بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
*******************************
روي في الاحتجاج عن أبي محمّد العسكري عليه السلام عن زين العابدين عليه السلام أنّه قال : « كان أمير المؤمنين عليه السلام قاعدا ذات يوم فأقبل عليه رجل من اليونانيّين المدّعين للفلسفة والطبّ قال له : يا أبا الحسن ، بلغني خبر صاحبك محمّد صلى الله عليه وآله وأنّ به جنونا فجئت لأعالجه ، فلحقته قد مضى لحال سبيله وفاتني ما أردت منذلك ، وقد قيل لي : إنّك ابن عمّه وصهره ، وأرى بك صفارا قد علاك ، وساقين دقيقين وماأراهما تقلاّنك ، فأمّا الصفار فعندي دواؤه , وأمّا الساقان الدقيقان فلا حيلة لي لتغليظهما، والوجه أن ترفق بنفسك في المشي تقلّله ولا تكثّره ، وفيما تحمله على ظهرك وتحضنه بصدرك أن تقلّلهما ولا تكثّرهما ، فإنّ ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل ثقيل انقصافهما.فأمّا الصفار فدواؤه عندي وهو هذا ، وأخرج دواء وقال : هذا لا يؤذيك ولا يخيبك ، ولكنّه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا ، ثمّ يزيل صفارك.فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام : قد ذكرت نفع هذا الدواء لصفاري ، وهل تعرف شيئا يزيد فيه ويضرّه ؟ فقال الرجل : بلى حبّة من هذا ، وأشار إلى دواء معه وقال :إن تناوله الإنسان وبه صفار أماته من ساعته ، وإن كان لا صفار به صار به صفار حتّى يموت في يومه. فقال له عليّ عليه السلام : فأرني هذا الضارّ ، فأعطاه إيّاه ، فقال له : كم قدر هذا ؟ فقال : قدر مثقالين سمّ ناقع , قدر حبّة منه تقتل رجلا فتناوله عليّ عليه السلام فقمحه وعرق عرقا خفيفا وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه : الآن أوخذ بابن أبي طالب عليه السلام ، ويقال : لي : قتلته ، ولا يقبل منّي قولي: إنّه هو الجاني على نفسه فتبسّم عليّ عليه السلام وقال : يا عبد الله ، أصحّ ما كنت بدنا الآن لا يضرّني ما زعمت أنّه سمّ ، ثمّ قال : فغمّض عينيك ، فغمّض ، ثمّ قال : افتح ، ففتح عينيه ، ونظر إلى وجه عليّ عليه السلام وقال : أين الصفار الذي زعمت أنّه بي ، فقال: والله لكأنّك لست من رأيت قبل كنت مصفارا فأنت الآن مورّد.فقال عليّ عليه السلام : فزال عنّي الصفار لسمّك الذي تزعم أنّه قاتلي، وأمّا ساقاي هاتان ـ ومدّ رجليه وكشف عن ساقيه ـ فإنّك إن زعمت أنّي أحتاج إلى أن أرفق بيدي في حمل ما أحمل ما عليه لئلاّ ينقصف الساقان وإنّي أريك أنّ طبّ الله عزّوجلّ خلاف طبّك ، وضرب بيده إلى أسطوانة خشب عظيمة على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه وفوقه حجرتان إحداهما فوق الأخرى وحرّكها فاحتملها فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان،فغشي على اليونانيّ.فقال أمير المؤمنين عليه السلام صبّواعليه , فصبّوا عليه ماء ، فأفاق وهو يقول : والله ما رأيت كاليوم ، فقال له عليّ عليه السلام : هذا قوّة الساقين الدقيقين واحتمالهما أفي طبّك هذا يا يونانيّ ؟ فقال اليونانيّ : أمثلك كان محمّد صلى الله عليه وآله ؟ فقال عليّ عليه السلام : وهل علمي إلاّ من علمه وعقلي إلاّ من عقله وقوّتي إلاّ من قوّته .
اللهم صل على محمد وآل محمد
*******************************
روي في الاحتجاج عن أبي محمّد العسكري عليه السلام عن زين العابدين عليه السلام أنّه قال : « كان أمير المؤمنين عليه السلام قاعدا ذات يوم فأقبل عليه رجل من اليونانيّين المدّعين للفلسفة والطبّ قال له : يا أبا الحسن ، بلغني خبر صاحبك محمّد صلى الله عليه وآله وأنّ به جنونا فجئت لأعالجه ، فلحقته قد مضى لحال سبيله وفاتني ما أردت منذلك ، وقد قيل لي : إنّك ابن عمّه وصهره ، وأرى بك صفارا قد علاك ، وساقين دقيقين وماأراهما تقلاّنك ، فأمّا الصفار فعندي دواؤه , وأمّا الساقان الدقيقان فلا حيلة لي لتغليظهما، والوجه أن ترفق بنفسك في المشي تقلّله ولا تكثّره ، وفيما تحمله على ظهرك وتحضنه بصدرك أن تقلّلهما ولا تكثّرهما ، فإنّ ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل ثقيل انقصافهما.فأمّا الصفار فدواؤه عندي وهو هذا ، وأخرج دواء وقال : هذا لا يؤذيك ولا يخيبك ، ولكنّه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا ، ثمّ يزيل صفارك.فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام : قد ذكرت نفع هذا الدواء لصفاري ، وهل تعرف شيئا يزيد فيه ويضرّه ؟ فقال الرجل : بلى حبّة من هذا ، وأشار إلى دواء معه وقال :إن تناوله الإنسان وبه صفار أماته من ساعته ، وإن كان لا صفار به صار به صفار حتّى يموت في يومه. فقال له عليّ عليه السلام : فأرني هذا الضارّ ، فأعطاه إيّاه ، فقال له : كم قدر هذا ؟ فقال : قدر مثقالين سمّ ناقع , قدر حبّة منه تقتل رجلا فتناوله عليّ عليه السلام فقمحه وعرق عرقا خفيفا وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه : الآن أوخذ بابن أبي طالب عليه السلام ، ويقال : لي : قتلته ، ولا يقبل منّي قولي: إنّه هو الجاني على نفسه فتبسّم عليّ عليه السلام وقال : يا عبد الله ، أصحّ ما كنت بدنا الآن لا يضرّني ما زعمت أنّه سمّ ، ثمّ قال : فغمّض عينيك ، فغمّض ، ثمّ قال : افتح ، ففتح عينيه ، ونظر إلى وجه عليّ عليه السلام وقال : أين الصفار الذي زعمت أنّه بي ، فقال: والله لكأنّك لست من رأيت قبل كنت مصفارا فأنت الآن مورّد.فقال عليّ عليه السلام : فزال عنّي الصفار لسمّك الذي تزعم أنّه قاتلي، وأمّا ساقاي هاتان ـ ومدّ رجليه وكشف عن ساقيه ـ فإنّك إن زعمت أنّي أحتاج إلى أن أرفق بيدي في حمل ما أحمل ما عليه لئلاّ ينقصف الساقان وإنّي أريك أنّ طبّ الله عزّوجلّ خلاف طبّك ، وضرب بيده إلى أسطوانة خشب عظيمة على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه وفوقه حجرتان إحداهما فوق الأخرى وحرّكها فاحتملها فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان،فغشي على اليونانيّ.فقال أمير المؤمنين عليه السلام صبّواعليه , فصبّوا عليه ماء ، فأفاق وهو يقول : والله ما رأيت كاليوم ، فقال له عليّ عليه السلام : هذا قوّة الساقين الدقيقين واحتمالهما أفي طبّك هذا يا يونانيّ ؟ فقال اليونانيّ : أمثلك كان محمّد صلى الله عليه وآله ؟ فقال عليّ عليه السلام : وهل علمي إلاّ من علمه وعقلي إلاّ من عقله وقوّتي إلاّ من قوّته .
تعليق