إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القدوات في حياة أطفالنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدوات في حياة أطفالنا

    اللهم صلي على محمد وال محمد


    من اهم العناصر التي ينبع منها السلوك القيمي السليم: "القدوات"، وهناك أسئلة مهمة، إجاباتها تساعدنا في غرس السلوك القيمي السليم في نفوس أطفالنا، وهذه الأسئلة هي:



    كيف يمكن لموضوع القدوة أن يوجِّه الأطفال للتصرف قيميًّا في سلوكياتهم؟


    كيف نساعد أبنائنا على الاقتداء بشخص معين؟


    إن القدوات تعد من أكثر العامل التي تؤثر في بروز السلوك القيمي؛ وسنجد أن الأفراد الذين احتكوا في أول حياتهم بقدوات يغلب على سلوكياتهم الأفعال القيمية، فغالبًا ما ستنطبع هذه السلوكيات عليه. خاصة إذا كان هؤلاء القدوات قد أظهروا قدرة على مواجهة الأفعال غير القيمية، واستبدال ذلك بأفعال أكثر قبولًا؛ فلاشك أن مثل هذه التفاعلات تؤدي إلى التزام الأبناء بالأفعال القيمية، خاصة إذا كانت بصورة مبرمجة ومستمرة.

    (فعلى سبيل المثال: الطفل الذي يرى والده يعطي الفقير الصدقة بانتظام يتطبع بمثل هذه السلوكيات القيمية بدون أن يشعر، والطفل الذي يرى والده لا يغش ولا يرد الإساءة بالإساءة، بل يرد الإساءة بالإحسان؛ لا ريب أن هذه السلوكيات ستصبح جزءًا من سجيته وعادته.

    ولذلك؛ على الوالدين أن يهتموا بسلوكياتهم في مختلف المراحل العمرية للطفل؛ لأن الطفل يقوم بمحاكاة الوالدين في كل ما يفعلون، ولذلك لا نتوقع من أبنائنا أن يلتزموا بالأفعال القيمية إذا لم نلتزم بها نحن) [كيف تغرس القيم في طفلك، د. محمد صديق].


    ملحوظة مهمة:


    لا يندفع الأطفال إلى الأفعال القيمية كمساعدة المحتاج إن شعر بوجود أكثر من شخص يستطيع تقديم العناية به، فالطفل الذي يجد أخاه يبكي لن يندفع إلى تهدئته إن وجد الوالدان يحرصان على ذلك؛ ولذلك يجب على الوالدين أن يصبرا ويُعلِّما الطفل كيف يقدِّم العناية بالآخرين، وكيف يتصرف قيميًّا في خلال وجودهم، ولابد أن يتحملوا الوقت الذي سيضيعه هؤلاء الأطفال من أجل ذلك.


    كيف يمكن لموضوع القدوة أن يوجِّه الأطفال للتصرف قيميًّا في سلوكياتهم؟





    1. فعل السلوك إذا لاحظ قدوته يقوم بالسلوك:


    وفيه يكتسب الطفل سلوكًا جديدًا إذا لاحظ أن قدوته يقوم بأداء ذلك السلوك؛ ولذلك إذا حرص المربون أن يقوموا ببعض السلوكيات القيمية أمام أعين هؤلاء الأطفال، دون أن يعلِّقوا على هذه الأفعال؛ فإنهم بذلك يساعدون الأطفال على محاكاتهم.


    2. تكرار السلوك إذا تلقى القدوة الثناء عليه:


    وفيه يتم تدعيم السلوك الذي فعله الطفل تقليدًا لقدوته، ويتكرر عنده إذا رآه نال تحفيزًا على فعل ذلك السلوك، كمثل أن يرى صديقًا له قد جاء بملابس غريبة ثم ينال هذا الصديق (الذي يعتبره قدوة له) ثناءً على هذه الملابس من طلاب المدرسة؛ فإن ذلك سيدفعه إلى تكرار هذا السلوك.

    ترك السلوك إذا عوقب قدوته على فعله:




    م الطفل بالامتناع عن فعل سلوك محدد قد فعله؛ لأن قدوته قد عوقب على فعل ذلك السلوك، فالأطفال سيمتنعون عن فعل الأفعال العدوانية في ملعب المدرسة، إذا وجدوا أن أقرانهم قد عوقبوا على فعل ذلك، وسيمتنعون أيضًا عن الأجابة عن الأسئلة في الفصل؛ إذا وجدوا أن الإجابات الخاطئة لأقرانهم قد تم السخرية منها.


    4. معاودة الاستجابة للسلوكيات المعاقب عليها:


    وفيه يقوم الطفل بفعل سلوكيات معينة كان قد تم معاقبته عليها، إذا وجد أن قدوة له قد قام بالفعل مرة أخرى ولم يعاقب عليها؛ ولذلك فإن عدم المعاقبة على فعل هو بمثابة تأكيد وتدعيم له.

    فالأطفال سيقومون بالغش في الامتحانات إذا رأوا قدواتهم قد قاموا بهذه السلوكيات، ومرت أفعالهم دون عقاب، حتى لو عوقبوا قبل ذلك على هذه السلوكيات.

    مواصفات القدوات المؤثرين:

    لا يقوم الأطفال باتخاذ كل من حولهم كقدوات، ولكن هناك عوامل تجعل الأطفال يتخذون مثلًا أحد المدرسين قدوة لهم، وتنفرهم من البعض الآخر؛ ومن هذه المواصفات:


    1. الجدارة:


    فلابد أن يكون القدوات قادرين على أداء أعمالهم بكفاءة؛ حتى يستحوذوا على عقول وقلوب هؤلاء الأطفال، فالأطفال سيحاولون تقليد مواصفات لاعب كرة سلة محترف وليس مجموعة من هواة كرة السلة، وسيقلِّد الأطفال مدرس الرياضيات المتفوق في مادته وليس مدرس الرياضيات الذي تكثر أخطاؤه على السبورة.

    2. الهيبة والقوة:


    فالأطفال يميلون إلى تقليد من له هيبة عالمية أو حتى إقليمية، ويتمتع بالقوة المناسبة، ولذلك على الآباء والمدرسين أن يجعلوا الأطفال يحتكون بمثل هؤلاء المشاهير؛ كأن يستضيفوا واحدًا من أساتذة الجامعة الملتزمين، أو واحدًا من الدعاة المحترمين وغيرهم من القدوات.

    كما ينبغي استخدام وسائل الإعلام والكتب للتعرف أكثر على مثل هؤلاء القدوات، وتعليم الأولاد كيف يقتدون بهم.

    3. أن تكون سلوكياته موافقة لنوع الطفل :


    سيمتنع الأطفال عن تقليد أي قدوة إذا أدركوا أن سلوكياتها لا تناسب نوعهم، فالأطفال يتولد عندهم من الثقافة المجتمعية ـ مثلًا ـ أن هناك أعمالًا يتوقف فعلها على الرجال أو النساء، وهذا لاشك يضع أمام الطفل حاجزًا للاستفادة من قدوة ما إذا أدرك أن عمله يتعارض مع نوع

    4. أن تكون سلوكياته مفيدة ونافعة ومتواكبة مع حياة الطفل:

    ه، أو سيُعتبر شاذًّا عن نوعه إن سلك نفس الطريق.



    فالأطفال يميلون إلى تقليد السلوكيات التي يظنون أنها قد تنفعهم في حياتهم ومواقفهم، فالطفل سيقوم بتقليد زملائه في التزيي بملابس معينة، إن ظن أن ذلك سيجعله محبوبًا أكثر بين زملائه.

    فالأطفال لن تقلِّد من السلوكيات إلا التي تعتقد أنها نافعة ومنتجة بالنسبة إليهم في حياتهم العملية؛ ولذلك ينبغي على المربين عند تدريس السلوكيات القيمية للأطفال أن يقنعوهم بمدى ارتباطها بمختلف مواقف حياتهم، حتى يضمنوا أن يقوم الأطفال بتقليدها.


    كيف نساعد أولادنا على الاقتداء بشخص معين؟


    1. الانتباه:


    قبل المحاكاة لابد أن يتعلم الأبناء كيف ينتبهون للقدوات، وكيف يلاحظون سلوكياتهم، وكيف يسمعون بانتباه لكلامهم، وكيف يرون حركاتهم.


    ويكون هذا بأن تقوم الأُم التي تريد أن تعلِّم طفلها الاقتداء بأبيه في صفة الكرم مثلًا، فتقوم بإرشاد الطفل أن ينتبه إلى والده وهو يخدم ضيوفه الذين دعاهم للعشاء، وتخاطبه بعبارات مثل: (انظر إليه وهو يخدم أصدقاءه، تأمل والدك وهو يقدِّم لهم الطعام بيديه ويحثهم على تناوله، هكذا يكون الكرماء).


    2. المحاكاة:


    فلابد أن يتوفر للطفل المقدرة على تأدية السلوك المرغوب فيه حركيًّا، ويتعود على ذلك؛ ولذلك من المهم جدًّا أن يقوم الأطفال بمحاكاة الأفعال فوريًّا بعد مشاهدتهم إياها وهي تُؤدَّى من جانب المربين، حتى يتوفر فرصة للمربين أن يعدِّلوا على هذه السلوكيات؛ مما يجعلها نافعة وقابلة للتطبيق في الواقع العملي.


    ففي المثال السابق، تقوم الأُم بجعل الطفل الصغير يذهب إلى المائدة ويقدِّم هو الآخر أحد أصناف الطعام لضيوف والده.

    3. الاحتفاظ:


    فلابد أن يتذكر الطفل ما فعله القدوة؛ لذا لابد أن تقدم السلوكيات المرغوبة في صورة صور مرئية وجمل لغوية، حتى يتذكرها الأطفال بسهولة، ولذلك يعد من المفيد جدًّا أن نحفِّظ الأطفال جملًا تعبيرية يؤدونها كلما أدوا السلوكيات المرغوبة حتى لا ينسوها، فهذه الجمل تصف الحركات التي يتكون منها السلوك، ولاشك أن ذلك يعلق في أذهان الأطفال بصورة كبيرة، بحيث يصبح السلوك متبادر إلى الذهن بصورة كبيرة.

    ففي المثال الأول؛ بعد أن توجه الأم ابنها للانتباه إلى والده وتجعله يقلده في سلوكه، تجعله بعدها يردد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) [متفق عليه].

    4. التحفيز:


    وهذا من البدهيات؛ فالطفل لكي يقوم بمحاكاة نموذج محدد لابد أن يُثار في نفسه التحفيز المناسب لكي يقوم بتقليد هذا النموذج، مثل أن يكون قد رأوه وهو يُحمد على سلوكياته، وعلى النقيض تمامًا ربما يمتنع أحد الأطفال عن محاكاة نموذج معين إذا رآه قد تعرض لعقوبة على سلوكيات، أو رأى هذه السلوكيات غير مناسبة له.


    وفي المثال السابق؛ تقوم الأُم بتحفيز ولدها بأن تقول له: (إن أصدقاء والدك يقدِّرونه جدًّا ويحترمونه لهذا الفعل، وكل من يتحلى بصفة الكرم يحبه أصدقاؤه)

  • #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل لمولانا الامام المنتظر الفرج عليه السلام

    اختي "همسات ام البنين" موضوع قيم عن الطفل لانه المستقبل وهو صورة

    لتربية والديه له لان افعاله مكتسبة من خلالهم او بالوراثة وعلى هذا الاساس

    يجب ان نكون قدوة حسنة لهم .......... والله الموفق.


    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم "أختي همسات أم البنين "

      موضوع جيد وممتاز .

      فالابوان يجب أن يكونان قدوة للطفل .

      أعجبي نقطة المحاكاة فلابد أن يتوفر للطفل المقدرة على تأدية السلوك المرغوب فيه حركيًّا، ويتعود على ذلك؛ ولذلك من المهم جدًّا أن يقوم الأطفال بمحاكاة الأفعال فوريًّا بعد مشاهدتهم إياها وهي تُؤدَّى من جانب المربين، حتى يتوفر فرصة للمربين أن يعدِّلوا على هذه السلوكيات؛ مما يجعلها نافعة وقابلة للتطبيق في الواقع العملي.


      تقبلي مروري وأتمنى لك الموفقية .


      أنتظر المزيد......

      السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

      تعليق


      • #4
        اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرج مولانا
        صاحب العصر والزمان


        بسم الله الرحمن الرحيم
        شكر لكي اختي "مجانين الحسين " على مروركي
        الجميل والقيم وبارك الله فيكي

        تعليق

        يعمل...
        X