بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ان المقصود من الحديث النبوي: هو الحديث الذي يحكي قول النبي محمد (ص) أو فعله أو تقريره.الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
أماالحديث القدسي أو الالهي أو الرباني أو أسرار الوحي: هو كل حديث يضيف فيهالمعصوم (عليه السلام) قولا الى الله سبحانه وتعالى ولم يرد في القرآنالكريم.
أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها في ترتيبها بعينه لالغرض الاعجاز نظير قوله تعالى : (الصوم لي وأنا أجزي عليه " أو به " )،وبذا افترق عن القرآن الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعينة في ترتيبهاالمعين للإعجاز، كما انه بخلاف الحديث النبوي الذي هو الوحي اليه (صلواتالله عليه) بمعناه لا بألفاظه.
أما وجه إضافة الحديث القدسي الى القدس،فلأنها الطهارة والتنزيه, والى الإله والرب، لانه صادر منه وهو المتكلم بهوالمنشيء لـه, وان كان جميعها صادراً بوحي إلهي, لان الرسول (ص) ((ما ينطقعن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى)) (النجم : 3 و 4 )، ومن هنا كان من أسرارالوحي.
والحاصل - كما قيل ـ ان الحديث القدسي ما كان لفظه من عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعناه من عند الله تبارك وتعالى بالإلهام أوالمنام أو غيرهما, وأما القرآن فان اللفظ والمعنى منه سبحانه, ولذا ففضّلعليه.
وقـد ذكـر فـي (فـوائد) الامير حميد الدين ـ كما في (كشافاصطلاحات الفنون : 2/15) ـ ان الفرق بين القرآن والحديث القدسي على ستةأوجه :
الاول: ان القرآن معجز والحديث القدسي لا يلزم ان يكون معجزاً.
الثاني: ان الصلاة لا تكون الا بالقرآن بخلاف الحديث القدسي.
الثالث: ان جاحد القرآن يكفر بخلاف جاحد الحديث القدسي.
الرابع: ان القرآن لابد فيه من كون جبرئيل (عليه السلام) وسيلة بين النبي ( صلىالله عليه وآله ) وبين الله تعالى, بخلاف الحديث القدسي.
الخامس: ان القرآن يجب ان يكون لفظه من الله تعالى, وفي الحديث القدسي يجوز ان يكون لفظه من النبي ( صلى الله عليه وآله ).
السادس: ان القرآن لا يمسّ الا مع الطهارة, والحديث القدسي يجوز مسه من المحدث.
تعليق