بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
((الــــولايـــة ))
الولاية في اللغة : الولاية بكسر الواو هي بمعنى الإمارة والتولية والسلطان وبالفتح بمعنى المحبة
وفي الاصطلاح : هي حقيقة كلية وصفة إلهيّة وشأن من الشؤون الذاتية التي تقتضي الظهور
((والله هو الولي الحميد))
ونذكر هنا بعض الاحاديث المتعلقة بها
منها:ماجاء في توحيد الصدوق بإسناده عن جابر الجعفي عن ابي جعفر
(عليه السلام)
قال سمعته يقول : ((إن الله نورّ لا ظلمة فيه وعلمّ لا جهل فيه وحياة لا موت فيه ))
وروي عن امير المؤمنين (عليه السلام ) انه قال :
((وليس لصفته حدّ محدود ولا نعت موجود ))
فقوله عليه السلام يشير الى كلية صفاته تعالى بمعنى عدم الحدّ لها فالقدرة اقتضاؤها هو التصرف
والإمارة والتولية والسلطة
فظهر مما ذكر معنى قولهم :
((الولاية حقيقة كلية..))
*******
((سريان حكم الولاية في الاشياء))
الولاية يظهر حكمها في جميع الاشياء من الواجب والممكن فهي رفيقة الوجود تدور معه حيثما دار وكما أنّ
الوجود بحسب الظهور له درجات ومراتب متفاوتة بالكمال والنقص والشدّة والضعف ويحمل عليها
بالتشكيك فكذلك الولاية فإنها بعدما كانت بمعنى القرب فلها درجات متفاوتة ومراتب
مختلفة بالكمال والنقص والشدّة والضعف تحمل عليها بالتشكيك
والولاية بمعنى القرب تلاحظ تارة بالنسبة الى الله تعالى بلحاظ قربه تعالى بالخلق
وأخرى بلحاظ قرب الخلق إليه تعالى
والأولى : ذاتية إليه تعالى ففي توحيد الصدوق بإسناده عن عبد الرحمن بن الحجاج
قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام)عن قول الله عزّ وجل :
{الرحمن على العرش استوى}
فقال : استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب استوى من كل شيء
فقربه تعالى بالنسبة إلى كل شيء على نسق واحد
والثانية : تكون عطائية كالولاية للأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وهي قرب العبد إلى الرّب
فإذا اراد العبد ان يكون قريبا من الله تعالى فلابد ان يخرج وجوده من الضعف المبعد عنه تعالى
ويتنور بنور الإيمان ليظهر أحكام الوجود عليه ويغلب أوصافه ويصير مظهرا لصفات الجمال واللطف
وحينئذ يتصف بالولاية لتحقق ملاكها وهو القرب الإيماني والمعنوي إليه تعالى ...
فهذه تعم المؤمنين بأصنافه وتشمل كل من آمن بالله تعالى وعمل صالحا بمراتبهم
كما قال تعالى : {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}
فإن الإيمان له مراتب ودرجات
منها : اعتقاد جازم ثابت مطابق للواقع من دون برهان
ومنها : أن يتصور الأمر أمر التوحيد والدين على ماهو عليه ولكنه مستند إلى البرهان المفيد للقطع
ومنها: العلم الشهودي الإشراق المطابق للواقع المعبرّ عنه بالكشف الصحيح
وفيها خلاف
والثالثة : قد تكون كسبية كالثابتة للأولياء المقتفين آثارهم .
وهذه يعبر عنها بالخاصة فهي تختص بالسالكين عند فنائهم في الحق وبقائهم به تعالى علماً شهوداً وحالاً
لا علماً فقط وهؤلاء أصحاب القلوب وأهل الله الفانين في ذاته الباقين ببقائه ...واليهم أشير
في قوله تعالى : {ألا انّ أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون }
وفي الحديث القدسي :
أوليائي تحت قبائي وهؤلاء هم الذين نضوا جلباب البشريّة وخلعوها وتجاوزها عن قدس الجبروت ودخلوا في
قدس اللاهوت وهم الموحّدون حقا
وللحديث بقية والحمد لله ربّ العالمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الانور الساطعة في شرح الزيارة الجامعة