بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
ان مسالة التوحيد أهم مسالة في المنظومة الشاملة للمعارف الدينية ولذا صرح الامام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه ) مشيرا الى هذه الحقيقة بقوله ( أول الدين معرفته ) ومن المسائل التي تترتب على هذا البحث مسالة الصفات السلبية او الخبرية وما يترتب عليها فقد شذت طائفة من المسلمين بخصوص معرفة هذه الصفات حيث أخذوها على الظاهر ومعلوم ماهي اللوازم الفاسدة التي تترتب على هذا التوجه ، وقبل عدة أيام كنت في حوار مع أحد السلفيين من أهل البصرة حول هذا الموضوع فقرأت عليه كثير من روايات علمائهم بهذا الشأن ، لكن الرجل طلب مني أن أبين له توجيه الايات والروايات المتعلقة بهذه الصفات حسب مباني الامامية ، فأرشدته الى جملة من كتب الشيعة كالكافي وتصحيح إعتقادات الامامية والبحار وغيرها ، فقال لا اريد توجيهات العلماء بل الائمة حصرا ، فذكرت له مجموعة من الروايات ومن ضمنها هذه الرواية المعتبرة السند فقد
روى الشيخ الاجل الصدوق في كتابه (عيون أخيار الرضا ج2 ص112) والعلامة المجلسي في البحار ج4 ص3
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلى بن موسى الرضا عليهما السلام: يا بن رسول الله (صلى الله عليه واله ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: ان المؤمنين يزورون ربهم في منازلهم في الجنة فقال عليه السلام: يا أبا الصلت ان الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمدا (صلى الله عليه واله) على جميع خلقه من النبيين والملائكة وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته وزيارته في الدنيا والاخره زيارته فقال عزو جل: (من يطع الرسول فقد اطاع الله) وقال: (ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم) وقال النبي (صلى الله عليه واله): من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله تعالى ودرجه النبي (صلى الله عليه واله) في الجنة ارفع الدرجات فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى قال: فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه واله) فما معنى الخبر الذي رووه: ان ثواب لا اله إلا الله النظر الى وجه الله تعالى فقال عليه السلام: يا أبا الصلت من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله تعالى انبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم هم الذين بهم يتوجه الى الله عز وجل والى دينه ومعرفته وقال الله تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) وقال عز وجل (كل شى هالك إلا وجهه) فالنظر الى انبياء الله تعالى ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة