بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
رب سائل يسئل فيقول ما هو وجوب التقليد بمعنى آخر ان التقليد واجب بالوجوب الشرعي (نفسي او غيري)ام بالوجوب العقلي ام ان وجوبه فطري؟
وهذا يعني ان الدال على اللزوم اما ان يكون هو حكم الشرع او العقل او الفطرة .
ان المجتهد اما ان يعمل طبقا لما قطع به كما في القطعيات والضروريات وهذا قليل جداً ، واما ان يعمل طبقاً لما قطع بحجيته من الامارات والاصول ، وبهذا يقلده المكلف ويكون حجة عليه ، واما ان يعمل بالاحتياط .
ان المكلف عندما يقلد هل اننا نستطيع ان نقول انه امتثل لأمرا شرعيا ، فعلى كونه غيريا لا نستطيع ان نقول بذلك لان مقدمة الواجب كما حققها الكثير من الاصوليين ليست بواجبة شرعا وانما هي واجبة بالوجوب العقلي وذلك لعدم حصول الواجب الا بها ، ولو سلمنا بوجوب المقدمة شرعا فليس الاحتياط مقدمة لأي واجب ، اما عدم كونه واجبا نفسياً فلا وجه له الا من باب " طلب العلم فريضة " (1)وقوله عزوجل " فسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " (2)وقد استدلوا بها على الوجوب الشرعي للتقليد لكن تعلم الاحكام ليس بواجب نفسي وانما هو طريق الى العمل .
أنّه لولا إيجاب العقل، لما استفيد من الشرع وجوب التقليد، ولا من الفطرة نعم الشرع لا يخلو من الارشاد إلى وجوب التقليد ، كما عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآلة وسلم) في حجّة الوداع فقال:
"يا أيها الناس ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم من النار، إلاّ وقد أمرتكم به، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنّة، إلاّ وقد نهيتكم عنه ."
ان هناك فرقا بين الوجوب العقلي والفطري من ناحية الادراك ومن ناحية الملاكات ، فالوجوب الفطري هو كلّ ما كان يدرك من سيرة الحيوانات، والاطفال، وكلّ ما لم يكن يلمس منهم فهو عقلي كما قاله
بعضهم ، هذا من ناحية الادراك اما من ناحية الملاك والمناط فالوجوب العقلي مناطه إمّا وجوب شكر المنعم وإمّا وجوب دفع الضرر المحتمل وأمّا الوجوب الفطري: فمناطه وجوب دفع الضرر أو الاعمّ منه ومن وجوب جلب المنفعة .
والمختار الصحيح عند جل الفقهاء هو الوجوب العقلي ومعناه ان العقل يدرك ان في ارتكاب المحرم وترك الواجب من دون استناد الى الحجة يستحق العقاب فمن باب وجوب دفع الضرر يجب التقليد على المكلف كي لا يقع في العقاب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) النحل 43:16
تعليق