بسم الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قوله تعالى(اصطفى آل ابرهيم وآل عمران على العالمين)
اللهم صل على محمد وال محمد
قوله تعالى(اصطفى آل ابرهيم وآل عمران على العالمين)
في اللغة الاصطفاء الاختيار و الاجتباء نظائر و هو افتعل من الصفوة و هذا من أحسن البيان الذي يمثل به المعلوم بالمرئي و ذلك أن الصافي هو النقي من شائب الكدر فيما يشاهد. والاصطفاء على وجهين ( أحدهما ) أنه اصطفاه لنفسه أي جعله خالصا له يختص به ( و الثاني ) أنه اصطفاه على غيره أي اختصه بالتفضيل على غيره و على هذا الوجه معنى الآية فإن قيل كيف اختصهم الله بالتفضيل قبل العمل فالجواب أنه إذا كان المعلوم أن صلاح المكلفين لا يتم إلا بهم فلا بد من تقديم البشارة بهم و الإخبار بما يكون من حسن شمائلهم و أفعالهم و التشويق إليهم كما يكون من جلالة أقدارهم و زكاء خلالهم ليكون ذلك داعيا للناس إلى القبول منهم و الانقياد لهم و في هذه الآية دلالة على تفضيل الأنبياء على الملائكة عليهم أجمعين الصلاة و السلام لأن العالمين يعم الملائكة و غيرهم من المخلوقين و قد فضلهم سبحانه و اختارهم كخلوص هؤلاء القوم من الفساد بخلوص الصافي من شائب الأدناس
والاية تدل على أن الذين اصطفاهم معصومون منزهون، لانه لايختار ولايصطفي إلا من كان كذلك، ويكون ظاهره وباطنه واحدا، فاذا يجب أن يختص الاصطفاء بآل إبراهيم وآل عمران من كان مرضيا معصوما سواء كان نبيا أو إماما.
تعليق