سنضربه حتّى لا يعود يؤذي المسلمين »[2]



        الشيخ الثاني:
        رفع إلى عمر أن عبدا قتل مولاه , فأمر بقتله , فدعاه علي (عليه السلام) , فقال له : أ قتلت مولاك ? ,قال : نعم ,قال : فلم قتلته ? ,قال : غلبني على نفسي , و أتاني في ذاتي ,فقال لأولياء المقتول : أ دفنتم وليكم ? ,قالوا : نعم ,قال : و متى دفنتموه ? ,قالوا : الساعة ,قال لعمر : احبس هذا الغلام فلا تحدث فيه حدثا حتى تمر ثلاثة أيام.

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        [1] الكافي : 7 / 249 / 4 عن أبي بصير وص 216 / 16 عن ابن بكير ، خصائص الأئمة عليهم السلام : 81 كلاهما نحوه .
        [2] مناقب آل أبي طالب ٢ : ٣٥٦.
        ثم قال لأولياء المقتول إذا مضت ثلاثة أيام فاحضرونا ,فلما مضت ثلاثة أيام حضروا , فأخذ علي (عليه السلام) بيد عمر و خرجوا ,ثم وقف على قبر الرجل المقتول ,فقال علي لأوليائه : هذا قبر صاحبكم ? ,قالوا : نعم ,قال : احفروا ,فحفروا , حتى انتهوا إلى اللحد ,فقال : أخرجوا ميتكم ,فنظروا إلى أكفانه في اللحد و لم يجدوه , فأخبروه بذلك.
        فقال علي : الله أكبر , الله أكبر , و الله ما كذبت و لا كذبت ; سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) يقول : من يعمل من أمتي عمل قوم لوط ثم يموت على ذلك فهو مؤجل إلى أن يوضع في لحده , فإذا وضع فيه , لم يمكث أكثر من ثلاث , حتى تقذفه الأرض إلى جملة قوم لوط المهلكين , فيحشر معهم.[1]
        من عجائب قضاء الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّ رجلين اصطحبا في طريق ، فلمّا أرادا الغداء أخرج أحدهما خمسة أرغفة ، وأخرج الآخر ثلاثة أرغفة ، ومرّ بهما شخص فدعواه إلى تناول الطعام فأجابهم إلى ذلك ، وأكلوا جميعا الأرغفة الثمانية ، وبعد الفراغ من الطعام قدّم لهما الرجل ثمانية دراهم جزاء لدعوتهما له ، وانبرى صاحب الأرغفة الثلاثة فقال لصاحبه : اقسّم الدراهم نصفين ، فردّ عليه صاحبه أنّ كلّ واحد منّا يأخذ من الدراهم عدد ما أخرج من الأرغفة ، ووقع الشجار بينهما ، فترافعا إلى الإمام عليه‌السلام فأمرهما بالصلح فلم يستجيبا له ، وقالا : اقض بيننا بالحقّ ، فحكم الإمام بينهما ، فأعطى صاحب الخمسة أرغفة سبعة دراهم ، وأعطى صاحب الثلاثة درهما ، وبهرا من ذلك ، فقال عليه‌السلام مبيّنا الوجه في هذه القسمة.
        « أليس أخرج أحدكما من زاده خمسة أرغفة وأخرج الآخر ثلاثة ؟ ».
        بلى.
        « أليس أكل ضيفكما معكما مثلما أكلتما ؟ ».
        بلى.
        « أليس أكل كلّ واحد منكما ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ ».
        بلى.
        « أليس أكلت يا صاحب الثّلاثة ثلاثة أرغفة غير ثلث؟ وأكلت أنت يا صاحب الخمسة ثلاثة أرغفة غير ثلث؟ وأكل الضيف ثلاثة أرغفة غير ثلث؟ أليس بقي لك يا صاحب الثّلاثة ثلث رغيف من زادك؟ وبقي لك يا صاحب الخمسة رغيفان وثلث ، وأكلت ثلاثة غير ثلث ، فأعطاكما لكلّ ثلث رغيف درهما ، فأعطى صاحب الرّغيفين وثلث سبعة دراهم ، وأعطى صاحب الثّلاثة درهما »[2].
        لقد حكم الإمام عليه ‌السلام بهذه القسمة المثيرة للدهشة التي لا يلتفت إليها إلاّ المتمرّس في علم الحساب. اكتفي بهذا القدر وصدق من لقبك يا مولاي أصبر الصابرين ...
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        [1] (مناقب آل أبي طالب:ج2 : 364 (
        [2]) فروع الكافي ٧ : ٣٢٧. التهذيب ٦ : ٢٦٠. وسائل الشيعة ١٨ : ٢٠٩. عجائب أحكام أمير المؤمنين عليه‌ السلام : ٨٤ ـ ٨٧.)
        من هو الامام علي ؟

        جتمع للامام علي بن أبي طالب من صفات الكمال ، ومحمود الشمائل ، والخلال ، وسناء الحسب وباذخ الشرف ، مع الفطرة النقية ، والنفس المرضية ، ما لم يتهيأ لغيره من أفذاذ الرجال. تحدر من أكرم المناسب ، وانتمى إلى أطيب الاعراق ، فأبوه أبو طالب عظيم المشيخة من قريش. وجده عبد المطلب أمير مكة وسيد البطحاء ثم هو قبل من هامات بني هاشم وأعيانهم ، وبنو هاشم كانوا كما وصفهم الجاحظ: " ملح الارض ، وزينة الدنيا ، وحلى العالم ، والسنام الاضخم ، والكاهل الاعظم ، ولباب كل جوهر كريم ، وشر كل عنصر شريف ، والطينة البيضاء ، والمغرس المبارك والنصاب الوثيق ، ومعدن الفهم ، وينبوع العلم. " واختص بقرابته القريبة من الرسول عليه السلام ، فكان ابن عمه ، وزوج ابنته وأحب عترته إليه ، كما كان كاتب وحيه ، وأقرب الناس إلى فصاحته ، وبلاغته ، وأحفظهم لقوله وجوامع كلمه ، أسلم على يديه صبيا قبل أن يمس قلبه عقيدة سابقة أو يخالط عقله شوب من شرك موروث ، ولازمه فتيا يافعا ، في غدوه ورواحه وسلمه وحربه ، حتى تخلق بأخلاقه ، واتسم بصفاته وفقه عنه الدين ، وثقف ما نزل به الروح الامين ، فكان من أفقه أصحابه وأقضاهم ، وأحفظهم وأوعاهم ، وأدقهم في الفتيا ، وأقربهم إلى الصواب ، وحتى قال فيه عمر: لابقيت لمعضلة ليس فيها أبو الحسن ، وكانت حياته كلها مفعمة بالاحداث ، مليئة بجلائل الامور، فعلى عهد الرسول عليه السلام ، ناضل المشركين واليهود ، فكان فارس الحلبة ومسعر الميدان صليب النبع جميع الفؤاد. ذلك هو الامام علي بن أبي طالب عليه السلام .

        نهج البلاغة
        شرح الشيخ محمد عبـــدة
        الجزء الاول









        الخاتمة

        إن الإقتران الدائم بين الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و أهل بيته ( عليهم السلام ) ينطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية ، روحية ، سياسية مهمة ، إذ المسألة ليست مسألة قرابة ، بل هو ارتباط ايماني رباني وحقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة ، هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت ( عليهم السلام ) بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك.
        وذكرهم الله تعالى في آية المباهلة وحديث الكساء ، فيدل هذا على ان الله تعالى اختار هذه الشجرة المباركة واصطفاهم على سائر الخلق ، وجعل فيهم النبوة والامامة ، وجعلهم القدوة ، وانموذج رائع على الارض يمثل الرحمة والعفة والشجاعة والكرم وهم نور الله على الارض ، فهذه النخبة المختارة او الطائفة التي تمثل رمز الايمان المتكامل حوربت محاربة لم تحارب طائفة أو قيادة من القيادات الإسلامية على مر التاريخ كما حوربت القيادات الإمامية [شيعة أمير المؤمنين صلواة الله عليه] قديماً وحديثاً ، حتى أن الأئمة الاطهار عليهم السلام لم يمت احد منهم بشكل طبيعي إما شهيد مقتول بالسيف أو شهيد مقتول بالسُم ، علماً أن هذه الضغوطات لم تقتصر على الأئمة فقط بل شملت مواليهم وشيعتهم ومن يتعاطف معهم على مر السنين والى يومنا هذا ، مشايخ اهل السنة اتهموا المسعودي صاحب مروج الذهب بالتشيع ، والقندوزي صاحب ينابع المودة ايضاً وغيرهم مجرد انه كتب بانصاف عن عليّ وآله عليهم السلام .
        وختاماً قال تعالى: { كُلُّ امْرِئِ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }[*] ( الطور: 21) أصلح الله اعمالنا واعمالكم وأعمال المؤمنين ، ونزع ما في قلوبهم وقلوبنا من غل إخوانا في الله { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }[*] (الحجرات: 10) ، وإختمنا بولاية محمد وآله الطاهرين ، وارزقنا شفاعتهم يوم الدين ، وجعل اعمالنا مقبولة بأحسن قبول يا رحمن يا رحيم ....
        وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .... والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين .
        رحم الله من يقرأ سورة الفاتحة ويهديها الى الكتاب اصحاب المصادر والخطباء من الموالين الذي اعتمدت في بحثي على ما افاضوا من المعارف علينا .. ولهم ولكم ولنا الاجر والثواب ..





        خدمتــــــــــــــكم شـــــــــرف لنــــــــا



        والله ولــــــــــــــي التوفيـــــــــــــــــــ ق



        (( وفي ذَلك فليتنافــــــــــــس المُتنافســــــــــــــون ))



        sigpic

        تعليق

        يعمل...
        X