بسم الله الرحمن الرحيم (احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون،ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )العنكبوت الاية3اللهم صل على محمد وال محمد قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم هذا ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم بحق احد اصحابه الخلص ،وهو الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري ،وهو من الثلة القليلة التي وقفت مع ابن عمه واخيه ووصيه علي بن ابي طالب عليه السلام بعد وفاته ،بعد ان تنكر له الكثيرون ،وجحدوا وصيته ،باستخلافه اميرا للمؤمنين من بعده وقائدا للامة الاسلامية الفتية.ونبينا الذي لا ينطق عن الهوى بل بامر الله تعالى ما اكد على صدق ابي ذر الا لعلمه المسبق بما سيجري من بعده من احداث ومجريات يكذب فيها اصحابه ظلما وقهرا. طالما وقف ابو ذر رضوان الله عليه مدافعا عن حق الامام المغصوب الخلافة ومذكرا المسلمين بمقولات النبي باحقية علي بن ابي طالب عليه السلام. وطالما تصدى لخلفاء الجور كعثمان ومعاوية منددا بسياستهم،وقد كان يقف بباب المسجد مرددا باعلى صوته (جاءت القطار ومعها النار)منبها الناس على سرقاتهم واكلهم اموال المسلمين . وشد ما عانى من قوله للحق غير خائف ولا متعتع متنمرا في ذات الله باذلا نفسه حتى ضج منه معاوية لعنه الله واخرجه من الشام وكان يخشى منه على سلطانه ولئلا يثير حفيظة الناس عليه،وبعث به الى عثمان على بعير بغير وطاء طاويا للمسافات حتى تشققت افخاذه ،وهو الشيخ المسن،اما عثمان لم يكن احسن معاملة له من سابقه ،خوفا من ذرب لسانه وصدق عقيدته ،فنفاه الى الربذة ،وهي من القرى النائية في البادية، فمات فيها وحيدا، كما اخبره حبيبه محمد صلوات الله وسلامه عليه.وهنا ادرج لكم قصة اسلامه من كتاب (المناقب) حدثنا زيد هو ابن أخزم قال حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني مثنى بن سعيد القصير قال حدثني أبو جمرة قال قال لنا ابن عباس ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال قلنا بلى قال قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصى ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب قال قلت نعم قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء قال فمر بي علي عليه السلام فقال أما نال للرجل يعرف منزله بعد قال قلت لا قال انطلق معي قال فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال فإني أفعل قال قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه فقال له أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه واله وسلم فقلت له اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لاموت فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله رضوان الله تعالى عليك يا ابا ذر يا صاحب رسول الله ويا من تشتاق اليه الجنةوانت القائل (لقد امرت بالمعروف ونهيت عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا) |
|
||
|
||
تعليق